Advertisement

لبنان

قوة باسيل في ضعفه.. فهل هذا ما يخشاه "حزب الله"؟

ايناس كريمة Enass Karimeh

|
Lebanon 24
03-07-2019 | 01:30
A-
A+
Doc-P-603360-636977380265574309.jpg
Doc-P-603360-636977380265574309.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ما يزال الهدوء الحذر يخيّم على الأجواء الداخلية في لبنان، حيث أن أحداث "الجبل" الأخيرة لم تخمد بعد نيرانها وذلك بفعل تضارب الروايات من حولها، الا أن وزير الخارجية جبران باسيل يبدو بموقف صعب أمام معظم القوى السياسية التي باتت عاجزة عن إخفاء امتعاضها من أداء الاخير فخرجت بغالبيتها عن صمت المُجبر مطلقة انذار الخطر. 
Advertisement

وبعد أن اعلن معظم ابناء طرابلس رفضهم زيارة باسيل التي كانت مقررة في السابع من شهر تموز الجاري، كتعبير عن استنكارهم للخطاب الطائفي الذي بات ينبش في ذكريات مريرة، وغالباً ما يجنح نحوه رئيس "التيار الوطني الحر" في مجمل جولاته، يبدو أن باسيل يدور في فلك منفصل عن فلك الرأي العام مستغلاً العداوة التي تبديها تجاهه بعض المناطق اللبنانية ليشدّ عصب قاعدته الشعبية ويدعّم وجوده مسيحياً على الساحة المحلية. 

يظن الوزير باسيل أنه ومن خلال قراءته الانتقائية للتاريخ اللبناني، يستطيع أن يستفيد من بعض السيناريوهات القديمة، فينقلها الى الحاضر علّها تكون سهماً يصيب الهدف في الشارع المسيحي، فيحاول ان يكرر تجربة حزب "الكتائب" في حقبة السبعينات، حين تمّ عزله سياسيا آنذاك فعمل على رفع اسهمه من خلال استجرار التعاطف المسيحي. وحيث أن اشتباكه الاخير قد حصل مع الحزب "التقدمي الاشتراكي" الذي لا يحظى بشعبية مسيحية، فإن ذلك وبحسب الحسابات "الباسيلية" من شأنه أن يمنحه هامشاً للمناورة في خطابه الطائفي والمناطقي مدعوماً بغطاء مسيحي بحجة استعادة الحقوق! 

مما لا شك فيه انه وبعد الانتخابات النيابية الاخيرة، وضع باسيل نصب عينيه منطقة "الجبل" معتبراً أن تقدّمه مسيحياً فيها سيقدّم له نائبين مسيحيين اضافيين في الاستحقاق النيابي المقبل، لذلك فهو يحاول تشكيل تكتّل في المنطقة ليضمن الفوز الساحق، ويبدو أنّ الخضّة السياسية التي حصلت في الايام الماضية ستسهل على باسيل معركته ذلك أنه سيسعى الى تقريشها شعبياً معوّلاً على الدعم المسيحي من جهة واختلال الوحدة الدرزية من جهة اخرى. 

في سياق متصل، لا يوفّر باسيل فرصة الا ويحاول فيها أن يظهر ضعف خصومه، فعلاقته الجيدة بالرئيس سعد الحريري يجري تسويقها على أسس باطلة، حيث أن الترويج الاعلامي حول ملف التعيينات على سبيل المثال، والحديث عن مدى تأثير باسيل على قرارات رئيس الحكومة، من شأنه أن يعزز موقع الاول أمام الرأي العام، ويمنحه شرف البطولة في استعادة حقوق المسيحيين، تلك العبارة التي لم يتوقف عن ذكرها في كل زمان ومكان، والتي يتمسك بها ابناء الطائفة نفسها الذين ما لبث أن تسرّب الى نفوسهم الشعور بالغبن لطالما اراد باسيل أن يقنعهم بذلك في اكثر من مناسبة! 

وبالعودة الى علاقة باسيل المتشنجة مع سائر القوى السياسية، لا بدّ من التوقف عند جبهة الحلفاء، حيث ان "حزب الله" ووفق معلومات لـ "لبنان 24" لن يقبل تحت اي ظرف كان بحصار باسيل لأسباب عديدة، أحدها ايجابيّ وهو المتعلق بحبل التحالف المتين الذي يربط بين الطرفين، وآخر متصل بعدم رغبة الحزب عزل رئيس "التيار الوطني الحر" على اعتبار أن ذلك من شأنه أن يضاعف قوته مسيحيا ويدفعه بحسب المصادر نحو خطاب اكثر تطرّفاً من الذي يمضي به حاليا، ما سيحرج "حزب الله" امام بيئته التي باتت ترفع الصوت بوجه تصرفات الحليف حين اصبحت تطال وجودهم وتقضم جزء من حقوقهم. 

ليست المرة الاولى التي يخوض فيها رئيس "التيار الوطني الحر" معارك شخصية مع القوى السياسية في لبنان، فاشتباكه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري فتح النار في الشارع اللبناني، حين جرى استدراج مناصري "حركة امل" الى اطلاق الرصاص على مبنى "ميرنا الشالوحي" الأمر الذي ساهم في تعزيز مكانة باسيل في شارعه الذي نقله من رتبة نائب الى زعيم قوي صوّر نفسه على انه يواجه وحيداً مؤامرة كونية ضد مشروع الاصلاح والتغيير! 
المصدر: خاص "لبنان 24"
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك