Advertisement

لبنان

"الطبخة" الإقليمية على نار حامية.. وسياسيو لبنان يتّلهون بالقشور!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
27-06-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-601393-636972220383320219.png
Doc-P-601393-636972220383320219.png photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في الوقت الذي تُطبخ فيه سياسات إعادة رسم خارطة المنطقة وتقاسم النفوذ فيها بين الدول الكبرى، دوليًا وإقليميًأ، لا تزال فئة من أهل السياسة في لبنان تتلهى بالقشور، تاركة البلاد تتخبّط بأزماتها الإقتصادية، بعدما وصلت حالها إلى حافة الإنهيار، في إنتظار الفرج الآتي من "سيدر"، الذي تأخّر كثيرًا بفعل "الحروب الصغيرة"، التي تُشّن من وقت لآخر بين الذين لا همّ لهم سوى التفتيش عمّا يخدم مصالحهم الضيقة والآنية غير آبهين بأحوال المواطنين، بعدما دخل اليأس إلى بيوتهم من الأبواب المشرّعة على كل أنواع الرياح، التي تهبّ عليهم من كل حدب وصوب، وهم الذين باتوا يعيشون من "قلّة الموت"، كما يُقال.
Advertisement

وقد تكون التعيينات وجهًا من وجوه إنعدام الثقة بين أهل السلطة أنفسهم، وبينهم وبين الذين ساروا معهم في التسوية، إعتقادًا منهم بأن الدهر قادر على إصلاح ما أفسده العطّار، ليكتشفوا، ولو متّأخرين، بأن توقعاتهم ليست سوى سراب في صحراء المصالح السلطوية، وبأن ما كُتب في ليل معراب والمختارة محاه نهار "بيت الوسط" و"ميرنا الشالوحي"، وهذا الأمر إن دلّ إلى شيء فإلى أن القصة ليست رمّانة بل قلوب مليانة، خصوصًا أن عيون البعض شاخصة إلى إستحقاق العام 2022، مع العلم أنه لم ينقضِ على العهد سوى نصفه تقريبًا.

ومن هذه الزاوية بالتحديد يمكن النظر إلى المشاكل الحاصلة على الساحة السياسية المحلية وإلى تداعياتها، التي تُترجم تراشقًا غير مسبوق على صفحات التواصل الإجتماعي، وهو ما لم تشهد الحياة السياسية في لبنان مثيلًا له، حتّى في أحلك الظروف، حيث لم يخرج التعاطي بين المكونات السياسية عن أدبيات عامة باتت في هذه الأيام عملة نادرة، مع ما يرافق هذا التراشق من خفّة تذّكر البعض بخلافات صبية الأحياء والزواريب.

فإذا كانت المحاصصة سمة من سمات الواقع اللبناني المأزوم، وهي ليست بالأمر المستجد في الحياة السياسية اللبنانية، فإن المنطق السليم يقول بأن تتم هذه المحاصصة على قاعدة عدم الإستئثار بـ"حصة الأسد"، لا من قبل هذه الجهة ولا تلك، وبالتالي عدم إلغاء حيثية أي طرف، بغضّ النظر عن أحقية ما يرمي إليه البعض أو عدم أحقيته، فيُعطى كل ذي حقّ حقّه بالقسطاس، وبحدّ أدنى من العدالة التساووية، وفقًا لنسبية تمثيل هذا أو ذاك من مكونات المجتمع السياسي، وليس على قاعدة ما هو لي هو لي وحدي وما هو لك هو لي أيضًا.

لا نقف، في هذه الزاوية، مع هذا ضدّ ذاك، ولا مع ذاك ضد هذا، ولكن من منطلق الحرص على ألاّ تبقى إهتمامات البعض محصورة أومحاصرة في شباك ممزّقة، في الوقت الضائع، الذي يُخشى معه أن تضيع الفرص المتاحة، وألاّ يستطيع لبنان المرور من خرم إبرة تُخاط بها خارطة جديدة للمنطقة لا يُحسب فيها أي حساب للحلقة الأضعف في سلسلة المصالح الدولية والإقليمية الكبرى، وقد يكون لبنان أضعف هذه الحلقات.



المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك