Advertisement

لبنان

واشنطن تعرقل عودة النازحين.. وتوجّه لبناني لوضع الغرب تحت الأمر الواقع

Lebanon 24
27-05-2019 | 23:46
A-
A+
Doc-P-591798-636946233002372214.jpg
Doc-P-591798-636946233002372214.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
كتب حسن سلامه في صحيفة "الديار": من النادر جداً، بلوغ المعالجات على مستوى احد الملفات الحيوية الى النهاية السعيدة، واطلاق آليات واضحة وجدية لاعادة النازحين السوريين الى بلدهم تبدو أصعب بكثير من كل معالجة أي قضية داخلية، نظراً لارتباط بعض الاطراف الداخلية بأجندات خارجية واعتراضها على عودة النازحين تحت شعارات واهية من بوابة التنسيق مع الحكومة السورية، ولذلك فهؤلاء يبنون مواقفهم من هذه المسألة بما يتلاءم ويتناغم مع ما يطلبه الأميركي والغربي، في وقت تأكد بالملموس والوقائع ان واشنطن وحلفاءها يعرقلون عودة النازحين السوريين.
Advertisement

ولذلك يؤكد مصدر بارز حليف لدمشق ان ما كشفه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في كلمته قبل أيام قليلة في عيد المقاومة والتحرير من ان الرئيس السوري بشار الأسد اكد له ان القيادة السورية يهمها عودة ابنائها من النازحين الى سوريا، وبالتالي استعداد الحكومة السورية للقيام بأي خطوة في سبيل تحقيق هذا الهدف، ويسقط "ترهات" وادعاءات البعض في لبنان من ان دمشق لا ترغب بعودة الذين هجرتهم الحرب الكونية على سوريا، خصوصاً ان السيد نصرالله يتحدث دائماً بشفافية ويقول "الامور كما هي"، في وقت حذر الامين العام لحزب الله من ان الغرب لا يريد عودة النازحين قبل الانتخابات الرئاسية السورية لغايات وأهداف واضحة وهي استمرار الابتزاز والضغط على القيادة السورية وصولاً للادعاء ان النازحين لا يرغبون بالعودة دون ضمانات على الاقل، ولذلك يراهن الغرب على مشاركة ضعيفة للنازحين في العملية الانتخابية عام 2021.

وتؤكد هذه الشخصية القريبة من دمشق ان تأكيد السيد نصرالله بأن الغرب لا يريد عودة النازحين، مطلقة جملة تقاطعات كلها تشير الى ان الادارة الاميركية بالدرجة الاولى مستمرة بعرقلة عودة النازحين، سواء من خلال لقاءات بعض المسؤولين اللبنانيين مع مسؤولين اميركيين وغربيين، او بما يحصل من تحريض من جانب بعض الاطراف في لبنان لمن يجتمعوا معهم من مسؤولين غربيين على عرقلة العودة، الا ان الشخصية تكشف عن مؤشرين اساسيين حول توجه الغرب لمنع عودة النازحين:

المؤشر الاول، ما يتصل بالموقف الاميركي، وعلى اعلى المستويات الرافض للعودة، وهو ما أظهرته الاتصالات الروسية مع عدد من المسؤولين الاميركيين، وآخرها زيارة وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الى موسكو، وبالتالي فان محادثات رئيس الديبلوماسية الأميركية مع المسؤولين الروس أظهرت لجوء الادارة الاميركية الى رفع السقف كثيراً مع الجانب الروسي حول كل المسائل الخلافية بما في ذلك طبيعة التعاطي مع الموضوع السوري وكل ما له علاقة بتسهيل الحل السياسي واللجنة الدستورية - النازحين في لبنان وغيره - انهاء الاحتلال الاميركي لمناطق في شمال سوريا، حتى ما يتعلق بسيطرة «جبهة النصرة» الارهابية على محافظة حلب وبعض المناطق الاخرى، ولذلك كان القرار السوري - الروسي باطلاق العملية العسكرية هناك، بغض النظر عما يمكن ان تمارسه واشنطن وحلفاؤها من ضغوط لوقف العملية العسكرية.

وعلى هذا الاساس، تؤكد الشخصية المعنية ان اي توجه جدي من جانب الجهات الحريصة في السلطة على عودة النازحين عنوانه وضع الغرب تحت "أمر واقع"، منطلقة التنسيق والتواصل مع القيادة السورية وعلى أعلى المستويات، ولو افضى هذا القرار الى «كسر الجرة» مع معرقلي عودة النازحين فالرهان على احداث تغيير في الموقف الغربي من قضية عودة النازحين هو اضاعة للوقت، وتحميل الخزينة قادر والاقتصاد اللبناني المزيد من الاعباء الضخمة التي لم يعد لبنان على تحملها.

الا ان توجه لبنان الرسمي باتجاه فتح قنوات التواصل عبر الحكومتين او على مستويات عليا لا زال مرهون بحسابات اما لها علاقة بتحرك البعض وفق ما تريده بعض الاجندات الخارجية، واما ان البعض يربط هذا التوجه بالتوافقات على الطريقة اللبنانية، او اقتناع الغرب بدعم عودة النازحين، وبالتالي فاي من الخيارات الثلاث لم يحن اوانها، واما هي مؤجلة الى فترة طويلة، طالما ان الجهات اللبنانية المقررة بحيث يبني كل طرف توجهاته بحسب رؤيته من اعتماد احد هذه الخيارات.

وفي هذا الاطار يشير سياسي معني الى ان اثارة ملف النازحين مؤخراً مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، فكان تأكيد الاخير انه يتحرك وفق ما هو متاح لتسهيل عودة النازحين من خلال تغطية كل وزير يقوم بزيارة دمشق، بدءاً من وزير شؤون النازحين، وانه يطالب باستمرار من يلتقيهم من مسؤولين غربيين لتسهيل العودة، لكن رئيس الجمهورية لاحظ في الوقت نفسه ان امكانية زيارته لدمشق في المرحلة الحالية من شأنها ان تزعج الغرب وان تثار حولها اعتراضات من اطراف لبنانية.

ولذلك يفضل استمرار الجهود في الآليات المتبعة حالياً، بما يؤدي الى تسهيل عودة النازحين، ولهذا تؤكد الشخصية الحليفة لدمشق ان على المسؤولين في لبنان ادراك مصلحة بلدهم، لان التوجهات القائمة اليوم على مستوى الحكومة والسلطة السياسية لن تعيد النازحين، وبالتالي فالمسألة باتت بحاجة الى جدية كبيرة من كل الاطراف بما في ذلك الحليفة لدمشق.
 
 
المصدر: الديار
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك