Advertisement

لبنان

الحرب الإسرائيلية مؤجلة.. لهذا السبب!

Lebanon 24
20-05-2019 | 23:46
A-
A+
Doc-P-589486-636940180335341002.jpeg
Doc-P-589486-636940180335341002.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتبت دوللي بشعلاني في صحيفة "الديار" تحت عنوان "اوساط ديبلوماسية: الحرب بين لبنان والعدو الاسرائيلي مؤجّلة لتمرير الشق الاقتصادي من "صفقة القرن": "هل تنشب الحرب مجدّداً بين حزب الله والعدو الإسرائيلي بعد إعلان الإدارة الأميركية لما أسمته "صفقة القرن" الهادفة، من وجهة نظرها، الى إحلال السلام في منطقة الشرق الأوسط، أم أنّها ستكون مؤجّلة حفاظاً على أجواء الهدوء والإستقرار التي تُنشدها واشنطن في المنطقة تزامناً مع إعلانها بنود الصفقة؟ وهل تقوم واشنطن بتحييد مزارع شبعا عن "جغرافية دولة إسرائيل المستقبلية" لتجنيب لبنان والمنطقة حرباً شرسة لتحرير ما تبقّى من الأراضي اللبنانية المحتلّة، لكي تتمكّن من النجاح في تمرير الشقّ الإقتصادي من الصفقة الذي يهدف الى تعزيز الأراضي الفلسطينية المحتلّة وقطاع غزّة بمشاريع إستثمارية ضخمة بحجّة إيجاد فرص عمل للفلسطينيين؟!!
Advertisement

أوساط ديبلوماسية مطّلعة أكّدت أنّ واشنطن ستقوم خلال ساعات، بحسب المعلومات، بالإعلان عن الجزء الأول الذي تنصّ عليه "صفقة القرن"، ويتعلّق بالشقّ الإقتصادي الذي يبدأ بتنظيم مؤتمر في 25 و26 حزيران المقبل في العاصمة البحرينية - المنامة، لبحث ضخّ إستثمارات إقتصادية الى الضفّة الغربية المحتلّة وقطاع غزّة المحاصر. وتود بالتالي أن تقوم الدول العربية الحليفة لها في المنطقة، وكذلك الدول الغربية بالإستثمار في الأراضي المحتلّة تزامناً مع إعلانها بنود "الصفقة" الإقتصادية، لتشجيع هذه الدول على تأييدها ودعمها لتمرير الصفقة.

أمّا الشقّ السياسي منها فقرّرت تأجيل كشف النقاب عنه الى وقت لاحق، كونه يُعالج جميع القضايا الأساسية التي قد تُلاقي إعتراضات إقليمية ودولية عليها، مثل إذا ما كان الفلسطينيون سيحصلون على دولتهم الفلسطينية الخاصّة، ووضع القدس، والإجراءات التي تتخذها إسرائيل باسم الأمن، وقضية اللاجئين الفلسطينيين في دول الجوار وسواها.. وتفضّل واشنطن أن تجد أولاً المستثمرين الذين سيقومون بالمشاريع الحيوية في الأراضي الفلسطينية المحتلّة، مع مناقشتها لأربع مسائل إقتصادية في مؤتمر البحرين هي: البنية التحتية، الصناعة، التمكين والإستثمار في الأفراد، وإصلاحات الحكم لجعل المنطقة قابلة للاستثمار قدر الإمكان.

وفيما يتعلّق باستمرار إحتلال القوّات الإسرائيلية لمزارع شبعا وتلال كفرشوبا والقسم الشمالي من بلدة الغجر، والتفكير بضمّها الى حدود "دولة إسرائيل" مستقبلاً على غرار ما ستفعل في الجولان السوري المحتلّ، وذلك رغم مطالبة مجلس الأمن الدولي العدو الإسرائيلي بالإنسحاب من الأراضي اللبنانية التي لا تزال تحتلّها، تقول الأوساط نفسها، بأنّ العدو الإسرائيلي يعمل بشكل مستمرّ لشنّ حرب جديدة على لبنان، ولا يُلغي هذا الأمر من أجندته كونه يريد تحقيق الإنتصار في حربه المقبلة عليه. غير أنّ رمي ورقة مزارع شبعا في وجه لبنان في المرحلة الراهنة بالذات، بهدف استفزازه، واستفزاز حزب الله فيه لفتح معركة مع العدو الإسرائيلي، لن يكون أمراً مناسباً، بل على العكس، من شأنه تفجير "صفقة القرن" برمّتها، والتي تودّ واشنطن تمريرها "بسلام"، على ما تُخطّط له.

كذلك فإنّ العدو الإسرائيلي يعلم تماماً بأنّ قوة حزب الله قد تضاعفت في السنوات الأخيرة، أي ما بعد حرب تموز- آب 2006 وحتى اليوم، والدليل أنّه شارك في معارك عدّة في دول المنطقة وخرج منها منتصراً. أمّا العقوبات الأميركية الإقتصادية الأخيرة المشدّدة عليه فلم ولن تؤثّر على جهوزيته العسكرية ومنظومة الدفاع التي يملكها.. ولهذا الأمر تجد إسرائيل بأنّ تأجيل الحرب مع لبنان، وحزب الله فيه، هو الخيار الأفضل لها في الوقت الحالي، سيما وأنّها تود أن تحصل واشنطن على التأييد الدولي لها لتمرير "صفقة القرن"، والتي تصبّ بالدرجة الأولى في صالحها في المنطقة. كذلك فهي تعلم أنّ متغيّرات استراتيجية عدّة قد طرأت في منطقة الشرق الأوسط، ولا يُمكنها بالتالي شنّ الحرب حالياً على حزب الله لأنّ ذلك قد يُدخلها في حرب شاملة مع إيران وحلفائها، في حين تسعى "صفقة القرن" الى إحلال السلام فيها.

ومن هنا، فإنّ واشنطن لن تُعلن عن كامل البنود السياسية في "صفقة القرن"، على ما شدّدت الأوساط نفسها، إلاّ بعد أن تطمئن الى حسن سير الشقّ الإقتصادي منها، والذي ستلمسه بعد نتائج مؤتمر البحرين. ولأنّها تعلم بأنّ مقاربة "سيطرة إسرائيل بشكل نهائي على مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وبلدة الغجر"، لا يُمكن أن تحصل من دون مقاومة عسكرية من قبل لبنان وحزب الله فيه، فستعمل قدر الإمكان على تأجيل البحث في هذه المسألة، وإن كانت تسعى الى أن تكون "الصفقة" شاملة وكاملة تُنهي جميع الخلافات الباقية بين العدو الإسرائيلي ودول المنطقة لا سيما منها لبنان.

وألمحت الاوساط الى أنّ الرفض لأي حرب قريبة مع لبنان، يأتي من الداخل "الإسرائيلي" أيضاً، وليس فقط من قبل واشنطن، خصوصاً وأنّ الشعب "الإسرائيلي" أصبح يُطالب بأن يعيش حياة طبيعية بعيداً عن المواجهات العسكرية والعنف، سيما وأنّه يُعاني منذ عقود، من الجبهة المفتوحة بشكل دائم ومستمر مع الفلسطينيين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلّة وقطاع غزّة. وإن كانت هذه الجبهة الداخلية، لا تُخيف "إسرائيل"، من وجهة نظرها، لعدم توازن القوى، إلاّ أنّها تُسبّب الضغوطات الكبيرة لشعبها.
من هنا، طمأنت الأوساط الديبلوماسية الى أنّ الجبهة الجنوبية للبنان ستبقى هادئة في المرحلة الراهنة، رغم تهديد ووعيد العدو الإسرائيلي، لأنّ الأهمّ اليوم هو كيفية التوصّل الى إحلال السلام في المنطقة، وليس الى شنّ حروب جديدة فيها، قد لا تصبّ لصالح العدو الإسرائيلي، على ما يبغي. كذلك، فإنّ بناء "إسرائيل" للجدار الإسمنتي الفاصل على الحدود الجنوبية للبنان، هو دليل ساطع على أنّها لم تعد تريد الحرب، وإن أعلنت بأنّها تشيّده خشية حصول أي هجوم على مستوطناتها الشمالية من القوّات البريّة اللبنانية باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلّة. كما أنّ توقّفها عن استكمال بناء هذا الجدار عند النقاط الخلافية على الخط الأزرق المحدّدة بينها وبين لبنان، لا سيما بعد علمها بأنّ الجيش اللبناني سيقف لها بالمرصاد في حال اقتربت من إحدى النقاط الـ 12 المتنازع عليها، هو دليل واضح أيضاً على خشيتها من شنّ حرب جديدة على لبنان، وإن كانت تطمع بالإستيلاء على المزارع والتلال وبلدة الغجر المحتلّة.

أمّا لبنان فيُطالب حالياً الأمم المتحدة بترسيم الحدود البريّة والبحرية بينه وبين الأراضي الفلسطينية التي تحتلّها "إسرائيل"، لكي يحفظ حقّه في أرضه، وبحره أي في المنطقة الإقتصادية الخالصة، وذلك قبل أن تُعلن واشنطن "صفقة القرن" التي ستهب فيها حليفتها إسرائيل أراضي في دول المنطقة ليست من حقّها.
وبناء عليه، فإنّه لا حرب جديدة ستشنّها "إسرائيل" على لبنان أو حزب الله فيه قبل أن تتأكّد من انتصارها فيها.. ومع تسلّح الحزب اليوم بصواريخ أكثر دقّة، فإنّها وواشنطن تجريان حسابات دقيقة قبل اتخاذهما أي خطوة في هذا الإطار. لكنّ الأوساط شدّدت بأنّه يُمكن الوثوق بالشيطان وعدم الإطمئنان للممارسات "الإسرائيلية التي تسعى، في نهاية المطاف، الى استفزاز لبنان وحزب الله بشكل دائم".
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك