Advertisement

لبنان

أستانة.. استعاضة عن لقاءات سياسية رفيعة المستوى بين لبنان وسوريا

هتاف دهام - Hitaf Daham

|
Lebanon 24
28-06-2019 | 06:45
A-
A+
Doc-P-601841-636973268174438392.jpg
Doc-P-601841-636973268174438392.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا شك أن مباحثات أستانة شكلت مساراً سياسياً دولياً واقليمياً في وجه مسار جنيف، الذي انخفض وهجه لصالح المثلث الروسي – التركي – الإيراني. فاستطاعت إحداث التواصل والتنسيق ما بين الدول الثلاث السابقة الذكر، وأنجزت ما يسمى بمناطق خفض التصعيد علما أن انجازاتها بقيت متواضعة. فمناطق خفض التصعيد (ادلب) تشهد تصعيد ما بين القوى السورية والتركية.
Advertisement

ومع ذلك يتطلع الكثير من المراقبين إلى أن تحقق مفاوضات العاصمة الكازاخية في تموز المقبل تطوراً عملياً وخرقاً جدياً في إنجاز الاتفاقات؛ فخسارة الرئيس التركي رجب طيب اردوغان للانتخابات البلدية في مدينة اسطنبول، ستضعه امام لحظة حسابات جديدة تجعله أقرب إلى ايران وروسيا ويجعل مسار استانا موضوعاً على سكة التفعيل.

قبل زيارة الموفد الرئاسي الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف لبنان وتوجيهه دعوة إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال للمشاركة في مؤتمر استانا المخصص للتفاوض حول الوضع في سوريا، كان البيان الختامي للجولة الـ12 للدول الضامنة قد أشار إلى دعوة الدول المجاورة لسورية (العراق ولبنان والاردن) للانضمام إلى هذه المفاوضات، خاصة وأنها تعرضت من جراء الازمة السورية إلى تهديدات أمنية من تنظيمات إرهابية كما انها استقبلت النازحين واحتضنتهم لسنوات طوال، وتحملت التداعيات الكارثية لمشلكة النزوح من النواحي كافة وعلى مستوى البنى التحتية وقطاع العمل. كل ذلك بالتوازي مع تأكيد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ضرورة عودة اللاجئين السوريين إلى بلادهم، خاصة وأن الحكومة السورية تسيطر على معظم أراضي البلاد.

بالشكل، فإن مشاركة لبنان في مؤتمر أستانا تشكل إطلالة غير مباشرة على الأزمة السورية، تؤكد مصادر مطلعة لـ"لبنان 24". فلبنان على وجه الخصوص دفع ثمناً غالياً من جراء تبعات الحرب السورية على الصعيد الامني (الارهاب) وعلى صعيد أزمة النازحين التي ترخي بظلالها واثارها السلبية على الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وبالتالي فإنه معني بالاستقرار السوري، وبوضع حد لقضية النزوح بضمانة تركية – روسية -إيرانية، وبملف إعادة الإعمار وبترسيم الحدود مع سوريا خاصة البحرية المتصلة بملفي النفط والغاز. فموسكو تلقت طلبا لبنانيا للعب دور الوسيط في مسألة ترسيم هذه الحدود.

إن حضور لبنان منصة استانة ولو بصفة مراقب سيجعله على تماس مع كل الوقائع السابقة الذكر لجهة حماية مصالحه بطريقة مباشرة وغير مباشرة فهو سيستفيد من الضامنين الثلاث وخاصة موسكو المعنية لبنانيا بكل الملفات، وتقف على مسافة واحدة من الأحزاب والقوى السياسية، فضلاً عن انقرة الشريك في النفط عبر قبرص التركية، لا سيما وان المؤتمر الاقليمي للغاز الذي عقد في القاهرة تحت عنوان منتدى للغاز في شرق المتوسط استبعد كل من بيروت ,Hنقرة ودمشق.

وسط ما تقدم، فإن منصة استانا، بحسب المصادر عينها، ستفتح المجال للبنان الرسمي عبر ممثليه (لم يحددوا بعد) لقاء ممثلي القيادة السورية بطريقة غير مباشرة، وهذا من شأنه أن يخلق فرصة ايجابية لعودة النازحين عبر مبادرة دولية لا أحادية تشارك فيها الامم المتحدة وموسكو وانقرة وايران، وإن كانت هذه الحسابات التفاؤلية تفترض أن تحسن الدولة اللبنانية من الاستفادة من حضورها.

وبعيداً عن تفاؤل البعض بمشاركة لبنان في منصة استانا، غير أن ثمة من يرى أن واشنطن لن تكون مسرورة بالحضور اللبناني وقد تعتبره خروجا عن آلية جنيف، خاصة وأن الموفد الروسي اخبر من التقاهم من سياسيين لبنانيين اعتراض الولايات المتحدة على دعوة لبنان الى المؤتمر، هذا فضلاً عن أن الواقع يشير إلى أن معضلة النزوح لا تزال مستعصية عن المعالجة، فهي تنتظر الحل السياسي للازمة السورية والذي يبدو أنه بعيد وصعب التحقيق بسبب التجاذبات الدولية حيال الوضع السوري. فالمجتمع الدولي يرفض عودة هؤلاءفي سياق خطة، يعتبر المقربون من النظام السوري، أنها تستهدف الانتخابات الرئاسية السورية.

 


المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك