Advertisement

لبنان

"أوعا خيّك" "دقّة" قديمة... فتِّشوا عن غيرها!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-04-2019 | 02:30
A-
A+
Doc-P-581182-636918645931546439.jpg
Doc-P-581182-636918645931546439.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
على رغم الكلام الجميل والمنمّق، الذي نسمعه بين فترة وأخرى من مسؤولين "قواتيين" أو من "التيار الوطني الحر"، عن أن إتفاق معراب قد اصبح واقعًا لا يمكن لأحد إلغائه أو التنكرّ له، فإن ما نشهده من تراشق عبر مواقع التواصل الإجتماعي بين الفريقين، ومن الصفّ الأول، يوحي بأن حكاية "اوعا خيّك" قد اصبحت "دقة" قديمة، على حد التعبير المصري، أو في أحسن الأحوال قد طواها الزمن وتخطتها التطورات المتسارعة على الساحتين اللبنانية والمسيحية، وكأن الإنتخابات الرئاسية حاصلة غدًا، وأن الذين يحركشون في الجمر يهدفون إلى إفتعال حرائق كبيرة، قد تأكل معها الأخضر واليابس، مع العلم أنه لم يمضِ على عهد الرئيس ميشال عون أكثر من سنتين ونصف السنة، أي أنه لا يزال أمام "الديكة" متسع من الوقت، قبل أن يقضي الله أمرًا كان مفعولًا.
Advertisement

ما يحصل ومنذ فترة ليست بقصيرة أشبه بما يحصل مع صبية الأزقة، الذين ينتظرون بعضهم البعض على الكوع وعند أول هفوة أو زلة لسان حتى تقوم القيامة ولا تقعد، فتستخدم  في "المعارك" التناطحية كل ألوان الشتائم والمسبات من الأعيرة الثقيلة، ويصبح التصويب على ما دون الزنار أمرًا مباحًا.

قد يفهم الكثيرون أن يتم الإستعانة بهذه المفردات من قبل أناس عاديين، ولكن أن يصل مستوى التخاطب الكلامي بين من يعتبرون أنفسهم مسؤولين عن مصير شعب فهو أمر مستغرب ومستهجن، ولا يمكن التأسيس عليه في مرحلة إعادة بناء البشر قبل الحجر، لأنه تبين بالواقع الملموس أن بيننا وبين فن التخاطب الراقي مسافة زمنية تقاس بسرعة الضوء، بإعتبار أن المقاييس العادية لم تعد تنفع في مثل هكذا حالات، وهي حالات ميؤوس منها.

فما بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية"، على رغم كل الأجواء الإيجابية التي رافقت المصالحة المسيحية – المسيحية في حينها، وما بذل في سبيل تحقيقها من جهود من قبل الطرفين، هوة عميقة، وهذا ما يبدو واضحًا من خلال اللهجة التي تستخدم في التخاطب بينهما عبر وسائط التواصل الإجتماعي.

فلو كان مفعول شعار "أوعا خيّك" لا يزال ساريًا لما كانت هذه اللهجة، على رغم الخلافات التي بينهما، قد وصلت إلى هذا المستوى المتدني، ولكان مطلقو التغريدات فكرّوا مرّتين قبل إطلاقها، ليس لشيء بل من أجل ألاّ يكون لها صدى سلبي بين صفوف القوتين المسيحيتين، التي تتأثر في شكل دراماتيكي بكل كلمة تُقال في مكانها غير الطبيعي، والتي سرعان ما تُترجم صراعات وتصادمات قد تصل حدّتها إلى الإحتكاك والعراك، وهذا ما كانت تشهده ساحات الجامعات، قبل تفاهم معراب بالطبع.

الأمور بلغت حدّا لم يعد من الجائز السكوت عنها، لأن الإستمرار في هذا الأسلوب لن يؤدي إلاّ إلى إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، وإلى زمن الأحقاد والضغائن. المسؤولية مشتركة، وكذلك حال الحلول، وهي تنبع من وثيقة معراب بالذات، التي توقعت مسبقًا ما يمكن أن يحصل من تطورات معاكسة للتوجهات العامة، وهي تحدثت عن أن الإختلاف في وجهات النظر يجب الاّ يقود إلى الخلاف على الأرض، وهذا ما يُخشى منه، في حال بقي البعض من هذه القيادات يتوسل التشنج والإنفعالية في الخطاب السياسي، في الوقت الذي تقف فيه البلاد على حافة المهوار.
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك