نشرت صحيفة "ذا ناشيونال" الإماراتية تقريراً للصحافية اللبنانية جويس كرم كشفت فيه عن إمكانية اتجاه إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلى إجراء محادثات مع الرئيس السوري بشار الأسد، إذ ما أطلقت دمشق سراح الصحافي الأميركي المخطوف أوستن تايس.
أوستن تايس في القاهرة في العام 2012
وفي التفاصيل أنّ كرم نقلت عن المبعوث الخاص للرئيس الأميركي لشؤون الإفراج عن الرهائن، روبرت أوبراين، قوله إنّ واشنطن واثقة من أنّ تايس، الذي خُطف في العام 2012، ما زال حياً وما زال في سوريا. ووجه أوبراين رسالة صريحة إلى دمشق: "ندعو الحكومة في سوريا إلى بذل ما بوسعها لمساعدتنا على العثور على أوستن وغيره من الأميركيين في سوريا"، رافضاً تحديد الجهة التي تحتجز أوستن بعدما تحدثت تقارير عدة خلال السنوات الماضية عن أنّه بقبضة مجموعات موالية للأسد.
وشدّد أوبراين على إصرار واشنطن على رفضها الدفع أو منح مكافأة مباشرة لقاء الإفراج عن الأميركيين المحتجزين في الخارج، مستدركاً بأنّ إطلاق سراح تايس، إذ ما تم على يد الحكومة السورية، سيُعدّ بمثابة خطوة لبناء جسور مع إدارة ترامب. ولفت أوبراين إلى أنّ ترامب رَبَط بين توطيد العلاقات ومسألة الإفراج عن الرهائن الأميركيين المحتجزين ومساعدة الحكومات على إطلاق سراح هؤلاء، مذكّراً بأنّ واشنطن أجرت محادثات مع كوريا الشمالية بعد إطلاق سراح 4 أميركيين كانوا محتجزين لديها من دون شروط مسبقة. وفي السياق نفسه، أكّد أوبراين أنّ واشنطن لم تفصح عن عدد المحتجزين الأميركيين في سوريا، ملمحاً إلى أنّ عددهم يقل عن 12، وذلك بحسب ما نقلت صحيفة "واشنطن بوست".
توازياً، تطرق أوبراين إلى مسألة الأميركيين المحتجزين في إيران (وهم 5 على الأقل على حدّ تعبيره) واللبناني المقيم في الولايات المتحدة الأميركية، نزار زكا، معتبراً أنّ "الوقت حان" لإطلاق سراح بوب لينفنسون (71 عاماً)، الذي يقضي فترة الاحتجاز الأطول في تاريخ بلاده (منذ العام 2007). وكشف أوبراين أنّ الكونغرس وضع مسودة قانون باسم ليفنسون يقضي بزيادة العقوبات على إيران، مشيراً إلى أنّ الإدارة الأميركية ما زال تدرس القانون.
بوب لينفنسون
في ما يتعلق بزكا، المحتجز منذ العام 2015، أوضح أوبراين أنّ الولايات المتحدة "دعت الحكومة الإيرانية إلى إطلاق سراحه، إلاّ أنّه ينبغي على الجهود الأساسية أن تأتي من جانب من الحكومة اللبنانية"، متفاجئاً من عدم بذل الحكومة اللبنانية جهوداً أكبر لإطلاق سراحه.
نزار زكا
وأضاف أوبراين: "تقيم الحكومة اللبنانية علاقات مع إيران، ويتمتع أحد الأفرقاء فيها (حزب الله) بعلاقات وطيدة معها، فمن المفاجئ ألاّ يتم استخدام هذه العلاقات لتحرير زكا"؛ علماً أنّ وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف اعتبر، أثناء زيارته الأخيرة إلى لبنان، توقيف زكا مسألة "أميركية-إيرانية".
يُذكر أنّ واشنطن قطعت العلاقات مع دمشق في العام 2012، وسبق لها أن لجأت إلى روسيا لمساعدتها على تحرير تايس.