Advertisement

لبنان

لقاء غسل القلوب يفتح صفحة جديدة... اتفاق على التعيينات والعبرة في التنفيذ

Lebanon 24
17-06-2019 | 22:32
A-
A+
Doc-P-598355-636964330427998773.jpg
Doc-P-598355-636964330427998773.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

أعاد الاجتماع الذي عقد أمس بين الرئيس سعد الحريري ووزير الخارجية جبران باسيل، تصويب الأمور على الساحة الداخلية اللبنانية، وكرّس التهدئة التي عمل عليها الحريري مع رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، بعد فترة من التشنّج بين الطرفين كادت تودي بالتسوية الرئاسية.

Advertisement

ولعل موضوع التعيينات الادارية كان الطبق الاساس على طاولة الاجتماع الذي دام قرابة الـ5 ساعات ما بين السراي الحكومي وبيت الوسط، في ضوء عودة مجلس الوزراء الى الانعقاد اليوم وضرورة الاسراع في انهاء هذا الملف العالق منذ مدّة.

اجواء ايجابية في اللقاء
وعلى الرغم من تريث الاوساط السياسية المراقبة في الحكم على اللقاء الطويل الذي عقد أمس في انتظار اتضاح نتائجه وترجمة الاتجاهات الايجابية التي تردد انها تضمنته، وقالت أوساط "التيار الوطني الحر" لـ"النهار" انه من الطبيعي ان يعقد لقاء بين رئيس الحكومة ورئيس أكبر تكتل وزاري ونيابي وليس الامر استثنائياً بل هو طبيعي. وأشارت الى ان النقاش كان صريحاً بعد "التأويل" الذي نشر حول كلام باسيل، وتخللت اللقاء مراجعة شاملة للمرحلة السابقة وتم التركيز على ضرورة تزخيم عمل الحكومة وزيادة انتاجيتها.

وبحسب "اللواء" فان الرجلين اجريا مراجعة شاملة من زاوية احياء روح التعاون، وجدولة الأولويات للذهاب بعيداً في إنجاز الموازنة، وفقاً لدفتر شروط المؤسسات الدولية ومؤتمر سيدر.

وكشفت مصادر واسعة الاطلاع لـ"اللواء" ان المناقشات لامست الأمور في العمق، وان الرئيس الحريري سأل مضيفه مرات عدّة، ما كان يقصده بهذا الموقف أو هذه العبارة أو تلك..

وقالت ان الكلام تطرق إلى ما جرى بالمحكمة العسكرية، وكرر الرئيس الحريري على مسامع الوزير باسيل ما قاله في مؤتمره الصحفي، طالباً تفسيراً لما حصل.
كما تطرق النقاش الى اقتصار عمليات مكافحة الفساد على موظفين محسوبين على تيّار المستقبل من دون شمول مكافحة الفساد التي رفعها التيار الوطني الحر، كل المرتكبين في الإدارات، وعدم الاقتصار على فئة بعينها، وسمى له أسماء في النقابات والإدارات تدور حولهم شبهات وبعضهم قريب أو ينتمي إلى التيار الوطني الحر.

وتطرق الرجلان إلى تأثير هذه السياسات، وهذا الأداء على عمل الحكومة، والمخاطر المحدقة بشل عمل الحكومة، تحت تأثير هذا الواقع المزعج..

وانتهى اللقاء بعد غسل القلوب، إلى اتفاق على طي صفحة، وفتح صفحة جديدة.

الصورة بدأت تتوضح
وفي تقدير مصادر سياسية، انه مع انعقاد اللقاء بين الحريري وباسيل، يفترض ان تتبلور صورة المرحلة المقبلة في ضوء النتائج التي سيفضي اليها اللقاء المطوّل، وهي نتائج ستظهر قريبا وتنعكس على كيفية مقاربة الملفات العالقة الخلافية السياسية منها والتقنية - الاجرائية، واول هذه الملفات حسب المفترض هو ملف التعيينات الادارية وفي قوى الامن الداخلي، لا سيما وان لقاء التيارين الأزرق والبرتقالي، تزامن مع لقاء آخر دام ساعتين بين وزيرة الداخلية والبلديات ريّا الحسن ووزير الدفاع الياس بو صعب، تناول التنسيق الأمني بين الجهازين العسكري والأمني، فيما لا يستبعد ان يكون تطرق إلى مسائل كانت تمت اثارتها في عز الاشتباك بين التيارين، على صعيدي القضاء والأمن الداخلي.
 
التعيينات على الطاولة
وحضرت التعيينات بقوة بين الطرفين من زاوية إمكان طرحها في بعض المواقع الأساسية، في جلسة مجلس الوزراء اليوم، ولو من خارج جدول الأعمال، أقله نواب حاكم مصرف لبنان، فإذا لم يكن في جلسة مجلس الوزراء اليوم فالاسبوع المقبل.

ولم تخفِ المصادر اعتقادها ان جلسة مجلس الوزراء الأسبوع المقبل قد تشهد حصول تعيينات، يجري التحضير لها، من دون استبعاد استقبال الرئيس الحريري رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لهذه الغاية، في غضون الساعات القليلة المقبلة (ربما اليوم).

وفي هذا الاطار تنفي مصادر الطرفين ان يكون هناك اتفاق على "المحاصصة" في هذا الملف، بل تفاهم على اتباع آليات مناسبة لا تستفز احدا وتعطي كل طرف حقوقه بما يتناسب مع واقعه التمثيلي..
 
 رسالة من الحريري الى الشركاء
وبحسب المصادر السياسية، فإنه الحريري أراد من خلال البيان الصادر عن الاجتماع توجيه رسالة إلى شركائه في التركيبة الحكومية، مفادها، ان تعويم التسوية السياسية والتي عادت قوية بين التيارين الأزرق والبرتقالي لا يعني الاستئثار في الحكم، وعلى وجه الخصوص تقاسم مغانم للسلطة، ولا سيما في التعيينات التي أكدت جميع المعلومات بأنها كانت "الطبخة المفضلة" بينهما، لا سيما وأنها ستطال مراكز هامة وأساسية في الإدارة اللبنانية، لكن تمّ التطرق إليه من زاوية ان هناك ضرورة لإنجاز هذا الملف الذي سيحدد مسار عمل مجلس الوزراء في المرحلة المقبلة.
 
وكشفت المصادر في هذا السياق، بأن رئيس الحكومة وعد موفد رئيس حزب "القوات اللبنانية" الوزير السابق ملحم رياشي خلال لقائه به في "بيت الوسط" الأسبوع الماضي، بأنه سيسعى لقيام نوع من التوازن في التعيينات المقبلة، واعتماد مبدأ الكفاءة وليس المحاصصة، لكن المطلعين على بواطن الأمور يؤكدون انه ليس باستطاعة الحريري ان يوفق بين "التيار الوطني الحر" و"القوات اللبنانية" أو أي طرف مسيحي آخر، لأن هذه الأمور تخص الاحزاب المسيحية الا انه (أي الحريري) سيعمل في مجلس الوزراء على تنقية الأمور والتهدئة، ومن هنا كان تأكيد بيان المكتب الإعلامي على "التعاون مع كافة المكونات الحكومية".

بعبدا مستغربة
وسط هذه الاجواء، استغربت مصادر مقربة من قصر بعبدا تداول سيناريوهات تتصل بملف التعيينات والحديث عن خلافات مسبقة وترجيحات، مؤكدة انه حتى الساعة لم يتم التطرق الى التعيينات مع أحد لا في المواقع ولا في الخيارات ولا في الأسماء. وقالت لـ"النهار" إن الكلام عن فيتو من هنا وآخر من هناك ليس إلّا من نسج الخيال. واعتبرت ان ثمة حملة استباقية هدفها التأثير على المناخات الأيجابية التي سادت خصوصاً عقب لقاء رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ورئيس الوزراء سعد الحريري وتحميل فريق معين سلفا المسؤولية عن تعثر التعيينات أو التأخير فيها فيما لو حصل ذلك.

وشددت المصادر على ان ملفاً بهذا الحجم لا يجوز مناقشته عبر الأعلام ولا إطلاق روايات لا ترتقي الى الواقع بشيء، خصوصاً ان موضوع التعيينات لم يفتح بعد وان كان في صدارة أولويات الرئيسين عون والحريري والوزراء. وخلصت الى ان هذا الملف عند طرحه سيتم بشفافية ووضوح وليس عبر مقايضات ولا تحت الطاولة ولا فوقها.

حرب التعيينات اندلعت بين القوات والتيار
في غضون ذلك، يبدو حسب مصادر سياسية لـ"اللواء" ان "حرب التعيينات" التي اندلعت بين "التيار الحر والقوات اللبنانية" بسبب اتهام الاخيرة للتيار البرتقالي بمحاولة الاستحواذ على كل التعيينات المسيحية، لن تنتهي بسهولة قبل حصول توافق سياسي ما على حصص الاطراف، ولا سيما ان هناك قوى اخرى مسيحية وغير مسيحية "كتيار المردة" والحزب التقدمي الاشتراكي وبعض القوى الاخرى، تنتظر ما يمكن ان تسفر عنه اتصالات الرئيس الحريري مع رئيسي الجمهورية والمجلس النيابي ومع القوى السياسية لتحقيق التوافق المطلوب على التعيينات.
 
وفي حين تقول اوساط "القوات" بضرورة الالتزام بآلية التعيينات الرسمية المعتمدة تارة والمنسية تارة اخرى، لإختيار الاكفأ لكل المراكز ولكل الطوائف والمذاهب، وتشير ايضاً الى وجود ثنائيات وثلاثيات سياسية في كل الطوائف وليس فئة سياسية واحدة أو طرف سياسي واحد، وهذا المبدأ يجب احترامه من قبل الجميع وعند الجميع لدى البحث في موضوع التعيينات، استغربت مصادر مقربة من قصر بعبدا ما يطرح في هذا الشأن من سيناريوهات وخلافات، لأنه حتى الساعة لم يتم التطرق الى موضوع التعيينات مع احد لا في المواقع ولا في الخيارات ولا في الأسماء.

وتخوفت مصادر "الجمهورية القوية" عبر "الديار" من ان يدفع باقي الفرقاء وخصوصا المسيحيين خارج التيار الوطني الحر ثمن عودة "المياه الى مجاري" العلاقة بين باسيل والحريري، واشارت الى ان "الامتحان" الاول سيكون في آلية التعيينات التي ستنطلق قريبا، مع العلم ان "مقدمات" وزير الخارجية لا تبدو مطمئنة في هذا الاتجاه، ويبقى انتظار ما اذا رئيس الحكومة سيفي بوعوده في هذا الاطار.
 

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك