Advertisement

لبنان

بومبيو في بيروت: التحديات بالجملة.. وكذلك صراعات الداخل

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
22-03-2019 | 04:42
A-
A+
Doc-P-568817-636888483646774097.png
Doc-P-568817-636888483646774097.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
استبق وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو محادثاته في لبنان اليوم، بالقول إن إيران و"حزب الله" يحاولان "السيطرة" على لبنان، معتبراً أن الحزب "يشكّل تهديداً للاستقرار في الشرق الأوسط وعلى اسرائيل"، ما يجعل الزيارة وما سيطرح خلالها، أو بعض ما تهدف إليه، ليست بمنأى عن أجواء الانتخابات الاسرائيلية المقرر إجراؤها الشهر المقبل. 
Advertisement

أغلب الظن أن بومبيو لن يحمل معه مفاجآت، وطبعاً لن تحدث زيارته اختراقات في مواقف الإدارة الأميركية التقليدية، فوكالة "أسوشييتد برس" الأميركية توقعت "أن يجدد بومبيو، خلال زيارته لبيروت، دعم واشنطن الثابت للجيش اللبناني، والطلب من مصرف لبنان المركزي في المقابل اتخاذ إجراءات بهدف منع إيران من استخدام القطاع المصرفي في البلاد للالتفاف على العقوبات الأميركية" وطبعاً ستثار ملفات الحدود البحرية والنازحين والموقف اللبناني من صفقة القرن، لكن تكثيف الزيارات الاميركية الرسمية للبنان يعكس قلقاً أميركياً ممّا تعتبره واشنطن تقارب لبنان مع المحور الإيراني في المنطقة، وبالتالي فإن بومبيو سيشدد في المقابل على ضرورة مواجهة تصاعد النفوذ الإيراني في لبنان، خصوصاً وأن الإدارة الأميركية تتابع بدقة تطبيق العقوبات على إيران، وهي أصلاً تراقب تراقب النظام المصرفي اللبناني بعد العقوبات على "حزب الله". 

كل ما سبق يبدو "طبيعياً" في سياق مواقف إدارة الرئيس ترامب من إيران وما تعتبره واشنطن أذرعاً لطهران في المنطقة، لكن التحدي الأساس هو في ما يمكن أن ينتج عن الزيارة، أو يبنى عليها، وكيف يستطيع لبنان أن يجعل من الزيارة فرصة لتعزيز الدعم الأميركي سياسياً واقتصادياً، ولا يجعل منها بنداً اضافياً في سلسلة التباينات الداخلية الكثيرة التي تحول دون المضي بشكل جدي في معالجة القضايا الملحة والضرورية على أكثر من صعيد.

ذلك أن المتأمل لمسار الأمور الداخلية لا يحاج كبير عناء ليدرك أن المطبات الصعبة أمام تحقيق خرق في جدار الأزمات الراهنة تكمن في المناكفات الداخلية بشكل رئيسي، وهي التي تشكل تحدياً حقيقياً أمام تحقيق تقدم في معالجة ملفات حيوية، كاستخراج الغاز والاستفادة من المساعدات الدولية، وخصوصاً مؤتمري "سيدر" و"بروكسل" لإعادة تحريك عجلة التنمية والاقتصاد، والمضي بعملية مكافحة الفساد والاصلاح الإداري والتشريعي، أو ملفات ضاغطة كالنازحين وضبط الحدود وعجز الكهرباء وأزمة النفايات وغيرها.

وكما تتعدد أزمات الداخل، كذلك تبدو ملفات المنطقة أيضاً من اليمن حتى سوريا مروراً بالعراق والاراضي المحتلة الواقعة تحت التأثيرات الأميركية والروسية والايرانية والتركية والاسرائيلية، وعلى لبنان العمل للاستفادة من القوى الدولية والاقليمية الصديقة بشكل يجعل من الاهتمام بلبنان عامل قوة وزخم لا عامل انقسام أو ضرب للاستقرار الداخلي... وكل ذلك يستدعي حكمة داخلية من أهل السلطة ومن المكونات السياسية على قاعدة ضمان المصالح الوطنية والاستفادة من الحراكات القائمة من دون الانزلاق نحو مزيد من صراعات المحاور. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك