Advertisement

لبنان

بكركي لن تتخلى عن رسالتها.. الراعي سيتحرك "وفق اسلوب جديد وثنائي"

Lebanon 24
03-04-2019 | 23:51
A-
A+
Doc-P-573170-636899581102834781.jpg
Doc-P-573170-636899581102834781.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب عيسى بو عيسى في صحيفة "الديار" تحت عنوان "بكركي لن تتخلى عن رسالتها... الراعي سيتحرك "وفق اسلوب جديد وثنائي": "ما الذي يريده المسيحيون وكيف يتصرفون؟

يطرح السؤال نفسه ليس عند كل استحقاق او منعطف تمر به البلاد بمقدار ما عاش المسيحيون والموارنة على وجه الخصوص من ويلات متتالية حتى منذ العام 1920 تاريخ اعلان دولة لبنان الكبير على يد البطريرك الماروني الحويك، ذلك انه قبل ذلك التاريخ بكثير وحسب الكتب الموثقة داخل ارشيف الصرح البطريركي عانى الموارنة الكثير من الويلات في اعوام 1840 و1860 وحتى قبل انعقاد المجمع الماروني الشهير في دير سيدة اللويزة سنة 1742 في المكان الذي تم بناؤه في عام 1682 على يد الشيخ سلهب الحاقلاني سليل البطاركة الموارنة فيما بعد ونسيبهم في القرابة قبل ذلك بكثير، اذن الموارنة في لبنان وان كانت لديهم في بعض الازمات الصعبة ميول نحو انشاء كيان مسيحي لهم لم يكتب له النجاح ان كان من داخل الطائفة او خارجها.
Advertisement

ويقول اسقف ماروني حضر بالامس مجلس المطارنة الموارنة ان واقع الامر ان المسيحيين كانوا يدمرون انفسهم بأيديهم خلال فترات متقطعة وان كان البعض الاخر في الوطن حاول تحجيمهم وصولا الى دول كبرى عرضت الترحيل الى كندا، لذلك يضيف الاسقف ان التأثير السلبي للوجود المسيحي الذي يضمحل وان كانت بعض اسبابه حاليا ابعادهم عن السلطات التنفيذية في الدولة واداراتها بواسطة شركائهم في الوطن، الا ان حرب الاخوة قصمت ظهر المجتمع المسيحي بأكمله ليقول: اليوم يحاول المسيحيون النهوض من جديد، ولكن وجود اثقال التهجير والهجرة والقتل وجب الرحيل خارج لبنان تضع حدا لا يتجاوز الخمسين بالماية سبيلا للمعالجة، ذلك ان الخلّ اذا كان دوده منه وفيه من المستحيل تحصيل ضهر المسيحيين في لبنان واعادة نسبة معينة من قواهم التاريخية وان كان الاسقف وهو رجل دين يعيش ع لى امل الرجاء، الا ان حقيقة الامر موجعة والواقع مؤلم خصوصا اذا ما تمت عملية استعراض حديثة جدا للخلافات القائمة ليس حول تحصين مجتمعاتهم انما على كيفية بناء الدولة وفق الخريطة التالية:

- اولا: لم يذهب المسيحيون يوما موحدين باتجاه مشروع واحد اقله منذ العام 2005 وحتى الان في المجلس النيابي والانتخابات التشريعية وداخل مجلس الوزراء واللجان النيابية والمشاريع وصولا الى الانتخابات البلدية، وللتفصيل اكثر يذكر الاسقف الماروني سلسلة من الضربات الموجعة التي شعرت بها بكركي وحاولت على الدوام اصلاح ذات البين الا ان كافة المحاولات باءت بالفشل ولو بالحد الادنى من مبدأ الصلح والغفران، ذلك ان حيثيات صغيرة تكاد لا ترى تشتبك الاطراف المسيحية عليها حتى ولو كانت دون قيمة تذكر لأن السباق السلبي المعدوم الاهداف بين المسيحيين اصبح يشبه صفة (محط كلام) يمكن استعمالها عند كل تصريح او مؤتمر صحافي او رحلة الى الخارج، وهنا يبدي الاسقف تخوفه من دخول الحقد والكراهية الى النفوس خصوصاً الناشئة منها لترث كل الموبقات التي يقترفها اهل الساسة وصولاً الى داخل المنزل الواحد!!

- ثانياً: ان هذا الصراع المستدام بدل ان يكون اتفاقاً استراتيجياً بعيد الامد وانشاء حالة وفاقية في هذا الظرف المصيري بالذات يمكن ملاحظة ان الافرقاء المسيحيين غير معنيين لا بتاريخ بيزنطية ولا بالزمن الحديث حيث لم يتبقَ منهم في الشرق سوى القليل وهو ادنى من مقولة الاقليات وفقاً لاعدادهم وفعاليتهم، وهم على الرئاسة مختلفون ومتقاتلون، وعلى الوزارات يتسابقون، ونحو النيابة يشتعلون غضباً وثأراً، وفي مشاريع الحكومة لا يتفقون والدلائل كثيرة وملموسة في الوقت الحالي حيث يمكن مشاهدة المشاحنات التي تتحول الى شتائم على شبكات التواصل الاجتماعي لتدخل كل بيت وبالنتيجة يظهر ان مارونيين هما الوحيدان في ساحة القتال فيما باقي الباحات الطائفية هادئة ومتفاهمة، واذا قيل ان حزب الله وحركة امل تقاتلا حتى العظم الا انهما سريعاً تفاهما لان الرؤية موجودة في منطقة تتحكم بها المذاهب، ولكن لماذا لم يتفق الموارنة بعد حتى على مشروع الكهرباء؟ وهل هذا يسمى اختلاف ضمن الوحدة والتنوع؟ ام استمرار لاحقاد دفينة؟ على الارجح الغلبة تبدو للمعطى الثاني بشكل كبير، وها هم الموارنة وحدهم يراقبون خطة الكهرباء ويتنازلون كل يوم فيما بينهم ويستحضرون الماضي، ولكن الكهرباء لكل اللبنانيين وليس للموارنة فحسب فلماذا ساحة القتال تقبع عند الموارنة، هناك اختلافات على المستشفيات ومن كان وزيرها سابقاً، وعلى الاتصالات ومن امسك بزمام امورها قبل الآخر، وفي الخارجية وكيف سافر وماذا انفق هذا الوزير او ذاك وفي اية قاعة شرف جلس فيما بقية الوزارات كالداخلية والاتصالات والتربية وغيرها تنعدم المواجهات وكأن الموارنة يريدون وحدهم ادارة الدولة او الحفاظ على ممتلكاتها والمتبقي من الشركاء في الوطن ليسوا سوى شهود!!

- ثالثاً: يبدو ان بكركي وفق اوساط الصرح البطريركي انها تعي جيداً وبالتفاصيل كل ما يجري وهي لن تتخلى عن رسالتها المسيحية واللبنانية على حد سواء، ولكن تشير الاوساط نفسها الى ان البطريرك مار بشارة بطرس الراعي ادخل الى مجلس المطارنة الموارنة سلوكاً ونمطاً جديدين وذلك من خلال الاستماع دورياً الى بعض مسؤولي الوزارات فقط من اجل تكوين وتداول الافكار وليبدي كل اسقف من الابرشيات رأيه في حاجات ومتطلبات منطقته وفق مبدأ التوازن الانمائي وعدم هجر الارياف وهذا امر فيه الكثير من القراءة الموضوعية على الارض لحال المسيحيين في مختلف المناطق اللبنانية وقد سجل هذا الاسلوب تقدماً في الكثير من الملفات، مع العلم ان الجلسة مفتوحة للتصوير والاعلام وليس من اسرار ملحوظة، بل ان بكركي وسيدها يشعران بالوجع الكبير ازاء خلافات ابنائهما والتي لم تندمل بعد بالرغم من كلام العسل المسموع بينهما فيما ما يجري من تحت لا يطمئن بطريرك الموارنة الذي سوف يقدم على خطوات قريبة تتعلق بجمع القادة المسيحيين ولكن بشكل ثنائي فقط دون توسيع البيكار سعيا لضمان النجاح ووقف النزيف الجاري منذ عشرات السنين".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك