Advertisement

لبنان

أزمة جنبلاط الوجودية.. معارك على كل الجبهات

خاص "لبنان 24"

|
Lebanon 24
24-06-2019 | 05:56
A-
A+
Doc-P-600364-636969743609536640.jpg
Doc-P-600364-636969743609536640.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يمكن النظر للإشتباك الإعلامي – السياسي الحاصل بين تيار "المستقبل" والحزب "التقدمي الإشتراكي" إلى من باب الأزمة التي يعيشها رئيس الحزب وليد جنبلاط منذ ما بعد الإنتخابات النيابية الماضية.

الرجل الذي حاول الإستعجال في توريث نجله تيمور ليتخلص من التركة السياسية الصعبة التي تشكلت في السنوات العشرة الماضية، تفاجأ بعدم رغبة الأخير العمل في السياسة، وعدم قدرته على إستلام زمام الزعامة الجنبلاطي.
Advertisement

هذه أولى أزماته وأخطرها، يليها عودة المسيحيين إلى السلطة في لبنان من خلال قانون إنتخاب منحهم قدرة إيصال الغالبية العظمى من النواب المسيحيين، يضاف إلى كلّ ذلك الترويكة الجديدة التي نشأت بعد التسوية الرئاسية، أي تحالف تيار "المستقبل" – "التيار الوطني الحرّ" وتغطية "حزب الله" له.

"الحلف الثلاثي" حجّم إلى حدّ بعيد باقي القوى السياسية في لبنان وهمّش دورها، وتحديداً الحزب "الإشتراكي" الذي خسر للمرّة الأولى أهميته السياسية التي كانت متمثلة بكونه بيضة القبان في العهود السابقة.

لكن بعيدا عن الوضعية السياسية الكبرى التي يتضرر منها جنبلاط تلقائياً، فتح خصوم بيك مختارة له معارك جانبية كثيرة.

المعركة الأقسى هي التي فتحها "التيار الوطني الحرّ" في الجبل منذ خلال خوض معركة كسر عظم متحالفاً مع النائب طلال إرسلان، مدخلاً بعد ذلك الخطاب التجييشي مستفيداً من إستلامه وزارة المهجرين.

لا تنحصر معركة "التيار الوطني الحرّ" بالجانب الشعبي فقط، حيث بدأ ورشة خدماتية كبيرة تطال المسيحيين في قضاءي الشوف وعاليه، بل أيضاً معركة محاصرة جنبلاط في الإدارة والسلطة، عبر دعم مشيخة العقل القريبة من المعارضة الدرزية والتعامل معها على أنها سلطة رسمية، وكذلك من خلال دعم الرئيس عون وكتلة "التيار الوطني الحرّ" حصول المعارضة الدرزية على تعيينات إدارية وأمنية ومقاسمة جنبلاط عليها، في إستكمال لفرض تمثيل إرسلان في الحكومة.

معركة ثانية فرضتها قوى الثامن من آذار المتحالفة مع سوريا، هي معركة بدأت بتوحيد المعارضة الدرزية، وتعزيز وضعها السياسي، وأستكملت من خلال تضييق السلطات السورية على المشايخ الدروز المقربين من جنبلاط عند محاولتهم الدخول إلى سوريا في مقابل تسهيل وضعية المقربين من الزعماء الدروز في الثامن من آذار، ولعل تتويج هذا الأمر كان من خلال تسليم عنصري أمن الدولة إلى ممثل إرسلان.

إلى جانب هذه المعارك فتح جنبلاط معركة مع "حزب الله" فيما يخصّ معمل عين دارة ولاحقاً تصريحه المتعلق بمزارع شبعا، ردّ عليها الحزب بعنف من خلال المقاطعة الكاملة لجنبلاط بالرغم من التوافق على هدنة إعلامية برعاية الرئيس نبيه برّي.

أما الإشكالات المتكررة مع تيار "المستقبل" والتي تأتي في إطار المعركة مع العهد عموماً، أدت أمس إلى إنكسار الجرة كلياً مع رئيس الحكومة سعد الحريري، وهذا ما سيؤثر حتماً على الوضعية الإشتراكية في التعيينات وغيرها من الأمور.

أزمة جنبلاط يستكملها إنعدام الرغبة القواتية في تشكيل حلف ضدّ باسيل، وإستمرار رئيس "القوات" سمير جعجع على الرهان على تحالف مع "المستقبل" رغم كل الشوائب في العلاقة، كل ذلك يجعل من جنبلاط وحيداً يحارب على جبهات مختلفة لا يقف معه فيها إلا حليفه التقليدي نبيه برّي.

 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك