Advertisement

لبنان

مجلس عدلي أم مجلس أمن دولي؟!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
16-07-2019 | 01:58
A-
A+
Doc-P-607577-636988608074304583.jpg
Doc-P-607577-636988608074304583.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لا يصدّق اللبنانيون "القاعدون" على أعصابهم ينتظرون الفرج الآتي، الذي يبدو أنه لن يأتي بسهولة، أن ما يجري في كواليس المطابخ السياسية هو حقًا من أجل المصلحة العامة ومصلحة الوطن قبل أي شيء آخر، خصوصًا أن ما بين المصلحة العامة والمصالح الشخصية، وهي كثيرة، هوة سحيقة وفرقًا شاسعًا.
Advertisement

فحادثة قبرشمون، بغض النظر عن خلفياتها وما توصلت إليه التحقيقات من نتائج حتى الساعة، وقد تكون ربما مفاجئة للبعض عندما تصدر رسميًا، أوقفت البلاد زهاء أسبوعين وأكثر وجمّدت الحركة فيه، وجعلت من مجلس الوزراء، الذي لم يجتمع حتى ما قبل وقوع هذه الحادثة الأليمة، مجرد صورة، خصوصًا أن بعض الذين يعطّلون أعماله ويشّلون حركته الإنتاجية يحاولون أن يظهروا أمام الرأي العام على أنهم الضحية، وكأن لا عيون تراقب ما يجري ولا آذان تسمع كل هذا الضجيج، الذي يعتقد كثيرون أنه في غير محله، في الوقت الذي يحتاج فيه لبنان إلى كل لحظة للتعويض عمّا فاته لإستلحاق ما يمكن إستلحاقه قبل أن يفوته قطار "سيدر"، الذي يبدو حتى اللحظة أنه الفرصة الوحيدة المتاحة أمام اللبنانيين لبدء مرحلة الخروج من أزماتهم التي تتراكم فوق رؤوسهم، وهي مشاكل إقتصادية في الدرجة الأولى المتأتية من عدم تحمّل المسؤولين مسؤولياتهم كما يجب أو كما يُفترض أن تكون.

فإذا كان موضوع إحالة حادثة قبرشمون على المجلس العدلي أو عدم جواز هذه الإحالة على هذا القدر من الصعوبة أو الإستحالة فقد يكون من الأجدى على المسؤولين اللجؤ إلى مجلس الأمن الدولي للنظر بهذه الحادثة وإتخاذ القرار المناسب في شأنها.

بصراحة لم نعد نفهم كيف يتصرّف هؤلاء المسؤولون، وهم يقرّون ويعترفون بأن البلاد قد أصبحت على شفير هاوية الإفلاس، وهم ينتظرون المنّ والسلوى الآتي من "سيدر"، الذي لن يبصر النور على الأرجح إذا أستمر الأداء السياسي على ما هو عليه، وإذا لم تلمس دول "سيدر" والمجتمع الدولي وصندوق النقد الدولي جدّية لدى هؤلاء المسؤولين، الذين يغرقون بشبر مياه، ولا يعرفون إتخاذ الإجراءات الكفيلة بوقف هذا النزف، الذي بات يهدّد الجسم اللبناني بأكمله.

 فمن يراقب المواقف الأميركية من الوضع اللبناني الداخلي، على رغم تشديد بعض المسؤولين الاميركيين على أهمية الحفاظ على الإستقرار الداخلي، مع ما في كل هذا من تناقص واضح، إذ أن من يريد الحفاظ على الإستقرار لا يقدم على ما أقدم عليه لجهة العقوبات التي فرضها على بعض القيادات في "حزب الله"، وهو يعرف تمام المعرفة مدى الأذى الذي يمكن أن يتسبّب به داخل المجتمع اللبناني المرّكب والمعقدّ بتشعباته وتركيبته المتداخلة فيها مصالح تأتي في طليعتها الطائفية والحزبية والمناطقية.

فقليل من التواضع وكثير من العمل المجدي والصامت، هذا ما يطالب به المواطنون العاديون، الذين لا همّ لهم سوى التخفيف عنهم مما يعانونه يوميًا من ضائقة إقتصادية، وقد يكون آخر همّهم إذا حولت حادثة قبرشمون إلى المجلس العدلي أم لم تُحّول.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك