Advertisement

لبنان

الماراثون تحت شعار "لمجتمع أكثر أمانا".. عن أي أمن نتحدث؟

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
08-04-2019 | 03:56
A-
A+
Doc-P-574620-636903180453074538.JPG
Doc-P-574620-636903180453074538.JPG photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حسناً تفعل جهات مدنية ورسمية كل فترة بإقامة ماراثون في غير مدينة من المدن اللبنانية. صحيح أن الامر قد يجبر الناس على سلوك طرقات طويلة للوصول الى مقصدهم بسبب اقفال مسالك محددة، وهذا ما عبر عنه البعض على مواقع التواصل، حيث قالت مواطنة على تويتر "الله يقويكم.. بس معقول سكان شارع محمد الحوت تقطعوا عليهم كل الطرق ويعلقوا ببيوتهم؟ صارلي من الصبح بحاول لاقي منفذ اطلع منه حتى كمل عالجنوب لأن عندي ظرف طارئ! مع كل احترامنا بس هيدي شغل فوضى ..عارفين انه الناس كفرت منكم اليوم؟". لكن، مع كل ذلك، يظل تشجيع الناس على الركض والرياضة، يعود بفائدة جسدية ونفسية. 
Advertisement
إلا أن ما نلاحظه دائماً، أن الماراثون يكون تحت شعار محدد وواضح. وهنا مكمن النقاش. ليس في الامر تهكماً من أي جهة منظمة. أمس أقيم ماراثون برعاية مديرية قوى الامن الداخلي، وحمل شعار "لمجتمع أكثر اماناً"، تماماً كما حملت الماراثونات السابقة شعارات مثل "اركضي لقدام" وغيرها.
لا شك ان المؤسسة الامنية اللبنانية كما سواها من المؤسسات الرسمية، يطالها الفساد رغم حملات التطهير التي شهدتها هذه المؤسسة العريقة. وبالتالي فإن تلميع الصورة التي شوهها الفساد يحتاج إلى جهد عملي يعيد ترميم الثقة المهشمة بسلوك العناصر والضباط. 
ذلك أن قول وزيرة الداخلية ريا الحسن إن "شعار نصف الماراتون اليوم يمثل مضمون عمل قوى الامن الداخلي. وسنعمل على تعزيز احداث من هذا النوع حيث تجتمع فيه كل القوى الامنية. ان هذه المناسبات تجعل قوى الامن اكثر قربا من المواطن"، لا يكفي. فهذا القرب يحتاج إلى جعل المواطنين أكثر اطمئناناً بأن حقوقهم على الطرقات لن تكون مهدورة بعد اليوم. لا من خلال محاضر ضبط اعتباطية على الطرقات ولا مخالفات سرعة غير دقيقة، ولا تهديد بالتوقيف بغية الابتزاز المالي. 
هذا "القرب" لكي يتحقق يجب أن يقترن بمسؤولية وطنية وقانونية متبادلة بين المواطن ورجل الأمن المولج بتطبيق القوانين. فلا الأول يجرؤ على المخالفة لمعرفته بأن لا أحد يحميه من العقاب، ولا حامي ومنفذ القانون يسمح لنفسه باستغلال سلطته لأغراض غير قانونية. 
أما الآن فلنعد إلى شعار الماراثون، "لمجتمع أكثر اماناً". هذه الغاية ليست هناك من لا يطمح إليها. الأمان الجسدي والنفسي المتأتي من استتباب القانون وقمع المخالفات وملاحقة من يهددون الناس الابرياء والاقتصاص منهم. 
لكن ماذا عن أمننا الاجتماعي؟ الصرخة التي وجدها البعض فرصة لإيصال صوتهم إلى المسؤولين هي أكبر دليل على أننا نعيش خللاً مجتمعياً. 
فقد أطلقت شابة من المتطوعين لقوى الامن الداخلي صرخة نيابة عن الآلاف ممن تقدموا إلى امتحانات التطوع ولم تصدر نتائجها بعد بسبب الكيدية السياسية والفساد. 
تمثل هذه الشابة نموذجاً عن الخلل الذي يجعل مجتمعنا ضعيفاً أمام تجليات ارتفاع البطالة وسوء ادارة الملفات الحيوية التي تخص حياة الناس. فالبطالة وسوداوية صورة المستقبل في عيون الناس، مسؤولة بنسبة كبيرة عن ارتفاع نسبة المدمنين على المخدرات والعمل في الدعارة والسرقة وغيرها من آفات المجتمع. 
فهل يكفي والحال هذه، أن نقبض على هؤلاء ونزجهم في السجون؟ أم ان المجتمع يصبح أكثر أماناً بأن نتيح لأهله الشعور بأمان وظيفي وصحي وتقاعدي؟ 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك