Advertisement

لبنان

زيارة بومبيو بعيون روسية: "تلجم" إندفاعة التعاون العسكري عشية زيارة عون لموسكو

زينب زعيتر

|
Lebanon 24
15-03-2019 | 06:00
A-
A+
Doc-P-566167-636882376986517028.jpg
Doc-P-566167-636882376986517028.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من المقرر أن يشكل لبنان المحطة الأخيرة ضمن جولة وزير الخارجية الأميركية مايك بومبيو في المنطقة يومي 22 و23 من الجاري، والتي تشمل أيضاً كلا من الكويت والأراضي المحتلة، وفي جعبته خلاصات ستحدد خطوطاً عريضة في مسائل عدة، مع أنّ المعطيات تحدد الملفات المطروحة بمسألتي الحدود البحرية وإعادة طرح خطة "هوف" ومسألة النازحين السوريين، يُضاف اليها ما يتم تداوله عن رغبة أميركية مجددة بالضغط على "حزب الله".
Advertisement
 
ومقاربة الضغط على "حزب الله" هي الأبعد بما يفترضه منطق الأمور خلافاً لم يتم تداوله. فبومبيو كان قد أرسل لهذه المهمة سابقاً كلاً من مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى دايفيد ستارفيلد ومساعده للشؤون السياسية ديفيد هايل، وبذلك فإنّ حراكاً أميركياً مكثفاً سبق زيارة بومبيو. وبالتالي فإنّ الملف الأبرز قيد التداول سيكون الحدود البحرية، ولكن ما لم يخرج الى التداول كان أعظم، حيث أنّ زيارة بومبيو ستأتي قبل أيام قليلة على الزيارة التي يعتزم رئيس الجمهورية العماد ميشال عون القيام بها الى موسكو في 25 من الشهر الجاري، فماذا يعني ذلك؟.
 
وتفيد مصادر دبلوماسية مطلعة بأنّ الأجندة الأميركية الأخيرة تجاه لبنان تتمحور حول إحاطته بطروحات تجعله بمنأى عن الحاجة الى روسيا، وخصوصاً أنّ الأميركيين ينظرون الى لبنان كونه "جيب" الولايات المتحدة، ويهمهم بالدرجة الأولى ألا يدعوا روسيا تستفيد من صرف عناصر القوة التي تجمعها في سوريا عسكرياً وسياسياً لاستغلالها في لبنان سواء بشكل رسمي أو عبر الأحزاب.
وبحسب المصادر فإنّ أميركا تعلم حتماً ما هي الخطة الروسية في لبنان، ويسعون بالتالي إلى إستباق تنفيذها، و"لجم" حدود المناقشات التي سيخوضها الرئيس ميشال عون خلال زيارته لروسيا، بطريقة دبلوماسية، وهذا هو الهدف الابرز من زيارة بومبيو.
 
والحقيقة أنّ روسيا تسعى اليوم إلى تعزيز موقعها في لبنان عبر طرحين: المبادرة الروسية لإعادة النازحين وإتفاقية التعاون العسكري بين لبنان وروسيا.
 
بالنسبة الى الطرح الأول، فلبنان أعطى موافقته ولكن الروس غير قادرين على تمويلها حالياً. أمّا بالنسبة الى الطرح الثاني، أي ما يتعلق باتفاقية التعاون العسكري، فإنّ رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري وفي زيارته الاخيرة لروسيا بحث هناك الملف، وفور عودته طرح الموضوع على المعنيين في لبنان، ليسحب بعد ذلك البند من التداول، وبحسب المصادر فإنّ السبب يعود الى "ضغوط أميركية تعرض لها الحريري".
واليوم، وربطاً بموضوع زيارة بومبيو، فإنّ أميركا تعلم جيداً أنّ زيارة عون لروسيا ستعيد طرح التعاون العسكري، "وبذلك فإنّ أميركا ستستبق ذلك وتطلب من عون بطريقة دبلوماسية عدم التجاوب مع الطرح". وتذهب المصادر أبعد من ذلك بإعتبار أنّ عون "ربما سيوحي للإدارة الأميركية بأنّه لن يفتح ملف التعاون العسكري، ولكن بوميو قادم الى لبنان ليؤكد للبنانيين الصراع على نقاط القوة مع روسيا، وبأنّ الولايات المتحدة داعمة للجيش اللبناني، وبالتالي فإنّها لن تقبل بأي تعاون عسكري مع روسيا أو أن يكون بديلاً للتعاون العسكري مع أميركا".
على صعيد أخر، يُعد ملف النازحين السوريين أحد الملفات الاساسية التي سيطلب فيها لبنان دعم واشنطن، وكذلك سيتم طرح ملف العقوبات الأميركية على إيران، على أنّ الطرح الأميركي الأبرز الذي يسعى بومبيو الى تثبيته هو موضوع ترسيم الحدود البحرية، وخصوصاً بعد زيارته المقررة الى الاراضي المحتلة قبل لبنان.
وسيحاول بومبيو إعادة طرح "هوف"، الخطة التي ظهرت للمرة الأولى في العام 2012، عبر الموفد الأميركي فريديرك هوف، الذي إقترح تقسيم المنطقة البحرية بحيث يُعطى للبنان 500 كلم2 وتُعطى سلطات الإحتلال 360 كلم2 من أصل حصة الـ860 كلم2. ولكن لبنان لم يقبل بهذا الطرح لأنّه فعلياً ستحصل إسرائيل على حصة أكبر. واليوم، وبحسب المعلومات فإنّ "إسرائيل تعمل على الضغط على أميركا لجعل لبنان يقبل بهذه الخطة، وبومبيو سيسعى الى إعادة طرحها ولكن بمقاربة جديدة تقوم على تأسيس لجنة تفاهم ثلاثية بين لبنان والسلطات الاسرائيلية وأميركا برعاية "اليونيفل"، وبطريقة التفاوض غير المباشر لمناقشة موضوع الحدود البحرية". يُضاف الى ذلك أنّ "سلطات الإحتلال تحاول الإتفاق مع دول أوروبية لنقل الغاز من الحصة الاسرائيلية الى اليونان، ويفترض ذلك أن يمر بالمنطقة الإقتصادية اللبنانية، وهذا بالطبع ما يرفضه لبنان، ويحاول بومبيو أن يحصل عليه."
وبالتالي، فإنّ الزيارة ستعكس التوجه الأميركي في المنطقة، وأجندة جديدة على وقع تطورات الأحداث الأخيرة في سوريا، والمزاجين الايراني والروسي، فهل يمتلك لبنان أجوبة حول الطروحات الأميركية سواء في ما يتعلق بمسألة ترسيم الحدود البحرية أو إتفاقيات التعاون العسكري مع روسيا، وأي جديد ستحمله الزيارة على صعيد أزمة النازحين السوريين؟.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك