Advertisement

لبنان

"نانسي" و"نور"حُرمتا من كلمة "بابا"... هذه عيّنة من مأساة عائلات القضاة الشهداء

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
14-07-2019 | 01:45
A-
A+
Doc-P-606918-636986892310110604.jpeg
Doc-P-606918-636986892310110604.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في آب المقبل تحتفل "نانسي" بعيد ميلادها العشرين، وفي أيلول تطفىء "نور" نور شمعاتها العشرين أيضاً.
نانسي ونور صبيتان جمعتهما أقدار حزينة ويُتم مشترك وغدر شنيع حرمهما من كلمة "بابا" حتى قبل أن تبصرا النور، لكن جمعتهما أيضاً مع ذوويهما أرادة وعزم وتصميم على كشف الحقيقة لمعرفة "مَن قتل مَن كان يحكم بين الناس بالعدل فإذا بالعدل يخذله ويتلكأ عشرين عاماً".
Advertisement

نانسي هي إبنة القاضي الشهيد عاصم بو ضاهر، ونور شريكتها في اليتم والحسرة، هي إبنة القاضي الشهيد وليد هرموش، والإثنان قُتلا مع زميليهما القاضيين حسن عثمان وعماد شهاب في "المكان الأحب على قلوبهم أي على قوس المحكمة".

عثمان وشهاب وبوضاهر وهرموش هم القضاة الشهداء الذين سقطوا على قوس محكمة جنايات قصر العدل القديم في صيدا عند الساعة الثانية عشرة وعشر دقائق من ظهر يوم الثلاثاء 8 حزيران من العام 1999 على أيدي مجموعة إرهابية مسلحة، نفذ منها إثنان الجريمة ليتواريا بعدها عن الأنظار مع آخرين ولا يزالون حتى اليوم، وليتبين لاحقاً أن أفرادها منضوون تحت لواء "عصبة الأنصار الإسلامية"، وأن المجموعة كانت بإمرة عبد الكريم السعدي الملقب بـ"أبو محجن".

هذه الجريمة غير المسبوقة في لبنان أو العالم والتي هزت هيكل العدل، أحيلت في اليوم الثاني من وقوعها أي في التاسع من حزيران 1999 على المجلس العدلي بمرسوم صدر عن حكومة الرئيس سليم الحص والتي كان يتولى فيها حقيبة العدل الوزير جوزف شاوول.

في جلسة المجلس العدلي التي انعقدت عصر الجمعة في قاعة المحاكمة في محكمة التمييز في قصر عدل بيروت، تساءل الحاضرون وغالبيتهم من أفراد عائلات القضاة الشهداء وعدد قليل من محامي صيدا والجنوب الذين أتوا تضامناً مع أسر الضحايا عن التلكؤ في مسار هذه الجريمة النكراء وعدم إنصاف شهداء أربعة في عليائهم كانوا على الأرض حماة العدالة، كما تساءلوا عن الحضور الخجول "لأولياء العدل" في جلسة المرافعة من قضاة ومحامين وغيرهم وعدم وقوفهم الى جانب "أولياء الدم" بعد انتظار طال عشرين عاماً.

أحد وكلاء الإدعاء القانونيين تدمع عيناه عندما تسأله عما اذا كان التلكؤ متعمداً في هذا الملف، فتختنق الكلمات على لسانه ويجيب بغصة "أن تأتي العدالة متأخرة أفضل من ألا تأتي أبدا"، مضيفاً "هل تتخيلون أن الموقوفين من التابعيتين اللبنانية والفلسطينية الذين كانت محكمة الجنايات يومها تنظر في ثماني دعاوى موزعة بينهم بقوا في قاعة المحكمة، لا بل ساعدوا في حمل ونقل القتلى والمصابين من دون تسجيل أي حالة فرار في صفوفهم على الرغم من أن الفوضى العارمة التي أعقبت الجريمة كانت تسمح لهم بذلك بكل سهولة".
في الرابع من تشرين الأول المقبل وهو اليوم الذي حددته هيئة المجلس العدلي لإصدار الحكم في الجريمة قد تحضر "نور" للإصغاء الى حيثيات الحكم في جريمة قتل والدها، وقد تحضر أيضاً "نانسي" للغاية عينها الا اذا حالت دراستها دون ذلك، فالصبية العشرينية جامعية تدرس "الحقوق".

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك