Advertisement

لبنان

بومبيو في بيروت.. التوطين والترسيم

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
22-03-2019 | 06:44
A-
A+
Doc-P-568898-636888556663222533.jpg
Doc-P-568898-636888556663222533.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا شك أن زيارة وزير الخارجية الاميركية مايك بومبيو إلى بيروت اليوم أحيطت بصخب إعلامي سبقها وسيرافقها علماً أن الحراك الأميركي تجاه لبنان في الشهرين الماضيين لم يتوقف، بمعزل عن ان مهمة الموفدين في التحريض على حزب الله لم تخلص إلى ما تبتغيه واشنطن من الحكومة اللبنانية.
Advertisement

وبينما واصلت واشنطن في الماضي تأكيد حرصها على استقرار لبنان رغم اختلافها مع حزب الله، حيث كان لبنان إلى حد كبير في الآونة الماضية ساحة مساكنة بين الحزب وايران من جهة، وأميركا من جهة أخرى، فان التفهم الأميركي للخصوصية اللبنانية قد انتهى ليصبح الدعم مشروطا بتحديد الأسس والخيارات، خاصة وأن مفهوم محاصرة حزب الله ومنعه مما يسمى السيطرة على الدولة اللبنانية، بات يتفوق على ضرورة الابقاء على الاستقرار اللبناني والذي كان مطلبا أساسياً رئيسيا في السنوات الماضية وعنصراً ضرورياً للمحافظة على بقاء النازحين السوريين في لبنان. 

ومع ذلك، تركز أوساط سياسية في 8 آذار  لـ"لبنان24" على الوجه الآخر للزيارة والمتمثل بملف ترسيم الحدود البحرية مع العدو الإسرائيلي. وفي موازاة الإصرار اللبناني على عدم الفصل بين ترسيم الحدود البرية والحدود البحرية وتحديد المنطقة الاقتصادية الخالصة، فان المقاربة الأميركية – الإسرائيلية ليست مطابقة للسيادة اللبنانية، الأمر الذي سيدفع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس المجلس النيابي نبيه بري خلال استقبالهما اليوم بومبيو الى التأكيد على الموقف اللبناني الرافض لاي مساومة على حقوق لبنان في البر والبحر.

ومع ذلك، ترفض تل ابيب تطبيق الخيار التقني المتفق عليه لترسيم الحدود البرية، على ترسيم الحدود البحرية، وتريد الذهاب الى الترسيم البحري عبر اتفاق سياسي من شأنه أن يمنحها مساحة في البلوكات اللبنانية لاسيما في البلوك رقم 8 التي تتجه  انظار دول المنطقة اليه، لانه قد يضاهي بأهميته حقل ظهر المصري مقابل رشيد ودمياط في المتوسط، تقول الاوساط نفسها.

وعليه، فإن إدارة ترامب تريد إلزام لبنان العودة إلى خط هوف 2012 لترسيم الحدود البحرية حماية لمصالح إسرائيل في الغاز، مقابل إعادة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، خاصة وأن اتفاقية العام 2007 بين لبنان وقبرص حول تعيين حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة، ما بين النقطة 1 جنوبا والنقطة 6 شمالا، خسرت لبنان مساحة مائية بعد توقيع قبرص اتفاقية أخرى مع إسرائيل في العام 2010 حددت المنطقة الاقتصادية الخالصة بينهما.

وفي هذا السياق، لا بد من الاشارة الى وصف رئيس وزراء العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس عقب لقاء استضافه بحضور الرئيس القبرصي نيكوس أناستاسياديس، ورئيس الوزراء اليوناني ألكسيس تسيبراس، ووزير الخارجية الأميركي ، التعاون مع قبرص واليونان، الذي يتم بإشراف وتشجيع الولايات المتحدة،  بأنه أقوى وأفضل تعاون إقليمي في العالم. وأكد أنه لا يقتصر على التعاون الاقتصادي حول تسويق الغاز، إنما يمتد إلى شتى الموضوعات بدءاً من إطفاء الحرائق وانتهاءً بالطاقة، عبر الأمن والتعاون الاستراتيجي الذي قفز عدة درجات في السنة الأخيرة.

وسط هذا المشهد ترى الأوساط عينها، أن ترامب الذي ادعى امس ان الوقت حان أيضاً للاعتراف بسيادة إسرائيل على هضبة الجولان، سيجهد لتحقيق ما تقدم كطريق الى جعل لبنان شريكا غير معلن في صفقة القرن التي يزمع طرحها بعد الانتخابات الإسرائيلية المقرر إجراؤها في نيسان المقبل، من خلال سحبه بطرق ملتوية إلى معادلات تطبيع التفافية مع إسرائيل في ملفي الحدود والنفط والغاز، بالتوازي مع خطة اميركية تقوم على توطين اللاجئين مقابل تقديم تسهيلات اقتصادية ومالية  للبنان ومساعدته على شطب جزء من قيمة ديونه. لكن الأوساط نفسها تشدد في المقابل على أن لبنان لن يكون أرضية لتنفيذ السيناريوهات الأميركية المرسومة لمبادرة ترامب لإنهاء حق العودة، ولن يستجيب لهذه المخططات.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك