Advertisement

لبنان

حكومة المساكنة... "ذئب باسيل" و"غنم الحريري"!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-03-2019 | 01:48
A-
A+
Doc-P-567123-636884922522264943.jpg
Doc-P-567123-636884922522264943.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ أن أبصرت النور، بعد طول إنتظار، لم تستطع الحكومة، التي تحمل شعار "إلى العمل"، أن تثبت للبنانيين الموعودين بالكثير من العمل، أنها قادرة على معالجة مشاكلهم المتراكمة، والتي باتت تتطلب إجراءات استثنائية غير متوافرة لها ظروف النجاح حتى الساعة، وهي التي بدأت مسيرتها منذ الجلسة الأولى بتعثر واضح، إذ أن كل طرف من أطرافها يغني على ليلاه، من دون أن تلوح في الأفق بوادر إختزال المشاكل التي تعترضها، بحدّ أدنى من التفاهم على الاساسيات والعناوين العريضة، التي من خلالها يمكن الولوج إلى حلول ممكنة لأزمات المواطن اليومية، والتي حتّمت تسريع قيام الحكومة وتجميع التناقضات بين مكوناتها بحجة أن البلد لم يعد يحتمل أي خضة، وهو الذي لا يحتاج إلى أكثر من هزة صغيرة حتى يصبح تحت الشوار. 
Advertisement

ولأن الرئيس سعد الحريري يعتبر نفسه "أم الصبي" قَبِل بالتسوية التي طُبخت على نار هادئة، والتي بدأت تتكشف حقائقها الخفية، والتي خرجت إلى العلن بعد الكلام الأخير للوزير جبران باسيل، الذي استدعى ردًّا من تيار "المستقبل"، مع إستمرار الحريري العض على جرحه، لأن لا بديل من الحكومة، على رغم ما يتحكّم بها من تناقضات، لأن البديل منها يعني إدخال البلاد في أزمة ما بعدها أزمة، وهذا ما لا يقدم عليه الحريري المستعد أن يقدم المزيد من التنازلات الشكلية، مع تمسكه الأكيد بالثوابت والمسلمات الوطنية، التي لا يمكن المساومة عليها، تحت أي ذريعة.

وفي هذا الإطار يأتي كلام الرئيس نجيب ميقاتي، الذي قال إن "الصلاحيات الدستورية واضحة وكل محاولات النيل منها تدخل في إطار تسجيل البطولات الوهمية التي لا طائل منها. حروب المصادر والسجالات الإعلامية تنعكس سلبا على لبنان كله بدون فائدة. فليعد الجميع إلى طاولة مجلس الوزراء لانها الإطار الوحيد لمعالجة الملفات كافة وليتوقف ضخ التشاؤم والضغائن".

في المقابل، وعلى رغم حال التشنج الطافية على سطح الأزمة الحكومية فإن بعض المصادر الوزارية تؤكد أن التسوية لم تسقط، وأن الحريري وباسيل لن يختلفا في العمق. فهما متفقان على غالبية العناوين، وأن الايام المقبلة قد تشهد عودة إلى التهدئة، إذ لا مصلحة لأحد في تفجير الحكومة من الداخل، وهي المقبلة على إستحقاقات كثيرة وكبيرة، عشية إستقبال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو.

ولا تستبعد المصادر أن تتم اليوم الدعوة إلى انعقاد جلسة لمجلس الورزاء هذا الأسبوع، لافتة إلى أن التعيينات الإدارية لن تفتح باباً للخلاف بين رئيس الحكومة ووزير الخارجية، لأنهما اتفقا على عناوينها العريضة في اللقاءات الباريسية التي فتحت باب تأليف الحكومة. وتجزم المصادر بأن حصة القوى السياسية من غير القوى الكبرى في طوائفها ستكون صغيرة للغاية: مركز وحيد للنائب طلال أرسلان، وآخر لتيار "المردة"، ومثله لـ"القوات اللبنانية"، ومثله لـ"القاء التشاوري". أما المراكز التي يشغلها موظفون شيعة، فستذهب جميعها للذين يختارهم ثنائي حركة "أمل" و"حزب الله". وربما تكون العقدة في بعض المراكز التي يشغلها موظفون مسيحيون في وزارات تابعة لتيار "المستقبل"، كالداخلية مثلاً.

وما يوحي بأن التهدئة ستكون سيدة المواقف في الأيانم الآتية عودة الإتصالات البعيدة عن الإعلام بين التيارين الأزرق والبرتقالي لتبريد الساحة السياسية ووقف التراشق الإعلامي بين الطرفين والعودة إلى ما قبل أجواء الأسبوع الماضي، وما تخلله من كلام عالي الأسقف.

وعلى رغم هذه المساعي فإن ثمة شيئًا قد أنكسر بين ركني التسوية الحكومية، وقد تأتي التعيينات على طريقة "لا يموت "ذئب باسيل" ولا يفنى "غنم الحريري" لتعيد تجميع ما أنكسر بينهما، تحت عنوان عريض أن أي خضّة مقبلة قد تطيح بالحكومة، التي أستلزم تأليفها تسعة أشهر تقريبًا، وهذا الأمر لا يصب لا في مصلحة العهد ولا في مصلحة الحريري.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك