Advertisement

لبنان

الحريري بوضع سياسي لا يُحسد عليه.. وباسيل يوحي أن "الأمر لي"

Lebanon 24
20-05-2019 | 23:45
A-
A+
Doc-P-589487-636940182155583515.jpg
Doc-P-589487-636940182155583515.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تحت عنوان الحصرم الذي زرعه "المستقبل" على أبواب السراي عام 2012.. يأكله الحريري اليوم، كتب غسان ريفي في "سفير الشمال": لم يعد مسموحا أن يبقى موقع رئاسة الحكومة في لبنان "فشة خلق" سياسية وشعبية لكل غاضب أو صاحب مطلب أو منفذ أجندة ما، كما لم يعد منطقيا أن يكون رئيس الحكومة هو الخاسر الأكبر دائما في ظل سلطة يسعى كل أركانها الى تحقيق المكاسب والمصالح والى إرضاء القواعد الشعبية على حسابه وحساب هيبته.
Advertisement

تغيب المعايير عن تقييم السلوكيات والتعاطي معها في لبنان، في حين تفرض قاعدة "الصيف والشتاء على سطح واحد" نفسها من أعلى الهرم الى قاعدته، حيث تقوم الدنيا ولا تقعد على تطاول هنا، ويصرف النظر عن إساءات هناك، ما يجعل البلد برمته في حالة إنعدام وزن، في وقت يستعرض فيه كل فريق سياسي عضلاته سواء في مجلس الوزراء أو في مجلس النواب أو في الشارع مباشرة أو بالواسطة، وفي كل الأحوال تكون رئاسة الحكومة كبش الفداء.

قبل أيام إرتكب رئيس الاتحاد العمالي العام بشارة الأسمر زلة لسان بمستوى الخطيئة بحق البطريرك الراحل نصرالله صفير، فكان مصيره السجن وسط حالة من الغضب والاستهجان والاستنكار إجتاحت لبنان عموما والمسيحيين خصوصا، كما تعرض الأسمر لإساءات طالته بالشخصي ونالت من عائلته من دون أن يتمكن من الدفاع عن كرامته التي إنتهكت على مدار أيام، في حين إقتحم العسكريون المتقاعدون أمس السراي الحكومي الرمز الوطني والموقع الأول للسنة في لبنان وأعلنوا عن نيتهم لاحتلاله وطرد من فيه، وكالوا الشتائم من العيار الثقيل لرئيس الحكومة ووزرائه على الهواء مباشرة، من دون أن يثير ذلك حفيظة أحد أو إستنكاره أو إستهجانه.

لا يختلف إثنان على أحقية مطالب العسكريين وتحركاتهم للدفاع عن رواتبهم التقاعدية ومكاسبهم، لكن ذلك لا يخولهم التجرؤ على مقام رئاسة الحكومة وصولا الى إقتحامه والتهديد باحتلاله، فهل كان يجرؤ هؤلاء على إقتحام وإحتلال القصر الجمهوري أو مقر الرئاسة الثانية في عين التينة أو أي من مقرات أركان السلطة؟، وهل كانت الدولة وأجهزتها الأمنية ستصمت حيال ذلك؟، أم أنها كانت ستسارع الى إصدار مذكرات البحث والتحري بحق “المعتدين”؟، كما يحصل يوميا ضد كل من تسول له نفسه إنتقاد بعض أركان السلطة ولو في تعليق بسيط على الشبكة العنكبوتية.

كل ذلك يضع الرئيس سعد الحريري في وضع سياسي لا يُحسد عليه، خصوصا أنه يلتزم بتحالفات وتفاهمات مع تيارات مختلفة لا يستطيع الخروج منها حفاظا على موقعه في رئاسة الحكومة، لكنها في الوقت نفسه تضعفه، وتجعل له شركاء مضاربين في الحكم، خصوصا أن البعض من أركان السلطة يستفيد من هذه التحالفات ويتمادى في تحقيق مصالحه من دون أن يقيم وزنا لخصوصية رئيس الحكومة وشعبيته وموقعه، وهذا الأمر من شأنه أن يسيء الى رئيس الحكومة الذي لم يعد لديه خيارات سوى أن يسارع الى تعزيز الاجماع السني والوطني حوله، والى وضع حد لكل من يحاول أن يشاركه في الحكم وخصوصا وزير الخارجية جبران باسيل الذي يحاول من خلال نقاشات الموازنة وما يقدمه من أوراق وما يطلقه من تصريحات تخالف توجهات الحريري وسائر الوزراء، أن يوحي "أن الأمر لي" في الحكومة وفي كل مؤسسات الدولة، ما يضع الحريري أمام تحد كبير بدءا بضرب يده على الطاولة لوضع الخطوط الحمراء حول صلاحياته، وصولا الى حماية السراي الحكومي من أي إقتحام جديد سياسيا كان أم شعبيا.

في العام 2012 وغداة تشييع اللواء الشهيد وسام الحسن في وسط بيروت، أقدم تيار المستقبل على خطيئة لا تغتفر لم يسبقه أحد إليها في تاريخ لبنان السياسي، وتمثلت باقتحام السراي الحكومي (المقر السني الأول) وكان ذلك من ضمن مسلسل طويل يهدف الى إسقاط حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، يومها قال متابعون إن "ما فعله المستقبل سيدفع البعض الى التجرؤ على مقام رئاسة الحكومة ومقره".

وقد حصل ما كان في الحسبان، ويبدو أن الحصرم الذي زرعه المستقبل في ذاك الوقت على أسوار السراي يأكله الحريري اليوم، وربما يكون الآتي أعظم في حال لم تراع الموازنة مطالب العسكريين وسائر الفئات الشعبية.
 
المصدر: سفير الشمال
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك