Advertisement

لبنان

تحوّل أميركي بموضوع النازحين السوريين.. كيف سيستفيد لبنان؟

Lebanon 24
06-04-2019 | 23:35
A-
A+
Doc-P-574195-636902158032725493.jpg
Doc-P-574195-636902158032725493.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة "الديار": رأى البعض في الموقف الأخير لوزير خارجية الولايات المتحدة الأميركية مايك بومبيو أمام الكونغرس في أعقاب زيارته لبيروت في ما يتعلّق بالنازحين السوريين في لبنان ومسألة تمويل عودتهم الى بلادهم، أنّ الموقف الأميركي لم يتغيّر ولا يزال يربط هذه العودة بالظروف الملائمة في سوريا والتي لم تتوافر بعد. فيما يرى البعض الآخر تحوّلاً في مقاربة الإدارة الأميركية لمسألة النازحين، سيما أنّه تحدّث عن أنّ وزارة الخارجية تقود البحث في كيفية تحضير الظروف المناسبة على الأرض داخل سوريا، وكيفية تأمينها وشركائها العرب هذه الظروف لكي يتمكّن هؤلاء اللاجئون من العودة الى منازلهم، مشيراً الى أنّ "هذه هي المهمّة المحدّدة الى يرغب فيها الشعب اللبناني"، وأنّه يعتقد بصراحة أنّ عودة هؤلاء هي الحلّ الأفضل لهم.
Advertisement

أوساط ديبلوماسية مطّلعة على الموقف الأميركي تجاه مسألة النازحين، ذكرت أنّ تغييراً ملموساً في موقف بومبيو ظهر عقب زيارته الأخيرة للبنان، سيما أنّه أعلن أمام اللجنة الفرعية للمخصّصات في مجلس النوّاب الأميركي عن وجود 1.5 مليون نازح سـوري فيه، وليس أقلّ من مليون (ما يُقارب الـ 946 ألفاً)، بحسب أرقام المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين. وهذا يعني أنّ بومبيو استند الى الرقم الذي نقله اليه المـسؤولون اللبنانيون ولم يعتمد على أرقام المـفوضية. كما اعترف بالتالي بأنّ وجود النازحين يُشكّل عبئاً على البلد من ناحية الكلفة والمخاطر التي يُشكّــلها وجودهم على لبنان وديموقراطيته، على ما سمع من المسؤولين واقتنع به، ما دفعه الى الحديث عن ضرورة تأمين الـظروف المناسبة لإعادة النازحين، سيما أنّها "المهمّة المحدّدة" التي يرغب بها الشعب اللبناني، والتي سمعها الوزير الأميركي من جميع المسؤولين الذين التقاهم في لبنان دون استثناء.

ولفتت الى أنّ حديث بومبيو عن أنّ بلاده ستقود البحث في كيفية تحضير الظروف المناسبة لإعادة النازحين مع شركائها العرب، فُهم منه أنّ أميركا ستبدأ بدراسة مسألة العودة مع الدول العربية الحليفة لها في المنطقة بعدما كانت تربطها بالحلّ السياسي للأزمة السورية. كما أنّه وعد بأنّ بلاده ستكون في الصفوف الأمامية لتحقيق هذه العودة إذا ثبت لها أنّ الشروط مناسبة لعودتهم، وكأنّها ستُنافس المبادرة الروسية بشأن إعادة النازحين، في حال قرّرت تمويل العودة.

كلّ ذلك يدّل، بحسب الأوساط نفسها، على تحوّل في الموقف الأميركي في ما يتعلّق بموضوع النازحين السوريين وعودتهم الى بلادهم، وإن لم تتخذ بعد أي خطوة ملموسة حتى الآن في هذا الإطار. إلاّ أنّ هذا التحوّل سوف يظهر بالتأكيد عند عقد أول مؤتمر دولي للبحث في مسألة النازحين. والأهمّ أنّ الموقف اللبناني الموحّد من هذه الأزمة، هو الذي جعل بومبيو يقوم بهذه الخلاصات التي لا بدّ وأن تأتي لمصلحة لبنان والحفاظ على كيانه ووجوده في المستقبل القريب.

وأوضحت أنّ لبنان ينتظر من مجلس الأمن اتخاذ قرار دولي بشأن عودة النازحين في ظلّ التباين حولها من قبل الدول الكبرى والفاعلة لا سيما الولايات المتحدة وروسيا، وخصوصاً أنّ المبادرة الروسية بشأن إعادة النازحين لا تزال تنتظر التمويل الكافي لهذه العودة، من كلّ الدول الراغبة بذلك. فروسيا لن تتمكّن بمفردها من دفع جميع تكاليف العودة التي تبلغ مليارات الدولارات، ولهذا لا تزال تدعو الدول القادرة على مساعدتها في تأمين المبالغ الكافية لتحسين ظروف العودة، علماً بأنّ الصين تقف الى جانبها حالياً كمساهمة أساسية في صندوق التمويل.

وإذا وافقت الولايات المتحدة على تأمين الظروف المناسبة لعودة النازحين السوريين الى بيوتهم، فإنّها ستجعل الدول العربية، لا سيما الخليجية منها، وعلى رأسها السعودية والإمارات والكويت، تُساهم أيضاً في تمويل العودة، من خلال المساعدة في إعادة إعمار البنى التحتية والطرق والمنازل والمستشفيات والمدارس وما الى ذلك. غير أنّ مثل هذا القرار الأميركي يتوقّف على مدى نيّة الولايات المتحدة في التخفيف من عبء النزوح السوري عن كاهل لبنان، في الوقت الذي تفرض فيه المزيد من العقوبات المشدّدة على إيران وعلى حزب الله فيه.

فبعد مؤتمر "بروكسل 3" حول مستقبل سوريا والمنطقة الذي عُقد في العاصمة البلجيكية في آذار المنصرم، وتعهّد بتقديم 7 مليارات دولار لدعم النازحين والدول المضيفة لهم، تقول الأوساط نفسها انّه ليس من مؤتمر قريب لمعالجة مسألة النازحين السوريين، إلاّ إذا تمّت دعوة مجلس الأمن لاجتماع طارىء لمناقشتها. ولهذا فإنّ الوضع في منطقة الشرق الأوسط سيجري بحثه على ما جرت العادة في الجمعية العامة للأمم المتحدة التي تُعقد في أيلول من كلّ عام.

ومنذ الآن وحتى ذلك الوقت، لا بدّ وأن يكون الموقف الأميركي قد بدأ يسلك طريق التحوّل المطلوب بشأن إعادة النازحين الى بلادهم، على ما أشارت الأوساط نفسها، وخصوصاً أنّ 96% من الأراضي السورية باتت تنعم الآن بالإستقرار والهدوء، ويقوم الروس بالجهود المناسبة لتصحيح بعض الأوضاع على الأرض لتحسين ظروف العودة.

كما أنّ الإدارة الأميركية والكونغرس الأميركي اللذين توافقا للمرة الأولى بشأن النازحين لا بدّ وأن يتخذا موقفاً خلال الأشهر المقبلة في ما يتعلّق بقيام الولايات المتحدة بخطوات متقدّمة في مسألة إعادة النازحين، وإن لم تكن مستعدّة للمساهمة مالياً في تمويل إعادة الإعمار، إنّما دفع الدول الأخرى للمساهمة في هذا الأمر.

وأكّدت أنّ لبنان سيُواكب القرار الأميركي من خلال الحفاظ على موقف موحّد بخصوص إعادة النازحين الى بلادهم، بغضّ النظر عن الخلاف القائم حول ضرورة التنسيق مع السلطات السورية بهذا الشأن أو عدمه. فإذا ما تحسّنت الأوضاع المتوتّرة بين الولايات المتحدة وروسيا في فنزويلا، فإنّ ذلك سينعكس إيجاباً على القرار الدولي في ما يتعلّق بإعادة النازحين الى بلادهم، كما على لبنان لجهة إنهاء تداعيات الأزمة السورية عليه، وحلّ مسألة النازحين السوريين وتغيير فكرة "توطينهم" أو إدماجهم في المجتمع أي إبقائهم في لبنان الى أجلّ غير مسمّى. علماً أنّ الولايات المتحدة الأميركية سبق وأن حاولت إنهاء مسألة النزوح السوري في لبنان ودول الجوار على هواها، من خلال التشجيع على دمجهم في المجتمعات المضيفة، ورفض إعادتهم بحجة عدم توافر الظروف المناسبة فيما هي لا تريد تعويم النظام، إلاّ أنّها لم تنجح في نيل رضى الدول المضيفة لهم عن مثل هذا الاقتراح.
 
المصدر: الديار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك