Advertisement

لبنان

في طرابلس.. هدوءُ ما بين العاصفَتَيْن!

حسن هاشم Hassan Hachem

|
Lebanon 24
28-02-2019 | 02:59
A-
A+
Doc-P-561033-636869411845302881.jpg
Doc-P-561033-636869411845302881.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا تزال طرابلس تعيش على وقع قرار "المجلس الدستوري" الذي أبطل نيابة ديما جمالي من دون أن يعلن فوز المرشح الطاعن على لائحة "الكرامة الوطنية" ومسؤول جمعية "المشاريع الخيرية" في طرابلس طه ناجي، وبالتالي الذهاب إلى انتخابات فرعية لملء المقعد السني الخامس في المدينة والذي أصبح شاغراً.
Advertisement

كثرت الأحاديث في الفترة التي سبقت إعلان "الدستوري" قراره عن أنّ طعن المرشح ناجي ولائحة "الكرامة الوطنية" سيتم قبوله وإعلان ناجي فائزاً، إلا أنّ رياح القرار أتت بما لا تشتهي سفن ناجي وحلفائه، فيما اعتبر فريق "المستقبل" أنّه تعرّض لعملية "طعن في الظهر وغدر"، يبدو أنّها ستكون الشعار الذي سيخوض على أساسه المعركة الفرعية بجمالي نفسها التي سارع الرئيس سعد الحريري إلى إعادة ترشيحها طالباً ثقة الطرابلسيين بها من جديد.

وعلى وقع الصدمة التي أحدثها القرار، وبعد نشره في الجريدة الرسمية وبانتظار تحديد وزيرة الداخلية والبلديات ريا الحسن موعد الإنتخابات، يترقّب الشارع الطرابلسي ما ستحمله له الأيام المقبلة، فبين العاصفة "غنوى" التي تضرب لبنان منذ الأوّل من أمس الثلاثاء، وبين العاصفة التي أحدثتها الانتخابات الفرعية المنتظرة، تعيش المدينة "هدوء ما بين العاصِفَتَيْن" قبل أن يحسم كلّ فريق توجهه وينهي حساباته للمعركة التي فرضت على المدينة بعد أقل من عام على الانتخابات النيابية التي شهدت فيها المدينة معركة اعتبرت الأشرس بين مختلف المناطق.

تدرك المكونات السياسية في طرابلس أنّ حسابات "الفرعية" تختلف عن حسابات الإنتخابات العامة، كما أنّ حسابات القانون الأكثري الذي ستجري على أساسه مختلفة عن حسابات النسبية خصوصا لجهة غياب قضاءي الضنية والمنية عنها، ما يحتّم على كلّ طرف الاعتماد على شارعه الطرابلسي فقط لا غير.

بالنسبة لـ"التيار الأزرق"، فإنّ المعركة هي معركة ردّ اعتبار على "الغدر" الذي تعرض له، مع الإشارة إلى وجود علامات استفهام محقّة وكثيرة  حول إمكانية الحشد لصالح جمالي، حيث يبدو أن ليس هناك رضى عنها في "البيئة الزرقاء" على الصعيد الشخصي بالتزامن مع محاولات تسويق ترشيح النائب السابق مصطفى علوش باعتباره من "الصقور"، كما عن إمكانية تجيير النائب محمّد كبارة أصوات قاعدته الشعبية والتي ليست تحت عباءة "المستقبل" لصالح جمالي، لا سيما بعد الحديث عن إمكانية استقالته وترشيح نجله كريم.

أما المرشّح ناجي فلم يحسم خياره رسمياً حتى الآن بإعادة الترشّح على الرغم من التأكيدات بأنّ ماكينة "المشاريع" جاهزة لكن بانتظار التشاور مع الحلفاء والانتهاء من حسابات "الأكثري" في ظلّ غياب الثقل الأساس للائحة، أي قضاء الضنية حيث يجمع المتابعون على أن أصوات النائب جهاد الصمد شكلت رافعة أساسية للائحة.

وبما أنّ المعركة باتت مفتوحة على مصراعيها، ستحاول قوى أخرى لم يحالفها الحظ في الانتخابات أن تعيد المحاولة مجدّداً، ومن بين تلك القوى اللواء أشرف ريفي الذي لم يحسم خياره بعد ولكنّه يجري حساباته في الكواليس على اعتبار أنّه لن يخوض "معركة باهتة"، فيما يراهن ريفي على الأصوات الطرابلسية التي تقول إن "اللواء بدو لواء" في إشارة إلى ضرورة وجوده في البرلمان في مواجهة النائب اللواء جميل السيد.

في هذا الوقت، تشخص العيون نحو قرار الرئيس نجيب ميقاتي الذي حقّق الرقم التفضيلي الأعلى في المدينة، كما أنّ كتلته تضمّ نصف عدد نواب المدينة، إلا أنّه مترَوٍّ في اتخاذ قراره بانتظار مزيد من المشاورات التي تهدف في نتيجتها إلى تغليب مصلحة طرابلس وأهلها على أيّ مصلحة آنية أو انتخابية وبعيداً عن أي "بازارات سياسية" المدينة بغنى عنها، إضافة إلى حرصه على وحدة الصّف والعلاقة مع الرئيس الحريري.

لا يمكن التكهّن بالنتيجة التي ستسفر عنها الإنتخابات المقبلة في ظلّ عدم معرفة خريطة المرشحين الكاملة وتوزّع التحالفات، وما إذا كانت ستدخل قوى سياسية أخرى على خطّ هذه المعركة من مجتمع مدني أو تيارات إسلامية أو غيرها، كما عدم حسم الصوت العلوي لقراره وما إذا كان سيصبّ في اتّجاه واحدٍ أم لا، إضافة إلى نسبة الإقتراع وحماسة الطرابلسيين للمشاركة في هذا الإستحقاق.

لكنّ الأكيد أنّ المدينة ستعيش أجواء معقدة ودقيقة في الأيام المقبلة لم يكن يرغب أهلها بعيشها من جديد بعد تجربة الانتخابات الأخيرة، إذ أن أولويّتهم تكمن في معالجة أوضاعهم الاقتصادية المتردية وحمل همومهم إلى الحكومة الجديدة وإيجاد الحلول لهم بدل التلهي بانتخابات جديدة والغرق في بحر الشعارات والخطابات التي لا تسمن ولا تغني من جوع.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك