Advertisement

لبنان

قراءة بالأرقام للخارطة السياسية في طرابلس... الأولوية للإنماء

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
23-02-2019 | 01:56
A-
A+
Doc-P-559347-636865054283940928.jpg
Doc-P-559347-636865054283940928.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أثبتت الإنتخابات النيابية الأخيرة في دائرة الشمال الثانية، والتي تضم طرابلس والمنية والضنية، وبالأرقام أن لائحة "العزم"، والتي فاز فيها رئيس اللائحة الرئيس نجيب ميقاتي، ومعه ثلاثة فائزين من طرابلس لوحدها كل من جان عبيد وعلي درويش ونقولا نحاس، وهم أربعة نواب من أصل ثمانية، فيما فازت لائحة "المستقبل" بثلاثة نواب، هم: محمد كبارة وسمير الجسر وديما جمالي الملغاة نيابتها، في حين فاز من لائحة "الكرامة" النائب فيصل كرامي فقط.
Advertisement

ومن دون الدخول في التحليلات الشخصية فإن الأرقام والنتائج التي أسفرت عنها هذه الإنتخابات، مع الأخذ في الإعتبار عامل ضم المنية والضنية إلى طرابلس، تشير إلى تيار "العزم" يأتي من حيث التأثير والحضور في المرتبة الأولى، وهو يُعتبر اللاعب الأقوى على ساحة العاصمة الثانية.

ولأنه الأقوى على الساحة الطرابلسية، وعلى أثر صدور قرار المجلس الدستوري بإبطال نيابة ديما جمالي ودعوته إلى إعادة الإنتخابات في دائرة طرابلس حصرًا وعلى أساس النظام الأكثري، كان للرئيس ميقاتي موقف، ليس الأول من نوعه، دعا فيه إلى تجنيب المدينة معركة محسومة النتائج، من خلال مروحة الإتصالات التي سيقوم بها، وبالأخصّ مع الرئيس سعد الحريري، لأنه يعتبر أن الأولوية في الوقت الحاضر هي الإهتمام بمشاكل المدينة وما تعانيه من مشاكل تحتاج إلى مشاريع تنموية ورفع الغبن اللاحق بها نتيجة إهمال الدولة لها وعدم إيلائها الإهتمام الكافي، بما يتناسب مع أهميتها الجغرافية كونها عاصمة الشمال، الذي يعاني بدوره من حرمان مزمن، وكونها تمثّل العيش المشترك بين جميع أبنائها بكل تجلياتها، إذ ليس صدفة أن تضم لائحة "العزم" كل أطياف المدينة، وهي النموذج الحضاري، الذي يعكس وجه المدينة بكل تجلياتها.

من هنا، يأتي تحرّك الرئيس ميقاتي، الذي يعتبر أن طرابلس تستحقّ الكثير من الجهد، وهي تحتل أولوية لديه، وهو يسعى من خلال ما لديه من رؤية ثاقبة وشاملة إلى حثّ الحكومة على إقرار المشاريع التي تعود بالفائدة على أهل المدينة، نظرًا إلى الدور الكبير المؤهلة أن تلعبه في المرحلة المقبلة، خصوصًا أن من بين الوزراء من عايشوا ما تعانيه المدينة من حرمان، ويعّول عليهم الكثير لكي تأخذ حقها الطبيعي من سلة المشاريع الواردة في مخصصات "سيدر"، وإعادة إحياء المشاريع، التي سبق أن تقدّم بها الرئيس ميقاتي، والتي تهدف إلى تنشيط الحركة الإقتصادية والإنمائية فيها، وما يمكن أن تقدمه من فرص عمل جديدة، وبالأخص للشباب، الذين لا يجدون عملًا، وهم من أصحاب الكفاءات والخبرات.

فالتوافق السياسي، الذي سبق للرئيس ميقاتي أن ترجمه من خلال وقوفه إلى جانب الرئيس الحريري طوال فترة الأزمة الحكومية، كفيل بتجنيب طرابلس معركة هي في غنىً عنها في الوقت الراهن.

وفي المحصلة الأولية فإنه من المبكر جدًا إتخاذ موقف حاسم في المعركة المقبلة، بإعتبار أن المسألة لا تزال قيد التشاور والدراسة، علمًا أن الاحتمالات مفتوحة على اكثر من خيار وفق ما تفرضه مصلحة طرابلس في الدرجة الأولى، لكن الثابت الوحيد أن اللاعب الرئيس في هذه الانتخابات هو الرئيس ميقاتي لأن ماكينته الانتخابية تعتبر الاقوى والاكثر قدرة على التجيير، وهذا ما أثبتته الإنتخابات الأخيرة، وهذا ما يعترف به الجميع على الساحة الطرابلسية من دون إستثناء، وهم يأخذون هذه الحيثية في إعتباراتهم التحالفية.
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك