Advertisement

لبنان

انفتاح لبناني على روسيا في كل المجالات... وملف النازحين معلّق في انتظار الحل السياسي

Lebanon 24
27-03-2019 | 22:12
A-
A+
Doc-P-570675-636893469725125639.jpg
Doc-P-570675-636893469725125639.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

لخصت مصادر الوفد اللبناني الذي رافق الرئيس ميشال عون إلى روسيا الزيارة بـ"الناجحة بكل المعايير"، مؤكدة أنها ستكون بداية مرحلة جديدة ومثمرة بين البلدين على مختلف الصعد، وكشفت لـ"الشرق الأوسط" أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن موافقته على كل طروحات الوفد اللبناني، وطلب من الفريق الذي شارك في الاجتماع الموسّع العمل على وضعها موضع التنفيذ، وأشارت المصادر إلى أنه لم يتم التطرق إلى الاتفاقات أو المساعدات العسكرية. وفيما أعلن أول من أمس أن رئيس مجلس الدوما الروسي فياتشيسلاف فالودين اقترح خلال لقائه الوفد اللبناني عقد مؤتمر برلماني في بيروت يجمع ممثلي البرلمانات اللبنانية والروسية والأوروبية والتركية والإيرانية والسورية، ويخصص لدرس عودة النازحين السوريين، أكدت المصادر أنه تم الاتفاق على تفعيل ثلاثي لعملية عودة النازحين انطلاقا من المبادرة الروسية من قبل موسكو ودمشق وبيروت في موازاة الاستمرار بعملية العودة التي ينظمها الأمن العام اللبناني. وأوضحت أنه سيحصل تنسيق أكبر مع الجانب الروسي لأن الأخير سيساعد داخل سوريا لتحضير الأرض والمعطيات الدقيقة بالاشتراك مع السلطات السورية من أجل تأمين العودة الآمنة والهادئة من دون اضطرابات بعد تحديد الأماكن والمناطق التي يمكن أن يعودوا إليها إذا كانوا غير قادرين على العودة لبلداتهم نتيجة الدمار، مشيرة كذلك إلى تعهد موسكو بالمساعدة في إعادة الإعمار وتذليل العقبات حول بعض الأشخاص أو في موضوع الإقامة مثل تقديم تسهيلات لإنجازها وفي مجال البنى التحتية والمنازل الجاهزة.

Advertisement

من جهة أخرى، أكدت المصادر أن الاهتمام الروسي كان شبه كامل بلبنان وتفعيل الاتفاقات معه، من الصناعة إلى النفط والسياحة كما الثقافة، مشيرة في الوقت عينه إلى أنه لم يتم التطرق إلى موضوع المساعدات أو الاتفاقات العسكرية بين البلدين، وذلك بعدما كانت معلومات قد أشارت إلى رفض لبنان لعروض عسكرية روسية وهو الذي كان قد تلقّى هبات أميركية تجاوزت قيمتها ملياري دولار خلال السنوات العشر الأخيرة.

وأشارت المصادر إلى اهتمام روسي لافت لتوسيع الاستثمار في المنشآت النفطية اللبنانية، والدخول في المزيد من المناقصات بعدما كانت شركة "روسنفت" قد فازت بمناقصة إعادة تأهيل منشآت النفط في طرابلس في الشمال، وتوسّع البحث ليشمل إمداد لبنان بالغاز المسال إذا أراد ذلك في ظل كلام قوي عن احتمال استخدام الغاز بدلا من الفيول لتوليد الطاقة الكهربائية.

في موازاة ذلك، كان هناك اتفاق على تفعيل التبادل التجاري بين البلدين والذي كان قد تراجع في السنوات الأخيرة 26 في المائة وهو ما أشار إليه بوتين في الاجتماع، داعيا إلى البحث عن مجالات جديدة للتعاون، وتفعيل الاتفاقات المشتركة والسير قدما بتلك التي كان قد بدأ العمل عليها.

روسيا وعودة النازحين
وعلى أهمية زيارة رئيس الجمهورية ميشال عون إلى موسكو ، إلا أنها لم تنجح في إعطاء دفع قوي للمبادرة الروسية بما خَص تسريع عودة النازحين، لأسباب عدة أبرزها كما تقول أوساط نيابية بارزة لـ"السياسة"، عدم وجود حماسة دولية في الوقت الراهن للاستجابة اللبنانية بعودة النازحين، نظراً للظروف الاقتصادية والأمنية في سورية، وبالتالي فإن هذه العودة من المنظار الأممي تحتاج إلى وقت، مع أن المسؤولين الروس وفي مقدمهم الرئيس فلاديمير بوتين، وعدوا الرئيس عون بأن موسكو ستعمل على توفير المناخات الملائمة من أجل تفعيل المبادرة الروسية لتسهيل عودة النازحين، في ظل معلومات عن دور روسي متوقع من النظام السوري لتقديم ما يلزم لتوفير الضمانات المطلوبة للعائدين، سعياً لتخفيف الضغط عن لبنان على هذا الصعيد.

وأشارت الأوساط لـ"السياسة" الكويتية، إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد تنشيطاً لحركة الاتصالات اللبنانية الروسية من أجل تهيئة المناخات التي تساعد على تزخيم المبادرة الروسية، خاصة بعد الوعد بإجراء اتصالات بالجانب السوري لتقديم المطلوب من أجل تعبيد الطريق أم عودة النازحين من لبنان، مع تشجيع الحكومة اللبنانية في المقابل على الانفتاح على دمشق للتنسيق في ملف النازحين، لأن ذلك سيساعد على الإسراع في إنجاز هذا الملف.

وبحسب الأوساط لصحيفة "الراي الكويتية"، فإن فحوى البيان المشترك في ما يتعلق بعودة النازحين يعكس ان رئيس الجمهورية وفريقه، الذي كان يرفع شعار "العودة الآمنة الآن" للنازحين وبمعزل عن الحلّ السياسي معتبراً المبادرة الروسية جسراً لهذه العودة، لمس في موسكو - حليفة نظام الأسد و"المايسترو" الرئيسي في الملف السوري - عدم واقعية فصْل قضية النازحين عن مسار الحلّ ولو "اختبأ" الأمر خلف عنوان إعادة الإعمار التي ربط البيان العودة بها، وهي التي لا يمكن أن تنطلق واقعياً، بالدعم العربي والدولي المطلوب لها، إلا من ضمن سلّة تفاهم على الحل السياسي.

ومن هنا، ترى الأوساط أن الموقف اللبناني - الروسي من ملف النازحين يؤشر عملياً الى ما اصطدمتْ به المبادرة الروسية، ومن شأنه أن يخفف من وطأة الاستقطاب الذي كان بدأ يتّسع في بيروت حول عودة النازحين ومساراتها وآلياتها التي اعتُبر بعضها أنه يرمي الى تطبيع سياسي مبكّر مع النظام السوري من خارج العباءة العربية والدولية.

في المقابل، علمت "اللواء" ان الرئيس عون سمع من الرئيس بوتين وغيره من المسؤولين الروس، ان المبادرة الروسية تحتاج إلى تمويل من قبل المجتمع الدولي، إضافة إلى قرارات وتسهيلات من قبل النظام السوري، مثل إصدار عفو عام وحل موضوع التجنيد الاجباري، وان موسكو تعمل مع النظام السوري لتنفيذ هذين القرارين من أجل تحريك المبادرة.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك