Advertisement

لبنان

معركة المنصورية: مواجهات وتصريحات للربح السياسي.. وصحة المواطن أمر آخر

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
08-05-2019 | 07:35
A-
A+
Doc-P-585189-636929197112545919.jpg
Doc-P-585189-636929197112545919.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بدأت وزارة الطاقة منذ أمس بمشروع مدّ شبكة التوتّر العالي في منطقة المنصورية فوق الأرض. الأهالي أبدوا اعتراضهم واعتصموا احتجاجاً. لكن المشهد البارحة واليوم لم يمر بسلام. فقد تطور الى تضارب بين المعتصمين والقوى الأمنية وقبلها تلاسن بين الطرفين.

حتى إن الاشكال طال عضو كتلة حزب الكتائب في البرلمان إلياس حنكش الذي كان حاضراً، قبل أن يغرّد على حسابه على تويتر مشيراً إلى وقوف "الكتائب" إلى جانب الأهالي في "معركتهم" ضد "المخطط غير المبرر والعناد والتعاطي الهش مع صحة وسلامة سكان المنطقة".

هذا ما يجري اليوم إذن. الإذاعات والشاشات اللبنانية تضج بأخبار المواجهات والتصريحات المستنكرة، لكنها في الوقت نفسه تعمينا عن معرفة الحقيقة الكامنة وراء تفاصيل هذه الصورة التي أقل ما توصف به بأنها ضبابية.

اعتدنا في لبنان على تصدي سياسيين وبعض سماسرة السياسة لأي مشكلة أو حدث عام، بجعله بين طرفين يتبين لاحقاً أنهما إما ضحية أو "كبش فداء"، كما يجري منذ الامس عبر تصوير ما يحصل وكأنه مشكلة بين الاهالي "الخارجين" على القانون وبين القوى الامنية المولجة بتطبيقه.

لكن مهلاً، هناك الكثير من الاسئلة التي يتوجب الاجابة عليها، بدلاً من جرنا إلى سراديب معتمة. المعروف أن مشروع تمديد خطوط التوتر العالي بدأ منذ تسعينيات القرن الماضي، اي ما يزيد على نحو عشرين سنة من اليوم. وبين فترة وأخرى كان يعاد الحديث عنه فيُقابل باعتراض الاهالي عليه ثم يخبو الامر كأن شيئاً لم يكن! لم يجبنا أحد عن أسباب توقف المشروع طوال هذه السنين لأكثر من مرة، ولماذا الاصرار على تنفيذه اليوم حتى ولو كان مدعوماً من البنك الدولي؟

 

المعتصمون يقولون إنهم وقفوا ويقفون ضد تمديد هذه الشبكة بسبب الخطر الذي يتهدد صحتهم من جراء مدّ خطوط التوتر العالي، وأهمها تعرضهم لمرض السرطان الناتج عن الموجات الكهرومغناطيسية. كيف وصل الأهالي إلى هذه النتيجة؟ أين هي الدراسات الموثقة والحاسمة عن الموضوع، وهل من الأهالي من ثبت إصابته بالسرطان نتيجة لذلك؟ علماً أن المشكلة اليوم تقف عند حدود 2 كلم وهي عبارة عن "وصلة" لربط كامل الشبكة.

 

هذا من جانب الاهالي، أما الجهات المعنية التي عليها أن تقطع كل هذه الشكوك بيقين علمي فلم تقدم حتى الآن ما يخفف من مخاوف الناس. أي وزارة الطاقة. إذ لا يكفي ان ينجز المشروع بالقوة ونترك المواطنين أسرى مخاوفهم التي لم نعرف مصدرها ومن خلف إشاعتها إن كانت "إشاعة" فعلاً، بل يتوجب عليها أن تثبت بخلاصات ودراسات علمية إن كان المشروع يستوفي الشروط الصحية بمعاييرها العالمية. وإن تم إدخال التعديلات اللازمة على مشروع بوشر منذ 20 سنة ويراعي المحافظة على بيئة صحية سليمة لسكان المنصورية وغيرها.

 

حتى الآن لم نسمع جواباً شافياً. ولا يبدو اننا سنسمع. فنحن الآن في ما يشبه مزاد تصريحات والتصريحات المضادة خاصة مع دخول هكذا أزمة على خطّ التراشق السياسي، وما يشبه محاولة "قطف" ثمار انتخابية منذ الآن.

 

ذلك ان ردود فعل الاهالي التي حملت عبارات شديدة اللهجة، ستكون معبراً للاستغلال السياسي. وربما السعي لدعم تحركهم اليوم وتبنيه هو لتجييره لغايات انتخابية، خاصة مع دخول بعض النواب على خط "معاضدة" ومشاركة الاهالي اعتصامهم. ويضاف إلى ذلك اختفاء نواب ممن كانوا يقودون الوقفات الاحتجاجية السابقة عن احتجاجات اليوم علماً أن الاسباب لم تزل هي ذاتها!

 

يبدو واضحاً أن الاهالي وما يتعرضون له سواء في المنصورية وفي كل منطقة من لبنان، هو تحولهم الى كبش محرقة، امام السعي لإنجاح مشاريع تنموية غايتها الاولى الربح السياسي، أما معارضتها من قبل جهات سياسية أخرى فهو للغاية ذاتها ... الربح!

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك