Advertisement

لبنان

قمّة روسية - لبنانية في موسكو.. هذا ما دار فيها

Lebanon 24
26-03-2019 | 14:00
A-
A+
Doc-P-570241-636892273664574674.jpg
Doc-P-570241-636892273664574674.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
اتفق الرئيسان اللبناني ميشال عون والروسي فلاديمير بوتين على تعزيز التعاون بين لبنان وروسيا، إنطلاقاً من الزيارة الرئاسية الى موسكو، والتي رسمت اطاراً جديداً للعلاقات في المجالات كافة، في وقت اعتبر فيه الرئيس بوتين أنّ "لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي لروسيا التي تقف الى جانبة منذ بدء العلاقات الدبلوماسية قبل 75 سنة".  
Advertisement

أمّا عون فأعرب عن امله في ان تستمر هذه العلاقات شاكرا للرئيس بوتين دفاعه الدائم عن الاقليات المسيحية في الشرق، مؤكدا على ان العلاقات السياسية والاقتصادية ستشهد تطورا مهماً. وفيما شدد الرئيس بوتين على ضرورة معالجة الاوضاع في الشرق الاوسط، اعتبر الرئيس عون ان قرار الرئيس الاميركي السماح لاسرائيل بضم الجولان السوري المحتل اليها، يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها حتى اليوم.

من جانبه، دعا بوتين الى انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، واتفق الرئيسان على تفعيل التبادل التجاري والتعاون في مجال الطاقة والسياحة والتجارة،  وتفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسوريا وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين السوريين الى بلادهم.

وكان عون وصل الى الكرملين عند الرابعة من بعد ظهر اليوم بتوقيت روسيا (الثالثة بتوقيت بيروت)، وتوجه إلى المكتب الخاص للرئيس بوتين،  حيث عقد الرئيسان قمة بينهما دامت حوالى نصف ساعة، حضرها عن الجانب الروسي مساعد الرئيس بوتين يوري اوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، والسكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف. فيما حضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية للرئيس عون السيدة ميراي عون الهاشم.

في مستهل اللقاء، رحب بوتين بالرئيس عون في موسكو، وقال ان لبنان بلد شريك تاريخي وتقليدي قديم، "ونحن نقيم علاقات مع كافة ممثلي دولتكم، وكافة القوى السياسية والفئات الدينية". 

وأضاف: "إنّنا نرحب بكم في روسيا، كرئيس للدولة وممثل لشريحة المسيحيين في لبنان. وفي السنة المقبلة، سنحتفل بمرور 75 سنة على تأسيس العلاقات الدبلوماسية بين بلدينا. إن روسيا وقبلها الاتحاد السوفيتي، كانت من اوائل الدول التي اعترفت باستقلال لبنان. واكرر لكم سروري بالترحيب بكم في موسكو".

ورد عون بالقول :" نحن سعيدون جدا بهذا اللقاء، وخصوصا ان علاقتنا بروسيا تمتد الى منتصف القرن السادس عشر. ومع الاسف كانت هذه العلاقات متقطعة وغير متواصلة لأسباب عدة، ولكننا نأتي اليوم الى هنا وكلنا امل بأن تظل هذه العلاقات متواصلة على الدوام".

وأضاف: "أودّ أن أشكرك على مواقفك المدافعة دائما عن الاقليات المسيحية في المشرق، لأنهم مروا بظروف صعبة جداً، وما زالت صعبة الى الآن. ونأمل دائما بمساعدتكم". وقال: "التقينا اليوم مجموعة من الشخصيات، ومنها شخصيات اقتصادية. وكان هناك تفاهم بيننا حول المستقبل القريب. ومع الاسف سمعنا خبر قرار الرئيس الاميركي السماح لاسرائيل بضم الجولان السوري المحتل اليها، الامر الذي يتعارض مع كل قوانين ومبادىء الامم المتحدة منذ تأسيسها الى اليوم. وهذه هي المرة الثانية، بعد القرار حول القدس، يحدث ان تهب دولة، دولة أخرى ارضاً ليست لها. وهذا الامر مقلق لكل الدول المحيطة باسرائيل. ونتمنى ان تطمئننا حول المستقبل القريب".

وبعد ذلك، تحدث عون وبوتين في مواضيع تهم البلدين والاوضاع في المنطقة، فرأى الرئيس بوتين في قرار الرئيس الاميركي خرقا للقوانين الدولية، مشيراً الى انه لا بد من انتظار ردود الفعل الدولية على هذه الخطوة، وموقف روسيا معروف ولا يتغير. واشار الرئيس بوتين الى اهمية التبادل التجاري بين لبنان وروسيا، مسجلا انخفاضه بنسبة 26 %  داعيا الى البحث عن مجالات جديدة للتعاون، مثنيا على دور لبنان في مكافحة الارهاب. كذلك تناول الرئيس بوتين اوضاع النازحين السوريين في لبنان، وقال : "نحن نعلم عمق المعاناة اللبنانية في مسألة النازحين السوريين وما يتحمله في هذا المجال، ونأمل ان تصبح الظروف اكثر ملاءمة لعودتهم. وتحدث بوتين عن دور بلاده في مساعدة سوريا لتسهيل عودة النازحين، خصوصا في مجال ازالة الالغام واعمار المنازل لتأمين عودة هؤلاء. وقال ان موسكو تعمل على عودة سوريا الى الجامعة العربية.

من جهته تحدث عون خلال الاجتماع المصغر عن واقع النازحين السوريين في لبنان، وما سببه من تداعيات على القطاعات كافة، لافتا الى الكثافة السكانية التي ارتفعت نسبتها نتيجة انتشار النازحين، وقال:" ان لبنان لم يعد قادرا على التحمل نتيجة اوضاعه الاقتصادية الصعبة". ولفت الرئيس عون الى انه لا يمكن انتظار الحل السياسي لتحقيق عودة النازحين، مستذكرا القضية الفلسطينية التي لا تزال من دون حل منذ 71 عاماً ولا يزال الفلسطينيون ينتظرون العودة الى اراضيهم. وقال الرئيس عون :" اننا نعلق اهمية كبرى على دوركم للمساعدة في تأمين عودة النازحين".

ثم عرض الرئيسان عون وبوتين للعلاقات الثقافية والاجتماعية بين لبنان وروسيا، فشدد الرئيس عون على اهمية التعاون الثقافي بين البلدين مقترحاً انشاء معاهد تربوية لتعليم اللغة الروسية، اضافة الى تشجيع السياحة لبناء الصداقات وتفعيلها. وايد الرئيس بوتين اقتراح الرئيس عون الذي اختتم اللقاء المصغر برغبة في ان يكون لروسيا الدور الاكبر في منطقة الشرق الاوسط الذي يعتبر لبنان مدخلها الطبيعي.

المحادثات الموسعة
بعد ذلك، انتقل الرئيسان الى قاعة الطعام حيث انضم اليهما الجانبان اللبناني والروسي حول غداء عمل استكمل فيه النقاش حول المواضيع التي تهم البلدين. وحضر اللقاء الى الرئيسين اللبناني والروسي، عن الجانب الروسي:  مساعد الرئيس بوتين يوري اوشاكوف، ووزير الخارجية سيرغي لافروف، والسكرتير الصحفي للرئيس الروسي ديميتري بيسكوف، وزير الطاقة اليكساندر نوفاك، ووزير التنمية الاقتصادية ماكسيم اوريشكين، والسفير الروسي لدى لبنان اليكساندر زاسبيكين، ورئيس شركة النفط الروسية "روسنفت" ايغور سيتشين، والمبعوث الخاص للرئيس الروسي للتسوية السورية اليكساندر لافرينتيف، ومدير قسم الشرق الاوسط وشمال افريقيا في الخارجية الروسية البروس كورتاشيف.

وحضر عن الجانب اللبناني وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، والمستشارة الرئيسية للرئيس عون السيدة ميراي عون الهاشم، وسفير لبنان في موسكو شوقي بو نصار، والنائب السابق أمل بو زيد، والمستشاران رفيق شلالا ورلى نصار.

في مستهل اللقاء الموسع، جدد بوتين الترحيب بعون والوفد المرافق، قائلاً إنّنا نتطلع الى تمتين العلاقات بين بلدينا في كل المجالات، فيما شكر الرئيس عون نظيره الروسي على حفاوة الاستقبال والتكريم. وتناول الجانبان البحث بالتفصيل في الملفات المشتركة، فتحدث اعضاء الوفد الروسي حول توجهات روسيا في مجال التعاون المشترك، واهمية الاسراع في انجاز الاتفاقيات المشتركة التي لا تزال بحاجة الى توقيع، والذي تأخر نتيجة تشكيل حكومة جديدة. وتشمل هذه الاتفاقيات مجالات النقل والتعليم  والجمارك. كما تطرق الحديث الى التعاون اللبناني الروسي في مجال الطاقة، وتصدير السيارات الروسية. وشدّد الجانب الروسي على ان الهدف الاستراتيجي هو الوصول الى تبادل تجاري مرتفع يتجاوز المليار دولار سنوياً.

وتناول الجانب اللبناني التعاون القائم في مجال الطاقة ومشاركة شركة روسية في الكونسورسيوم الخاص باستخراج النفط والغاز وفي اعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس، لافتاً الى ان المجال مفتوح لمشاركة روسية في مشاريع عدة في مجال الطاقة. وشدّد باسيل خلال مداخلته على ثلاثة مسائل ينبغي العمل على المحافظة عليها في منطقة الشرق الاوسط وهي المشرقية والحريات الدينية واعتماد لبنان منصة لاعادة اعمار سوريا نظرا للخبرات اللبنانية في هذا المجال. وقد أثنى الرئيس بوتين على الطرح اللبناني، وأكّد جهوزية روسيا للتعامل مع لبنان في مجال اعادة اعمار سوريا.

واتفق الجانبان أيضاً على اهمية تعزيز الحركة الاقتصادية بين البلدين، واعطاء لبنان تسهيلات خاصة وتفعيل التبادل السياحي وتشجيع الزراعة اللبنانية وفتح الاسواق الروسية امامها، ولاسيّما وان الانتاج اللبناني يتمتع بالجودة والتنوع. كما ابدى الجانب اللبناني رغبة في تسهيل قدوم السياح الروس الى لبنان، لاسيما وان عددهم منخفض بالمقارنة مع الحضور السياحي الروسي في دول اخرى مجاورة للبنان. واعطى الرئيس بوتين توجيهاته لدراسة امكانية تفعيل التعاون السياحي بين البلدين.

كما تطرق البحث خلال اللقاء الموسع الى الجهود التي تبذلها سوريا لاطلاق العملية السياسية فيها والتنسيق القائم مع المبعوث الدولي للازمة السورية السيد غير بيدرسون، وما تحقق حتى الآن من تقدم في ما يتعلق باللجنة الدستورية وآلية عملها ومؤتمر الآستانة، والاجتماع المرتقب في نهاية شهر نيسان المقبل حيث ستتم مناقشة المسائل الدستورية وموضوع النازحين السوريين خصوصا انها مسألة مهمة للبنان الذي لا يزال فيه اكثر من مليون ونصف مليون نازح سوري.

بعد ذلك تطرق الجانبان اللبناني والروسي الى الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط والموقف الاخير للرئيس ترامب بالنسبة الى الجولان وانعكاسات ذلك على الوضع في المنطقة، واعتبرا ان ما يحصل هو مصدر قلق. وتناول البحث ايضا سعي لبنان الى ترسيم حدوده الجنوبية البرية والبحرية، وموقف اسرائيل الرافض لمناقشة الحدود البحرية. كما تطرق الجانبان الى المفاوضات الجارية في مؤتمر الآستانة وموقف دول الخليج وايران من الوضع في سوريا. وكان اتفاق على تفعيل عمل اللجنة المشتركة اللبنانية الروسية الخاصة بالمبادرة الروسية لعودة النازحين.

وخلال المحادثات الموسعة، طرح الوزيران باسيل ولافروف على الرئيسين عون وبوتين اقتراحا بأن يشارك لبنان في مؤتمر الآستانة بصفة مراقب كي يكون على تماس اكثر مع الحل السياسي للازمة السورية وموضوع عودة النازحين السوريين واعادة اعمار سوريا. كما شدد الوزير باسيل على ضرورة تفعيل التنسيق الثلاثي بين لبنان وسوريا وروسيا لاتخاذ اجراءات اضافية لتسهيل عودة النازحين.

وفي نهاية المحادثات اعرب الرئيس بوتين عن سعادته للصراحة التي سادتها، واعتبر زيارة الرئيس عون ناجحة جداً، شاكرا تلبية دعوته لزيارة موسكو، قائلا ان المحادثات التي تمت بين الجانبين اللبناني والروسي ارست اطارا مهما لتعزيز العلاقات الثنائية، لافتا الى اهمية احياء ذكرى مرور 75 عاما على العلاقات بين البلدين. بدوره شكر الرئيس عون الرئيس بوتين على الحفاوة التي لقيها والوفد المرافق، ووجه دعوة رسمية للرئيس بوتين لزيارة لبنان فوعد الرئيس بوتين بتلبيتها، آخذا في الاعتبار برنامج زياراته الى الخارج. وفي نهاية اللقاء تبادل الرئيسان عون وبوتين الهدايا التذكارية وودع بوتين الرئيس عون واعضاء الوفد المرافق.

الى المطار
ومن الكرملين توجّه عون والوفد المرافق مباشرة الى مطار فنوكوفو حيث اقيم له وداع رسمي شارك فيه ممثل الرئيس الروسي في الشرق الاوسط ونائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف، وعدد من المسؤولين الروس. وعزفت الموسيقى النشيدان اللبناني والروسي وتم استعراض ثلة من حرس الشرف، قبل ان يصعد الرئيس عون الى الطائرة عائدا الى بيروت.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك