Advertisement

لبنان

لماذا أصبحت المصالحة بين جنبلاط والحريري ضرورية؟

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
01-07-2019 | 02:08
A-
A+
Doc-P-602568-636975653749962254.jpg
Doc-P-602568-636975653749962254.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger

هي ليست "رمانة ولكن قلوب مليانة". هكذا علّقت بعض الاوساط السياسية في مجالسها الخاصة على الحادثة التي وقعت أمس في الجبل، ورغم عبارات الاستنكار التي أطلقها بعض المسؤولين بهدف التهدئة، الا أن الواقع لم يكن يساع للاختباء خلف اصبع الأسف، فما حصل فتح شهية المراقبين للبحث في الوضع السياسي لرئيس الحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط وطبيعة تحالفاته اليتيمة التي انحصرت مؤخرا مع رئيس مجلس النواب نبيه بري و"القوات اللبنانية" في بعض الخطوط السياسية العريضة.

 

فهل أصبح الرجوع عن درب الخصام مع الرئيس سعد الحريري فضيلة؟

 

ووفق معلومات حصل عليها "لبنان 24" فإن الرئيس برّي عمل جاهداً لإتمام المصالحة السياسية بين جنبلاط والحريري، حيث أشارت المصادر الى أن اتصالات كانت قد جرت بشكل مباشر بين الطرفين في اليومين الماضيين من أجل عقد لقاء يعيد ترتيب ما أفسدته السجالات الحادة في الاشهر السابقة.

 

وبحسب المصادر فإن جنبلاط يسعى لتقريب موعد اللقاء لأنه يدرك جيدا اهمية هذه المصالحة الاستراتيجية والتي ستساعد على اعادة بناء العلاقة مع الحريري لا سيما بعد خصامه السياسي مع كل من "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" والذي أدّى الى محاولة تحجيم دور "بيك الجبل" واوحى بنيّة مبيّتة الى عزله سياسيا خصوصا وأن دائرة الخصوم من حوله قد اتسعت فحملته نحو ضفّة بعيدة كل البعد عن ضفّة "التسوية الرئاسية" ومنافعها.

 

من جهة اخرى، فإن تعميق الخلاف بين الحريري وجنبلاط سترتدّ انعاكاساته السلبية على منطقة "الشوف" والمكونة من خليط من الطوائف بنسبة الثلث لكل من الطائفة السنية والمسيحية والدرزية، ما يعني أن خلافه مع "المستقبل" و"الوطني الحر" سيشكّل عليه خطراً انتخابيا كبيرا في المراحل المقبلة وسيضعه في مأزق حقيقي في "الشوف".

 

لا يستطيع جنبلاط خوض معاركه داخل الحكومة بنفسه، لأنه لا يمتلك سوى وزيرين، وبالتالي فإن خلافه مع العديد من القوى السياسية سيجعل من النائب طلال ارسلان الحلقة الاقوى، نظرا لعلاقته الجيدة مع هؤلاء الأفرقاء باستثناء "المستقبل" وبالتالي فإن كان ينوي جنبلاط كفّ يد الوزير جبران باسيل عن العديد من الملفات، كملف التعيينات مثلا، يبدو أنه مضطراً للتعاون مع الحريري من أجل ضمان القوة السياسية القادرة على تبنّي معاركه الداخلية.

 

مما لا شك فيه ان تحالف برّي - جنبلاط يفيد الأخير في حراكه السياسي على كافة الجبهات، الا انه وفي نهاية المطاف لا يستطيع أن يعتبر هذا التحالف مفروغاً منه، لأن اولوية بري الاساسية هي عدم الاختلاف ابدا مع "حزب الله" لذلك فإن جنبلاط يحاول استعادة علاقته بالحريري لبناء حلف قوي يمتلك هامشاً من الحركة السياسية في علاقته بـ "حزب الله" او "الوطني الحر".

 

بات واضحاً أن "حزب الله" لا ينوي مهادنة جنبلاط او انهاء الخلاف معه على المدى المنظور، لكن المايسترو الوحيد على مسرح التجاذبات الحالية هو الرئيس سعد الحريري والقادر على ترطيب الاجواء بين جنبلاط والوزير جبران باسيل، حيث أن التصعيد الذي بلغ ذروته في الاسابيع الاخيرة من بيك المختارة، وصفه البعض برسالة لطيّ صفحة الماضي مع "الوطني الحر" الأمر الذي لا يمكن ان يحصل دون المرور بطريق الحريري المعبّدة.

 

 

 

Advertisement
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك