Advertisement

لبنان

كلام بومبيو العالي النبرة يوحد الردّ اللبناني... واتجاه لفرض عقوبات على حلفاء "حزب الله"!

Lebanon 24
22-03-2019 | 23:11
A-
A+
Doc-P-569137-636889157296883930.jpg
Doc-P-569137-636889157296883930.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أطلق وزير الخارجية الاميركي مايك بومبيو، من بيروت، أعنف هجوم على "حزب الله"، وطالب اللبنانيين بـ"التحلي بالشجاعة للوقوف بوجه إجرامه وتهديداته". وقال: "إن الولايات المتحدة ستستمر في الضغط غير المسبوق على ايران حتى تتوقف عن سلوكها الخبيث بما في ذلك النشاط الذي تضطلع به من خلال "حزب الله" الذي يقف عائقًا أمام آمال الشعب اللبناني"، مؤكدا أن "إيران لا تريد الاستقرار في لبنان، ودعمها لـ"حزب الله" يشكّل خطرًا على لبنان ويضعه تحت مجهر القانون الدولي". هذا باختصار ما خلصت اليه زيارة وزير الخارجية الأميركية بيروت والنقاشات التي دارت مع المسؤولين اللبنانيين.

Advertisement

زيارة بومبيو التي لم تحمل جديداً خصوصاً  وان ما سمعه المسؤولون اللبنانيون منه هو مشابه لما سمعوه من الموفدين الأميركيين الذين سبقوه، تتلخص بأمرين: اولا ممارسة المزيد من الضغط على حزب الله ومحاولة التضييق عليه، وثانيا مواجهة ما تسميه الادارة الاميركية التدخل والهيمنة الايرانية على لبنان، بحسب صحيفة "الديار".

بومبيو –عون: اللاجئون أولاً
بومبيو الذي توّج زيارته بيروت بلقاء الرئيس ميشال عون، طرح عليه سلسلة اسئلة، بحسب ما أوضحت مصادر مطلعة على محادثات بعبدا لـ"النهار" فأجابه الرئيس بان لكل من لبنان والولايات المتحدة مقاربته المختلفة للقضايا التي طرحت، والوزير الاميركي استمع الى ما قدم من تفاصيل بالأرقام عن مشكلة النازحين السوريين وكانت محادثات مستفيضة جراء الأسئلة التي طرحت وتمت الإجابة عنها. وسلم الرئيس عون بومبيو خريطة تظهر كثافة انتشار النازحين وتوزعهم في المناطق. وشرح الموقف اللبناني من ملف النازحين وتداعيات النزوح على كل القطاعات.

ولدى مشاركته في الاجتماع، عرض المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابرهيم بالارقام حركة النازحين العائدين الى سوريا ومراكز التسجيل والالية المتبعة في العودة، مؤكداً عدم تعرض السوريين لأي مضايقات مشيرا الى المراكز التي انشئت طوعاً وشرح الالية التي يعتمدها الامن العام لتنظيم عودة النازحين منذ أيار الماضي. واوضحت المصادر ان بومبيو ركز على اهمية الحل السياسي في ما خص ملف النزوح، قائلاً إنه كلما استقر الوضع في سوريا اصبحت العودة اسهل. وقدر عالياً ما قدمه لبنان في مجال مساعدة النازحين، منوهاً بتضحيات الشعب اللبناني ومستخدماً عبارة: ماقدمه لبنلن لم يقدمه احد.

وفي موضوع ترسيم الحدود البحرية اشارت المصادر الى ان الرئيس عون عبر عن ترحيب لبنان بأي مساعدة، وقال إن رفض اسرائيل هذا الترسيم هو الذي يؤخر انطلاقة التنقيب، وأبلغ الوزير بومبيو انه اقترح مشاركه شركات أميركية في التلزيم لكنها لم تشترك.

وابدى بومبيو حرصاً على لبنان وشعبه، مبدياً جهوزية بلاده للمساهمة في ترسيم الحدود البرية والبحرية.

وبحسب "الأخبار" طلب بومبيو من عون عدم تمكين حزب الله من تطوير وجوده وتعزيز مواقعه في الدولة، "لأنّه امتداد لإيران والإرهاب"، فردّ الرئيس عون بأنّ حزب الله "يُشكّل قسماً كبيراً من الشعب اللبناني، ويُمثّل طائفة كبيرة. لديه 12 نائباً من أصل 128، و3 وزراء، تماماً كما كان الوضع عليه في السابق ولم ترتفع حصته"، وافق بومبيو على الكلام، "ولكن نحن نتخوف من تمدّده أكثر. هناك تصرفات غير مقبولة، وذلك سيُعرّض البلد للخطر". ذكّر عون بالتزام لبنان بالقرار 1701، "وبأنّ حزب الله لا يُقدم على أي أمر يُسيء للاستقرار، وفي الداخل ليس لديه دور مسلّح. والجيش يقوم بواجباته، ولكنّ إسرائيل هي التي تقوم بالخرق".
وأوضحت المصادر لـ"النهار" ان المقاربه الأميركية لـ"حزب الله" معروفة باعتباره حزباً ارهابيا وان هذا المفهوم قد يتبدل عندما لا يعود حزباً مسلحاً ويتعاطى نشاطات ارهابية. وأعلنت ان الرئيس عون شكر الولايات المتحدة على المساعدات التي تقدهها للجيش ولا سيما منها تلك التي قدمت في حرب تحرير الجرود البقاعية من الارهاب.

وعلى رغم الصورة التي نقلت لبومبيو وهو ينتظر رئيس الجمهورية في بعبدا، نفت مصادر في القصر ان يكون وزير الخارجية الاميركي انتظر دخول رئيس الجمهورية. وأفادت ان عدم تدوينه عبارة في السجل الذهبي كان سببه ضيق الوقت. لكن المتتبعين للزيارة توقفوا عند امتناع الرئيس عون عن مصافحة كل من وكيل وزارة الخارجية الاميركية ديفيد هيل ومساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الادنى ديفيد ساترفيلد.

بومبيو- بري: الحدود أولاً 
وفي عين التينة، استمر اللقاء بين بومبيو والرئيس نبيه بري ما يقارب الساعة، علماً بأنّ مثل هذه الاجتماعات لا تتجاوز مدتها النصف ساعة. أما مضمون الاجتماع فتركز، بحسب "الأخبار" على نقطتين أثارهما بومبيو، وردّ عليهما برّي. الأولى تتعلق بالحدود البحرية بين لبنان وفلسطين المحتلة، وهو الموضوع الذي استهل بومبيو حديثه به، مشيراً الى أنّ من يبدي الحرص على المنطقة الحدودية وبدء الاستثمار فيها، عليه أن يذهب إلى حلّ هذه المشكلة. فرد بري بـ"أننا كنا على وشك البدء بمعالجة الأمر عبر اجتماعات اللجنة الثلاثية في الناقورة، بناءً على الاتفاق الذي حصل مع الموفد الأميركي السابق، غير أن الأمور تعطلت بعد الانتخابات الأميركية، وتقاعس الجانب الإسرائيلي الذي يرفض إطلاق المحادثات والتفاوض تحت علم الأمم المتحدة". وأكد أن "لبنان جاهز لمعالجة ملف الحدود البحرية وفق الاتفاق السابق، أي برعاية الأمم المتحدة"، في إشارة الى التشديد على عدم الفصل بين الحدود البرية والبحرية.

وحين تحدث بومبيو عن العقوبات، مُبرراً بأنها تهدف إلى منع تمويل حزب الله، أكد بري أنّ المجلس النيابي سنّ قوانين تُعتبر مطابقة ومتشددة، وقال إنّ "العقوبات التي تفرضونها تطاول كل لبنان واللبنانيين وتؤثّر سلباً على الوضع الاقتصادي والمالي". وحاول بومبيو القول إنها موجهة ضدّ إيران والحزب حصراً، فأكد بري أنّ "حزب الله هو حزب سياسي لبناني له شعبية كبيرة ووجود في الحكومة والمجلس، وإذا كنتم تريدون لهذا البلد أن يكون مرتاحاً فاضغطوا على إسرائيل كي تلتزم قرار الـ 1701 وتنسحب من الأراضي اللبنانية".

وأصر بري على إثارة موضوع الجولان المحتل والقدس والانحياز الأميركي الواضح للعدو الإسرائيلي، إذ قال لضيفه إنّ "السياسة التي تتبعونها في المنطقة ومساندتكم إسرائيل من أجل بسط سيادتها على الجولان المحتل واعتبار القدس عاصمة لها، هي التي تدفع الشعوب إلى معارضتكم والوقوف ضدكم".

بومبيو – الحريري: الدعم للبنان
وفي السراي الحكومي، كان اجتماع بومبيو مع رئيس الحكومة سعد الحريري أخف حدّة، وعلى الرغم من اصرار مصادر السراي على عدم تسريب أي معلومة متعلقة بالاجتماع، أوضحت لـ"اللواء" انه جرى خلال الاجتماع بين الحريري وبومبيو عرض تفصيلي لأوضاع المنطقة، مشيرة إلى ان هناك وضوحاً شديداً من قبل الإدارة الأميركية لمتابعة خطوات الضغط على إيران والمنظمات التي تصنفها بانها تابعة لها في المنطقة بما فيها "حزب الله".

ولمست المصادر حرص الولايات المتحدة وتمسكها بمتابعة دعمها للبنان وللدولة اللبانية ومؤسساتها واقتصادها، فيما دعا الجانب اللبناني إلى ان يكون هناك انتباه وحرص على لبنان واستقراره النقدي وقطاعه المصرفي في أي خطوات تفكر واشنطن في اتخاذها في هذا الإطار.

ولفتت المصادر لـ"الشرق الأوسط" إلى أن الحريري عرض مطولاً لمؤتمر "سيدر"، وكان بومبيو متفهماً لحاجة لبنان لتنفيذ مقرراته، وخصوصاً إبلاغه بأن السوق اللبنانية مفتوحة أمام القطاع الخاص الأميركي للاستثمار فيه.

بومبيو- الحسن: اهتمام أميركي بالأمن
وكان لافتاً للانتباه، ان الضيف الأميركي استهل لقاءاته في بيروت من وزارة الداخلية، حيث التقى الوزيرة ريا الحسن، واشارت معلومات "الحياة" الى ان إدراج لقاء الحسن على اللائحة القصيرة للشخصيات التي سيلتقيها بومبيو رسمياً، كان لافتاً، وهو ما يعكس وفق المعلومات اهتمام الولايات المتحدة بالشقّ الامني في العلاقات مع لبنان.

وحضرت في اللقاء بحسب "الشرق الأوسط" ملفات اللاجئين السوريين، والالتزام الأميركي بتقديم المساعدات للبنان والجيش اللبناني والقوى الأمنية، فضلاً عن مؤتمر "سيدر".


بومبيو الذي التقى كلاً من النائب السابق وليد جنبلاط ورئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع لبّى مساء دعوة النائب ميشال معوض الى مأدبة العشاء، حيث نقلت صحيفة "الأخبار" عن بعض الحاضرين، تأكيدهم ان كلام بومبيو خلال العشاء لم يكن عالي اللهجة.

وقالت شخصيات في فريق الرابع عشر من آذار إنها لمست "استياءً كبيراً" لدى بومبيو من الرد الرسمي اللبناني الحاسم على كلامه ضد حزب الله. وإن وزير الخارجية الأميركي لمح الى أنه "كما العقوبات بالنسبة الى الدولة اللبنانية لا تتجزأ وتطاول الجميع بحسب ما سمعت، فإن المساعدات الأميركية لا يمكن أن تتجزأ أيضاً ما دام بعض المسؤولين في لبنان لا يفصلون بين حزب الله والدولة والشعب". وأكد بومبيو أن بلاده "التي أعلنت التخلص من إرهاب "داعش"، لن تتساهل أو تتسامح مع إرهاب حزب الله لأنه سيولد تطرّفاً جديداً في المنطقة".

اليوم الأخير لبومبيو في بيروت
ويستكمل بومبيو زيارته اليوم بلقاءات تشمل قائد الجيش العماد جوزف عون وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، كما يزور متروبوليت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة ويقوم بجولة في مدينة جبيل. 

زيارة بومبيو بين حدين
في تقدير مصادر دبلوماسية ان زيارة وزير الخارجية الأميركية تقع تحت حدين أدنى وهو تكرار الرسائل التحذيرية نفسها من مشروع "حزب الله" التوسعي في السلطة والإفادة من الأموال العامة في موازاة حض الحلفاء على التوحد قدر الإمكان خلف مشروع المواجهة الأميركية في المنطقة، والحد الأقصى هو الذهاب إلى تطبيق التهديدات السابقة التي توالت على بيروت في العامين الماضيين، لتوسيع لائحة العقوبات الأميركية لتشمل حلفاء الحزب وأصدقاء له من كل البيئات الطائفية، وتطال مسؤولين كبارا في الدولة ووزراء وشخصيات وازنة.

ولا تستبعد المصادر عبر "اللواء" وجود حدّ ثالث غير منظور قد تكون له علاقة مباشرة بالاكتشافات النفطية في المياه الإقليمية اللبنانية، جنباً إلى جنب مع السعي الأميركي الى إيجاد حل لترسيم الحدود النفطية البرية والبحرية مع إسرائيل، وهو سعي سبق لواشنطن ان تبنت فيه بلا تردّد الخيار الإسرائيلي، ولا تزال تسعى منذ تنحية فريدريك هوف على تسويقه، لكن التطورات التي حصلت منذ سنتين يمكن ان تدفع الإدارة الأميركية إلى القبول بتعديل خط هوف لمصلحة لبنان، من أجل تطويق الاندفاعة النفطية الروسية نحو النفط اللبناني، وتحييد "حزب الله" تحييداً كاملاً عن الثروة النفطية.

عقوبات جديدة عند العودة
وأشارت معلومات لصحيفة "الديار" ان الادارة الاميركية في طور التوجه الى اصدار قرار عبر الكونغرس الاميركي بوضع عقوبات ضد اسماء من جمهور حزب الله اضافية، لكن هذه المرة لن يقتصر الامر على جمهور حزب الله بل سيشمل قوى متحالفة مع حزب الله، بيد ان المصادر في واشنطن لم تستطع ان تحدد كيفية تفسير القوى الحليفة مع حزب الله.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك