Advertisement

لبنان

الـ"لا تصعيد" في خطاب نصرالله..

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
02-06-2019 | 06:17
A-
A+
Doc-P-593484-636950784763970703.jpg
Doc-P-593484-636950784763970703.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

بعكس كل التحليلات الأولية، لم يكن خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تصعيداً بالمعنى العملي للكلمة، أي أن الخطاب لم يهدف إلى إحداث فعل أو القيام بردّ فعل على حدث ما، بل كان محاولة لإبقاء الوضع على ما هو عليه، أو الأصحّ: تثبيت الوضع القائم.

Advertisement

أراد نصرالله تثبيت قواعد الإشتباك على المستويات كافة، السياسية الداخلية، والعسكرية الإقليمية ومع إسرائيل، واضعاً حداً لتحليلات الحرب.

أكد نصرالله أن لا حرب على إيران، وعلى هذا الأساس يُبنى كل الخطاب، فقد دعم كلام نصرالله بشكل نهائي وجهة نظر الرافضين للحرب في الإدارة الأميركية، بعدما لعبت طهران في الأسابيع الماضية على التناقضات الأميركية موزعةً الأدوار بين خطاب الحرس الثوري والخطاب الإصلاحي، فقد حسم نصرالله فرضية أن المنطقة ستشتعل في حال حصول حرب مع إيران.

لكن نصرالله، وبناءً على إنتهاء فرضية الحرب، لا يرغب في عودة تل أبيب للتفكير بإستراتيجية المعارك بين الحروب التي كانت موضوعة على الطاولة لتنفيذ ضربات موضعية في لبنان، من هنا كانت التهديدات التي طالت إسرائيل في حال حصول أي قصف على لبنان، الأمر الذي أظهر رغبة "حزب الله" في تثبيت قواعد الإشتباك بينه وبين إسرائيل، لا الرغبة بالتصعيد.

أكمل نصرالله تثبيت قواعد الإشتباك، منهياً تبعات الحديث عن حرب على إيران، فاتحاً إشتباك مع رئيس الحكومة سعد الحريري بسبب موقفه في القمة العربية، بهدف منع أي إستثمار لما يُحكى عن تغيير توازنات القوى في المنطقة.

ووفق مصادر مطلعة فإن نصرالله أثبت في خطابه وجهة نظر الحزب القديمة، بأن إسرائيل لم تستطيع القيام بمبادرات عسكرية إستراتيجية في حال لم تكن تملك دعماً حقيقياً ومباشراً من الولايات المتحدة الأميركية، لكنها قد تستغل بعض الفترات للقيام بضربات تكتيكية، وهذا ما عمل نصرالله على توهينه في خطاب يوم القدس، معيداً التلويح بإستراتيجية ربط الجبهات، من غزّة "التي يمكن للمقاتلين فيها السيطرة على مساحات واسعة من الأراضي المحتلة في أي حرب كبرى"، وصولاً إلى العراق وإيران وسوريا واليمن.

وترى المصادر أن إستراتيجية ربط الجبهات وتوسيع جغرافيا الحرب يستخدمها "حزب الله" والمحور الإيراني في مواجهة إستراتيجية الحرب السريعة والمعارك المتفرقة التكتيكية التي تسيطر على الذهن العسكري الإسرائيلي.

لذلك فإن خطاب نصرالله كان نتيجة لكل التطورات الميدانية التي حصلت في كل من السعودية والإمارات والمنطقة الخضراء في بغداد، والسياسية التي يعبر عنها أركان الإدارة الأميركية، ولم يكن خطاب التصعيد والإشتباك.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك