Advertisement

لبنان

مفاتيح تفاوض واشنطن السرية.. ومطالبة لبنان بالثمن !

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
31-05-2019 | 01:37
A-
A+
Doc-P-592869-636948888887357686.jpg
Doc-P-592869-636948888887357686.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
سياسة "حرق الاعصاب" ربما يكون التوصيف الأقرب لطبيعة للتعاطي بين واشنطن وطهران في المرحلة الراهنة حيث يلي التصعيد والتصعيد المقابل "حبات مهدئة" يسعى لابتلاعها كل من الطرفين بهدف امتصاص اي انزلاق نحو الميدان، وقد برز ذلك في التصريحات المتناقضة لكلا الطرفين حول مسألة التفاوض والطروحات المتبادلة التي تجاوزت سياق آداب خطاب التوتر والتصعيد الى مصافي خطاب الدول المتعاونة والصديقة التي لا يفسد في ودها قضية، وهذا ما لوحظ في المبادرة الايرانية لتوقيع معاهدة "عدم الاعتداء" مع دول المنطقة، وايضا في خطاب الرئيس الاميركي الاخير في طوكيو عن عدم وجود نية لديه للاطاحة بالنظام الايراني وعن رغبة واشنطن في ابرام اتفاق مع ايران مردفا بان ايران امام فرصة حقيقة لتصبح دولة عظيمة .
Advertisement

ربما قد لا تتسم المبادرة الايرانية بالجدية نظرا لكونها لم تترجم بمساعي دبلوماسية جدية الا انها لا شك كشفت عن تلقف الاخيرة للرسالة الاميركية الاخيرة، التي اقل ما يقال فيها، انها خرقت في ابعادها آداب حلبة صراع اميركا مع ايران نظرا لما حملته من اغراءات وصلت مسامع العاصمة طهران وذلك من خلال عرضها فرصة تشريع دورالاخيرة في المنطقة، فاسحة المجال لثنائية ايرانية سعودية، ضاربة بعرض الحائط حليفتها الرياض.

قد لا يكون المفاجىء في التصريح الاميركي الاخير ما حمله من مفاتيح تفاوض سرية فقط، الا انه كشف في آن عن حقيقة اوراق السياسية الاميركية تجاه ازمات المنطقة ومنطق الكيل فيها بمكيالين، وربما المثال الاكبر على ذلك تعاطيها في الملف السوري ودعواتها السابقة للقضاء على النظام السوري وخلع رأسه الذي في حينه وضعته في خندق واحد مع النظام الايراني لناحية خطورته، الامر الذي لا تحذوه الادارة الاميركة اليوم مع النظام الايراني على ما يحمل ذلك من مؤشرات مختلفة عن بوصلة المصالح الاميركية الجديدة في المنطقة.

بالطبع البوصلة الاميركية الجديدة بدأت دورانها مع الجولات المكوكية لكبير مستشاري الادارة الاميركية جاريد كوشنر في المنطقة وورشة العمل الاقتصادية المرتقبة في المنامة في الـ 25 و26 من شهر حزيران تحت عنوان "السلام من أجل الازدهار"  والتي ترمي الى تحسين حياة الفلسطنيين ليس في فلسطين فحسب وانما في لبنان ومصر وسوريا وغيرها، الامر الذي يستدعي التوقف ملياً عند السلاح الاميركي الجديد الذي تستخدمه لتطويع الملفات العالقة والذي يأخذ بعداً اقتصاديا بحتا بعدما نجح استخدامها له في لي ذراع ايران وذلك كله في اطار مساعيها لتمرير ابرز بنود صفقة القرن الا وهو ملف التوطين الفلسطيني وذلك من خلال اعادة احياء دورها كوسيط لحل ملفات حساسة لدى دول المنطقة كما حصل في مساعيها الاخيرة في لبنان في ملف ترسيم الحدود الذي من المرجح انه لن يكون بدون مقابل خاصة وان لدى اللاعب الاميركي "كل شيء بثمنه".

(ميرفت ملحم - محام بالاستئناف)

 
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك