Advertisement

لبنان

لبنان الرسمي يستقبل بومبيو بموقف موحدّ... البحر لنا!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
15-03-2019 | 02:30
A-
A+
Doc-P-566140-636882353582210493.jpg
Doc-P-566140-636882353582210493.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قبل الزيارة التي يصفها البعض بـ "التاريخية"، التي سيقوم بها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون لروسيا بخمسة أيام يحطّ وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في لبنان، ومعه مساعده لشؤون الشرق الأدنى دايفيد ساترفيلد، الذي كانت له جولة على القيادات السياسية منذ أسبوع تقريبًا، وأستثنى في لقاءاته رئيس الجمهورية.
Advertisement

ووفق ما بات متعارفًا عليه فإن بومبيو يأتي إلى لبنان حاملًا معه أكثر من ملف سيناقشه مع المسؤولين اللبنانيين، ومن بينها:

أولًا: ملف النزوح السوري، حيث يُعتقد أن النظرة الأميركية لهذا الملف تتناقض مع النظرة اللبنانية، إذ أن واشنطن تعتبر أن آوان العودة لم تنضج ظروفها بعد قبل معرفة مستقبل سوريا وقبل التوصل إلى تسوية سياسية شاملة ومتكاملة في المنطقة، وهي ترى أن الحل في سوريا هو جزء من كل، وبالتالي لا يمكن الدخول في ملف عودة النازحين قبل نضوح الحل السياسي في المنطقة، بينما يصرّ لبنان على عدم الربط بين هذه العودة وبين الحل السياسي النهائي والشامل، إذ أن المعطيات لا توحي بإن ثمة بوادر حلحلة في الملف السياسي، في الوقت الذي يبدي لبنان خشية من أن يطول الحلّ النهائي، وهو المكتوي بنار النزوح، لما له من آثار جانبية سلبية على الأوضاع اللبنانية الداخلية، وبالتالي لا يمكن ربط العودة التي يريدها لبنان آمنة بالحلّ النهائي في سوريا والمنطقة، لذلك فهو يضع كل ثقته بالمبادرة الروسية لتأمين هذه العودة، ولو على مراحل، إستكمالًا لما سبق أن بدأ به الأمن العام اللبناني، وقد ضمّنت الحكومة بيانها الوزاري فقرة حول المبادرة الروسية.

وعلى رغم بعض التباينات في وجهات النظر بين رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة حول هذا الموضوع، فإن ثمة معلومات تشير إلى أن الرئيس الحريري، الذي ردّ الصاع صاعين لوزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب بعدم ضمه إلى الوفد اللبناني إلى مؤتمر بروكسل 3، وعد الرئيس عون بأن تكون مقاربة هذا الملف مع بومبيو بنظرة موحدّة.

ثانيًا: ملف "سيدر"، إذ أن المسؤولين اللبنانيين سيضعون أمام الدبلوماسي الأميركي كل المشاريع الإصلاحية، التي ستنوي الحكومة القيام بها في المرحلة المقبلة لتواكب مشاريع "سيدر"، ومن أهمها مكافحة الفساد ووقف الهدر وترشيد الإنفاق، بما يكفل مواءمة هذه المشاريع مع الإصلاحات المنشودة بشفافية وتشديد الرقابة والمحاسبة.

ثالثًا: ملف "حزب الله"، الذي ستكون مقاربته من زاوية أن "حزب الله" مكّون اساسي في التركيبة اللبنانية، وهو موجود في المجلس النيابي وفي الحكومة، من دون الدخول في تفاصيل الخلاف القائم بينه وبين الولايات المتحدة الأميركية، التي تحاول تضييق الخناق عليه من خلال العقوبات المفروضة على إيران، ومن دون إحراج رئيس الحكومة، بإعتبار أن هذا الموضوع هو شأن لبناني داخلي تتم معالجته من زاوية ما تقتضيه المصلحة الوطنية الداخلية.

رابعًا: موضوع ترسيم الحدود البحرية في المنطقة الإقتصادية الخالصة، بحيث لا يزال لبنان يواجه معارضة إسرائيلية لإتمام هذا الموضوع، وهو يشدّد على الدور الذي يمكن أن تقوم به  الأمم المتحدة في هذا المجال، مع العلم، ووفق ما تناهى للسلطات اللبنانية، من خلال المحادثات التي أجراها ساترفيلد، فإن واشنطن تنحاز لإسرائيل في هذا الملف على حساب لبنان وحقوقه في النفط والغاز، في ضوء المعلومات المتوافرة عن تنصل أممي وأميركي عن لعب دور الوسيط النزيه في هذا الملف، في الوقت الذي  تتجه فيه إسرائيل للتصعيد العملي بالاستعداد لطرح تلزيم مربعات وتهدّد بالاستيلاء على جزء مهم وحساس من الثورة اللبنانية.

وفي هذا الإطار سيكون موقف لبنان الرسمي، المتفق عليه مسبقًا بين الرؤساء الثلاثة موحدّا، وهو المطالبة بحقه في ترسيم الحدود وعدم السماح لإسرائيل بأن تمدّ يدها على ما هو حق طبيعي للبنان.

في المقابل تشير مصادر مطلعة على الموقف الاميركي الى أن الزيارة التي تأتي استكمالاً لزيارة ساترفيلد وسبقتها زيارات اميركية عديدة، تهدف الى إبلاغ المعنيين في لبنان أن واشنطن ستبقى الى جانب لبنان طالما انه ملتزم سياسة لا تنصاع لمصالح بعض الاطراف المحلية ذات الارتباطات الإقليمية، في اشارة الى "حزب الله"، مشددة على أن بومبيو سيؤكد للمعنيين أن لبنان يمثل أولوية للإدارة الاميركية التي لن تسمح أن يخرج عن توجهاتها لا سيما في ما خص ملف النازحين والعلاقة مع النظام السوري والموقف من "حزب الله"، قائلة إن بومبيو سيجدد تأكيد واشنطن الضغط على "حزب الله" اقتصادياً، وهو سيكون بالتالي إلى جانب إسرائيل في ما يخصّ المنطقة الإقتصادية الخالصة من خلال إعادة إحياء "خطة هوف"، وهذا ما يرفضه لبنان رفضًا قاطعًأ، وهو سيقول لبومبيو، وبصوت واحد: البحر لنا والغاز لنا.


المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك