Advertisement

لبنان

أبعدُ من الاستحقاق "الفرعي".. طرابلس تحتاج التفاتة تنموية

احمد الزعبي

|
Lebanon 24
12-04-2019 | 05:14
A-
A+
Doc-P-576418-636906681551635047.jpg
Doc-P-576418-636906681551635047.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

 لأسباب عديدة تكتسب معركة طرابلس الانتخابية، ولو كانت فرعية، أبعاداً مهمة تتجاوز في رمزيتها المقعد النيابي لتطال أموراً أكبر وأوسع دلالة ورمزية، وفي دعوة الرئيس نجيب ميقاتي أمس لأبناء المدينة إلى عدم التراخي في هذا الاستحقاق والتصويت "لوحدة المدينة وفي سبيل خطة الإنماء الموعودة"، ما يؤكد هذا المعنى.

Advertisement

في حرص الرئيس ميقاتي ما يعبر عن هذه الأبعاد، ويرتقي بـ "المعركة" من شعارات مكررة إلى جعلها برامج تحاكي هواجس أهل طرابلس وتطلعاتهم وأحلامهم، وليس فقط وقوفاً إلى جانب الرئيس سعد الحريري في معركة انتخابية يعتبر أنها تستهدفه من خلال قرار المجلس الدستوري. وهذا أيضاً موقف شهامة ومرؤة وترفّع. ذلك أن ميقاتي، السياسي والإنسان، لا يفصل في ممارسته للعمل السياسي والعام، بين تفاصيل الملفات والقضايا والمسائل التي يضجّ بها المشهد الداخلي، وبين القيم الكبرى التي اعتاد أن يقارب بها الشأن الوطني، فالسياسة والشأن العام عنده التزامٌ وثبات وتأسيسٌ قبل أن تكون مناورات وردات فعل وخطاب عاطفي.

هذه الأسس حضرت بقوة في مقاربة الرئيس ميقاتي للعلاقة بالرئيس الحريري منذ ما بعد الانتخابات؛ تسهيل مهمة تأليف الحكومة، وإعلان الدعم المطلق للرئيس المكلف من دون تدخّل أيّ كان لأن في ذلك مسّ بالدستور الذي حدّد الصلاحيات والأدوار، احترام موقع رئاسة الحكومة بكل صلاحياتها وصونها كموقع وطني متقدم وكمرجعية سياسية لسنَّة لبنان عن أي استهداف أو مهاترات لا يسمح بتجاوزه أو استهدافه. ولما استجد الشغور بالمقعد النيابي، لم يتأخر الرئيس ميقاتي بتحديد سقف تعاطيه من لمسألة؛ التمسك بالتعاون والتشاور مع الحريري، وخصوصاً ما يؤمن مصلحة طرابلس وأهلها، وثانياً أحقية "تيار المستقبل" باستعادة المقعد النيابي الذي ناله في استحقاق أيار 2018.

الأصل، وفق رؤية ميقاتي، أن تعود طرابلس مركزاً اقتصادياً وتجارياً وخدماتياً ولوجستياً وسياحياً وعلمياً متقدماً لأنها باختصار "عاصمة ثانية" بكل المعايير والمعاني، وتتمتع بكفاءات ومقومات في الماضي والحاضر.. ولأجل ذلك يحرص على تأمين على الظروف والأسس والصيغ والقنوات لتأمين هذه العودة، وهنا يُفهم كلام ميقاتي ذات مرّة إن "رؤيتنا هي العمل على تبديل الواقع لاعادة طرابلس عاصمة الوطن الثانية قولاً وفعلاً بعدما تعرضت لتهميش ممنهج وتعطيل مقصود.. و"يلي بحق لغيرنا بدو يحقلنا والمشاريع يلي عم تتنفذ بغير مناطق بدها تتنفذ عنا"". وبهذا المعنى أيضاً طرابلس لا تحتاج معارك جديدة، بل تعاوناً واسعاً لتحقيق قفزة تنموية مطلوبة بإلحاح.

أمس، خلال استقباله الرئيس فؤاد السنيورة أشار ميقاتي إلى ما يتردد حول شح الأموال المرصودة في مؤتمر "سيدر" لمصلحة طرابلس، وأوضح أن خطة المؤتمر تلحظ "عشرون بالمئة من حصة سيدر للشمال، ولطرابلس الحصة الأكبر على صعيد الاستثمار الوطني"... في سكة الحديد، والسدود والكهرباء ومعالجة النفايات مطمئناً الجميع أن "طرابلس سيكون لها حصة مهمة، ونحن سنكون العين الساهرة بالتعاون مع الرئيس الحريري، وستكون طرابلس دائماً في العقل والقلب".

الملفات كثيرة، والحاجات أكثر.. ولا يمكن لطرف أو شخص اجتراح المستحيل، ولا يستطيع أحدٌ أصلاً الحلول محل الدولة، فهي المكلفة أصلاً بتحقيق الإنماء، وتأمين العدالة والتوازن بهذا الإنماء، وثمة ملفات حرمان عديدة وشائكة ومزمنة لطرابس في ذمة الدولة، وينبغي بعد أن تنجلي المعركة الانتخابية أن توضع كلها على سكة الحل، فطرابلس وناسها وأجيالها تستحق الأفضل. أمس واليوم وغداً. 


المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك