Advertisement

لبنان

أوتوستراد باريس – حارة حريك

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
16-04-2019 | 06:00
A-
A+
Doc-P-577821-636910151123829260.jpg
Doc-P-577821-636910151123829260.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تخطت طبيعة العلاقة القائمة بين "حزب الله" وفرنسا كونها تمر عبر قنوات ضيقة تُفعّل في ظروف محددة تفرض التلاقي أو الإتصال، لتصبح هذه العلاقة تسير عبر "أوتوستراد" متعدد الإتجاهات والمعابر والخطوط.

فالود الفرنسي تجاه الحزب ظاهر منذ أشهر، فلقاءات الحوار التي حصلت قبل تشكيل الحكومة في محاولة لإقناع الحزب بالتخلي عن وزارة الصحة لصالح أي وزارة أخرى يريدها، كانت التجلي الأول للعلاقة بين باريس وحارة حريك، إذ حاولت الأولى إعطاء ضمانات عديدة تقنع الحزب بالتخلي عن "الصحة" لكن كل ما حصلت عليه هو تراجع الحزب عن توزير حزبي في هذه الوزارة.
Advertisement

قبل أشهر بات التنسيق بين الحزب والفرنسيين قائماً على مستوى السفير من جهة ومجلس العلاقات الخارجية من جهة أخرى، حيث تحصل لقاءات دورية (مرة كل شهر) بين الطرفين للتنسيق حول العديد من القضايا اللبنانية الداخلية.

تنظر باريس إلى علاقتها بـ"حزب الله" بإعتبارها قناة حوار بين الحزب والإتحاد الأوروبي، إذ ترغب فرنسا بتطبيع العلاقة الأوروبية مع الحزب رغم تصنيف جناحه العسكري إرهابياً قبل سنوات.

قبل أسابيع، ومباشرةً بعد تصنيف بريطانيا للحزب بأنه منظمة إرهابية، تم الإعلان عن لقاء جمع الوزير محمد فنيش بالسفير الفرنسي في لبنان، في محاولة لإظهار تمايز باريس عن لندن في سياستها الشرق أوسطية، إذ تقصدت باريس الإعلان عن اللقاء الذي جمع سفيرها بأحد وزراء "حزب الله" لا بأحد مسؤوليه، موجهةً رسالة إلى أن علاقتها بحارة حريك هي علاقة مع أحد المكونات السياسية اللبنانية.

ساهمت الخطوة البريطانية التي تلاقت مع الرغبة الأميركية بتصنيف "حزب الله" منظمة إرهابية في تطوير العلاقة الفرنسية بالحزب، فالتوتر بين لندن وباريس وشعور الأخيرة بأن الأمر قد يؤدي إلى خسارة أطر التنسيق مع المنظمة العسكرية الأقوى في المنطقة، ما يعني خسارة ما اصطلح على تسميته "تبادل المعلومات" الأمنية بين الطرفين والتي تستفيد منها باريس وكل أوروبا من خلال معرفة أسماء المقاتلين الأجانب الذي قاتلوا مع "داعش" وبعض المهاجرين وغيرها من الأمور التي تشكل تهديداً للأمن الاوروبي.

لا تريد باريس خسارة القدرة على التأثير على الحزب، أو بمعنى أصحّ خسارة مونتها عليه، من هنا تحاول تطوير مجالات التنسيق لتطال "مكافحة الفساد" حيث تسعى لإقناع الحزب بالسير بإصلاحات "سيدر 1" والتخلي عن نظرية الإصلاحات الجذرية أقله حالياً. 

تناسب هذه العلاقة التي تفتحها فرنسا مع الحزب رغبتها بالعودة السياسية إلى لبنان، إذ ترى أن "حزب الله" مكون لبناني لا يمكن العمل من دونه في الساحة اللبنانية، والتنسيق معه أفضل من محاربته في ظل الرؤية التي تكونها فرنسا عن الوضع السياسي في لبنان "المختل التوازن لصالح الحزب".

ويشمل التنسيق بين باريس وحارة حريك قضايا عدّة، أهمها القضايا الأمنية المرتبطة بالساحة السورية، ينافسها في الأولوية قضية "الإستقرار في الساحة اللبنانية"، الإستقرار بمعناه الأمني والعسكري والإقتصادي المالي، إذ تخشى فرنسا إنفلات الوضع في لبنان ما قد يؤدي إلى موجة نزوح جديدة عبر البحر إلى الشواطئ الأوروبية، لذلك فهي تحاول التنسيق مع الحزب لأخذ تنازلات منه في ملف الإصلاح يسرع عمليات تأمين قروض سيدر، كذلك تعمل على تخفيف التوتر بين لبنان وإسرائيل بالتواصل مع الطرفين.

أما الملف النفطي الذي تضعه باريس نصب أعينها، فيلعب دوراً كبيراً في تثبيت علاقتها مع الحزب، إذ إن فرنسا لا يمكنها الدخول إلى الساحة اللبنانية من نافذة النفط والغاز إذا كانت علاقتها متوترة مع أي من المكونات السياسية الرئيسية.
ووفق بعض المطلعين، فإن فرنسا ومن خلفها الإتحاد الأوروبي لم تكن ترغب في وضع جناح "حزب الله" العسكري على لائحة الإرهاب، لكن حدثاً أمنياً حصل قبل نحو 10 سنوات في إحدى الدول الأوروبية أتهم فيه الحزب، أحرج باريس أمام خصومها ما دفعها إلى السير بهذا التصنيف.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك