Advertisement

لبنان

ما قبل عون ليس كما بعده... القرار السيادي خارج الوصاية

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
10-03-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-564412-636878105772080059.jpg
Doc-P-564412-636878105772080059.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ليس مستغرباً أن يتقاطر الموفدون الدوليون إلى لبنان منذ تأليف "حكومة إلى العمل" بمشاركة وازنة لـ"حزب الله" وحلفائه وصدور البيان الوزاري بايحاءات والتزامات واضحة، وصولاً إلى نيلها ثقة المجلس النيابي.
Advertisement

تقديرات كثيرة رافقت زيارات كل من نائب وزير الخارجية الأميركي لشؤون الشرق الأدنى ديفيد ساترفيلد ووزير الدولة لشؤون الشرق الأوسط في الخارجية البريطانية اليستر بيرت، والموفد الالماني وزير الدولة لدى وزارة الخارجية الاتحادية الالمانية نيلس أنين.

لا ريب في أن هدف زيارة ساترفيلد التقصي حول "نفوذ" "حزب الله" في الحكومة والبرلمان من "حلفاء الأمس" بعد خلط الأوراق جراء التسويات الكبيرة في ظل اتفاق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون – رئيس الحكومة سعد الحريري القائم وشموله "حزب الله" وأفرقاء أساسيين، وبالتالي فإن عدم زيارة ساترفيلد بعبدا تأتي في سياق إدراكه ثوابت رئيس الجمهورية في ملفي النفط والمقاومة، وإن كان المعنيون توقفوا جلياً عند اختيار ساترفيلد منبر الصيفي للإدلاء بمواقفه باعتبار أن حزب الكتائب هو الوحيد بين حلفائهم الذي لم يتشارك مع "حزب الله" في الحكومة.

بات مؤكداً أن ساترفيلد اطلع من المعنيين على الاتجاهات الجديدة للقوى السياسية في ظل التفاهمات المحلية لإفادة وزير خارجية بلاده مايك بومبيو الذي يستعد لزيارة لبنان خلال الايام المقبلة، بالتوازي مع محاولة الاستفسار عن زيارة الرئيس عون لروسيا في 25 آذار الجاري واللقاء المرتقب مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. فقلق واشنطن مما تسميه التمدد الروسي من سوريا إلى لبنان لم يعد خفياً، ومرده إلى الاتفاق الذي وقعته شركة "روسنفت" لمدة 20 عاماً في طرابلس القريبة من القواعد والمراكز الروسية على الساحل السوري  بالتوازي مع دخول شركة "نوفاتك" مع شركتي "توتال" الفرنسية و"إيني" الإيطالية للتنقيب عن الغاز والنفط في البحر اللبناني.

وسط ما تقدم، فإن الضغط السياسي على لبنان قد يزداد. فالمانيا قد تحذو حذو بريطانيا في وضع "حزب الله" بجناحيه على لائحة الارهاب، وهذا ما المح إليه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله يوم الجمعة عندما اعلن "أننا نتوقع أن تضيفنا دول أخرى غير بريطانيا إلى لوائح الإرهاب". ومع ذلك فإن هذه القرارات، كما تؤكد مصادر بعبدا لـ"لبنان24" لن يكون لها الاثر البالغ، بدليل أن الحكومة شرعت بكل مكوناتها للقيام بما هو مطلوب منها تحت سقف التسوية وأن أحدا لن يعيد النظر بها.

وسط هذا المشهد، فإن إملاءات المبعوث الفرنسي لمتابعة قرارات مؤتمر "سيدر" السفير بيار دوكان، يمكن وضعها، بحسب مصادر طلعة على الزيارة لـ"لبنان24"، في خانة التذكير الفرنسي بمواضيع وملفات الاصلاحات المرتبطة بمقررات مؤتمر "باريس 4" والسعي في الوقت عينه لحفظ الدور الفرنسي من باب المؤتمر ومقرراته في لبنان.

وسط هذا الزخم السياسي الدولي، يبقى حل أزمة النازحين من أولى أولويات الرئيس عون، الذي أبلغ المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي ضرورة أن تقوم المنظمة بدورها في الداخل السوري لجهة تقديم المجتمع الدولي المساعدات للعائدين إلى بلدهم لا أن تقتصر على النازحين في المجتمعات المضيفة، مع تشديده على أن العودة سوف تتكثف في المرحلة المقبلة بالتواصل بين الدولتين اللبنانية والسورية لأن مصلحة لبنان العليا تكمن في إنهاء ازمة النزوح، خصوصا في ظل عدم ورود أي معلومات عن اضطهاد يتعرّض له العائدون السوريون؛ وبدليل، أن غراندي، بحسب مصادر بعبدا، وضع الرئيس عون في صورة الوضع المطمئن في دمشق وحماه وحمص لجهة تعاطي السلطات السورية الايجابي مع النازحين العائدين، ناقلا مشاهداته حول وجود عمل كبير على صعيد اعادة الاعمار والبنى التحتية، الامر الذي يدحض كل كلام نقيض حول عدم جاهزية الدولة السورية لاستيعابهم وعدم توفر الحماية لهم.

وعليه، تشدد مصادر وزارية في تكتل "لبنان القوي"  لـ"لبنان24" على أن ما قبل عون  ليس كما بعده. فالقرار السيادي اللبناني بات خارج الوصاية، واصبح له حيثية وازنة. فلبنان يجذب كل المهتمين على الصعيدين الاقليمي والدولي انطلاقاً من موقعه الجيوسياسي وكمجتمع مضيف لحركة نزوح مكثفة وكبلد سيساهم في عملية اعادة اعمار سوريا وسيشكل حاضنة الشركات الكبرى لاعادة الاعمار، فضلاً عن موقعه  في المتوسط ويتجه الى التنقيب عن النفط؛ لكن الاكيد أن في عهد الرئيس عون، لن يكون أي حراك خارجي على حساب مصلحة لبنان الوطنية شاء البعض أم أبى.

 
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك