Advertisement

لبنان

استهداف طرابلس يفجّر سجالاً سياسياً.. لكن ماذا عن التقصير الرسمي؟

مصباح العلي Misbah Al Ali

|
Lebanon 24
07-06-2019 | 05:17
A-
A+
Doc-P-594954-636955068099369963.jpg
Doc-P-594954-636955068099369963.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
تنكب الأجهزة الأمنية على التوسع في التحقيقات حيال ظروف ودوافع إستهداف طرابلس وكيفية تنفيذ الارهابي عبد الرحمن المبسوط "إعتدائه الثلاثي" وسط الفرضيات الكثيرة ما بين "الذئب المنفرد" أو تلقيه مساعدة من خلية مساندة ما يعتبر خطراً أمنياً ينبغي الاحتساب لمدلولاته.
Advertisement

بموازة  ذلك، أضاف إعتداء طرابلس عاملاً إضافياً للسجال الحاصل بين جناحي السلطة ولتعميق حدة الشرخ الحاصل والذي يبدو مرشحاً للمزيد من التأزم طالما لا تلوح في الآفاق حلول بقدر ما تتعمق الأزمات وسط تراشق عنيف حيال المسؤولية للواقع المأزوم.

جولات المعارك الافتراضية بين التيار الوطني الحر والمستقبل وآخر فصولها ظروف محاكمة من إرتكب الهجوم في طرابلس ليست سوى إنعكاساً لفشل إضافي لمنطق الدولة وسيطرة العصبيات السياسية والطائفية التي باتت نهجا متعمدا، وتراشق التهم الذي إنخرط فيه وزراء ونواب الطرفين لا يحجب بأن تقصير السلطة لا يمكن تجزئته وفق مصلحة طرف ما دون الآخر.

بعيدا عن هذه الاجواء السلبية، تلملم طرابلس جراحها بألم وأسى وتحاول تجاوز المحنة وكأنها متروكة لقدرها، ففي صدور مواطنيها الكثير من العتب والغضب عن مصيرهم المتروك وتحويل الفاجعة التي ضربتها عشية عيد الفطر لحاجز طائفي ومذهبي دون الانصراف الى التحقيق الجدي بالثغرات التي عبر منها مخطط إستهدافها.

في سياق تقييم عملية طرابلس، يشير أحد الخبراء الامنيين الى أن عوامل عدة أعطت راحة كاملة "للمهاجم المعلن" لإستباحة المدينة بهذا الشكل وكان ينبغي إستدراك الوضع منذ اللحظات إلقاء القنبلة الاولى، لكن هذا لا يحجب بأن القوة المشتركة من الجيش اللبناني وشعبة المعلومات إستطاعت تحقيق إنجاز نوعي في شارع التوليد حيث تحصن المبسوط بعملية نظيفة دون إصابة مدني واحد.

وأضاف الخبير الامني لـ "لبنان 24 " بأن هذا الانجاز لا يحجب الضعف الهائل ما يسمى أمنيا "العامل الاستعلامي" والذي كان فاضحا بكل المقاييس خصوصا وأن موازنات ضخمة في مختلف الاجهزة الامنية يجري صرفها خارج أهدافها في مجالات تحصين الوضع الامني بل وتستفيد منها الطبقة السياسية ضمن إطار خدماتها الانتخابية أما المهزلة بكون أركان هذه الطبقة السياسية يرفعون شعار مكافحة الفساد لكنهم لا يتورعون عن استخدام كل ما في الدولة في سبيل منافعهم الخاصة.

غياب العامل الاستباقي لا يعني آخر المطاف بل يكمن بتعزيز الاجراءات على الارض بما يخلق عاملاً رادعاً ويتحول الى عائق فعال لإعاقة عمل المجموعات الارهابية ويساهم في تعزيز الاستقرار الداخلي، غير أن هذا المنطق لا يستوي مع أساليب العصبيات الفئوية والمذهبية والتي يدفع اللبناني أثمانها باهظا على كافة المستويات. 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك