Advertisement

لبنان

عيننا على عروض مسرح لجنة المال: نخشى "إنجازكم العظيم".. أتصدّقون؟

نوال الأشقر Nawal al Achkar

|
Lebanon 24
15-06-2019 | 02:06
A-
A+
Doc-P-597528-636961864855877885.jpg
Doc-P-597528-636961864855877885.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
إلى ساحة النجمة تتجه أنظار اللبنانيين لا سيّما محدودي الدخل منهم، ليس فرحًا بـ "الإنجاز العظيم" المرتقب والمتمثل بإقرار موازنة العام 2019 بعد إنقضاء نصف العام، وإنّما ترقّب ممزوج بالخوف من الصيغة الضرائيبية التي سوف ترسو عليها الموزانة، والتي ستقتطع من جيوب المواطنين أموالًا هم بأمسّ الحاجة إليها، كالمنح المدرسية والضريبة على معاشات التقاعد ورفع الرسوم الضريبية على السلع المستوردة وغيرها، وكلّ ذلك على قاعدة الواجب الوطني بوجوب المساهمة بتقشّف الدولة كي لا تفلس خزينتها، بصرف النظر عن مدى الفارق الشاسع في المساواة في تأدية هذا الواجب بينهم وبين أهل السلطة، لا بأس فراتب أحدهم من الوزراء "العظماء" لا يكفيه بدل بنزين لبعض سياراته ومواكبه، وهو يصول ويجول لأجل اللبنانيين ودفاعًا عن مصالحهم، فكيف يُسأل والحال هذه عن مساهمته بالتقشّف والإقتطاع من راتبَيه النيابي والوزاري؟ 
Advertisement

الموازنة الموضوعة على مشرحة لجنة المال والموازنة في جلسات مكثّفة قبل الظهر، وبعده وبمشاركة نيابية خمسينية لافتة، ستخضع للتدقيق والتمحيص، وسيُقال الكثير داخل تلك القاعة، وستعتلي منابر غرفة الصحافة شخصيات نيابية مستقلة وغير مستقلة لتنتقد وتكشف وتحذّر وتفضح. ولكنّ العرض النيابي" Déjà vu" وهو معروف النهاية، والموازنة ستبصر النور النيابي، على رغم بعض الأصوات النيابية الصادقة في معارضتها، ولكنّها ستبقى أعجز عن إجراء تعديل جوهري إصلاحي في المشروع، لأنّ غول الديمقراطية التوافقية سيبتلع تلك المحاولات الخجولة. فلا الأملاك البحرية بفضائحها التاريخية ستخضع للتخمين المنطقي، ولا الجمعيات الوهمية ستُمنع من أخذ المليارات على حساب تلك الحقيقية، ولا مسار الهدر في قطاع الكهرباء سيتوقف، ولا قطاع الإتصالات سوف يغذّي خزينة الدولة بالمليارات اللازمة، خصوصًا أنّ "مغناطيس" الخزائن الأخرى أقوى وأفعل، ولا التهرب الجمركي سيتعطل، ولا المعابر غير الشرعية ستُقفل، ولا المليارات التي تُدفع لإستئجار المباني الحكومية سوف تُحوّل لتشييد مبان على أراض واسعة تملكها الدولة، ولا مبلغ الـ 100 مليار ليرة الذي تدفعه الدولة لموظفي UNDP  كرواتب خيالية بدل أتعاب مبهمة سيتوقف، وهؤلاء خارج أيّ توصيف وظيفي، ولا حتّى ضريبة الألف ليرة على نفس الأرغيلة سوف تُجبى وسط استحالة تطبيقها، ولا التخفيض الطموح في العجز سيتحقق من خلال موازنة صُرفت أموالها، وأٌقرّت بعد انقضاء أكثر من نصف العام .

فقط هو منسوب ثقتنا كمواطنين في هذه الدولة سوف ينخفض ليلامس حدود اليأس، وسوف نمضي كلبنانيين بخنوع، ندفع المزيد من الضرائب مقابل القليل من الخدمات، من خلال موازنة قالوا لنا إنّها لن تتضمن أيّ ضرائب إضافية، وفعلوا عكس ما قالوا. أمّا هم فسوف يصفّقون لإنجازهم الجديد ليضيفوه إلى سجّل إنجازات الأقوياء، لا بل قد يتسابقون فيما بينهم ليباركوا لنا ولادة الموازنة ولينسب كلّ منهم "الإنجاز الكبير" لنفسه، متناسين أنّ إقرار موازنة للدولة هو أضعف الإيمان ويأتي في صلب عملهم الحكومي والتشريعي، فكيف إذا كان عملًا متأخّرًا ومبتورًا من دون قطوعات الحسابات، ولكن لا بأس المهم أن يقدّموا تلك الورقة المسمّاة موازنة إلى مانحي "سيدر" ليحصلوا على قروض، قالوا لنا إنّها لتأهيل البنى التحتية، ولكنّنا لم نصدق، عذرًا فنحن شعب فاقد للثقة ... بفضلكم. 
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك