Advertisement

لبنان

"الطائف" في جدة

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
16-07-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-607608-636988661829630647.jpg
Doc-P-607608-636988661829630647.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ليس غريبًا لا على العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، وهو الذي قضى ردحًا من الزمن في ربوع لبنان، ولا على رؤساء الحكومات السابقين: نجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة وتمام سلام، وهم الذين خبروا ما في الحكم من صعوبات، أن يكونوا جميعًا مجمعين على أهمية إتفاق الطائف وضروة تطبيقه بروحيته واهدافه، إذ لولاه لما سكت المدفع ولكانت مآسي اللبنانيين أكبر بكثير مما هي عليه اليوم.
Advertisement
 
فأتفاق الطائف أساس لبقاء لبنان بصيغته الفريدة، التي لا يزال العالم يعتبرها عبرة لتعايش أبنائه بين بعضهم البعض، وفق ما جاء فيه من تحديد لصلاحيات الرئاسات الثلاث الممثِلة لشرائح المجتمع اللبناني بتركيبته المنتظمة تحت سقف الدستور، بحيث أن لكل من هذه الرئاسات صلاحيات وخصائص تصب كلها في إطار الإنصهار الوطني، إذ أن لكل طائفة من طوائفه الكبرى، وتدرجًا لسائر الطوائف، دورًا تكامليًا ومحوريًا لقيامة دولة المؤسسات الدستورية ولشرعية واحدة لا تعلوها أي شرعية أمر واقع أخرى، أيًا تكن المبررات والظروف التي تملي قيام هذه "الشرعيات"، على حساب الشرعية الوحيدة، التي تبقى الملاذ الوحيد لجميع اللبنانيين، الذين باتوا مقتنعين أكثر من أي وقت مضى بأن لا خلاص لهم إن لم يتمسكوا بها ويساندونها ويقوّون من عضدها، خصوصًا المؤسسات الأمنية، التي تبقى الضمانة لوحدة لبنان.
 
فإستقبال العاهل السعودي لثلاثة رؤساء حكومات سابقين ليس أمرًا عاديا، بل إستثنائي، في ظرف إستثنائي، وأن ما أثير في هذا اللقاء، الذي تبعه آخر مع وزير الخارجية السعودي، من مواضيع بالغة الأهمية هو على قدر عالٍ من المسؤولية، خصوصًا أن لقاء جدة كان مناسبة لإعادة تأكيد المؤكد، وهو ما حرص الملك سلمان على التشديد عليه، أي أن علاقة المملكة العربية السعودية بلبنان هي علاقة تاريخية وغير ظرفية، وأنها تحرص على إستقراره ودوره العربي وإزدهاره والعمل على مساعدته لكي يتخطى المرحلة الصعبة بأقل خسائر ممكنة، وذلك بالعمل على تفعيل المشاريع، التي سبق للمملكة أن أقرّتها، وهي تنتظر إشارة الإنطلاق، التي باتت قريبة بعدما أعطى الملك تعليماته للمعنيين في الديوان الملكي لتحريك هذه المشاريع والتنسيق مع الحكومة اللبنانية تمهيدًا لوضعها موضع التنفيذ، الأمر الذي يمكن أن يتزامن مع بدء مفاعيل مؤتمر "سيدر"، المعّول عليه لبنانيًا، والذي يتطلب إصلاحات مالية وإقتصادية وإدارية ملحّة وعاجلة.
 
ولم ينس الملك سلمان أن يذكّر بالأيام الجميلة التي أمضاها في لبنان في صباه، وقبل أن تندلع الحرب اللبنانية، وهو أبدى رغبته بزيارته قريبًا، الأمر الذي يعني أنه أعطى الضوء الأخضر لأكبر عدد من أبناء المملكة لزيارة "البلد الذي يحبونه"، والذي يشعرون فيه أنهم في بلدهم الثاني، مما يؤشّر إلى أن ما تبقّى من فصل الصيف سيكون عامرًا بالمصطافين العرب، وفي طليعتهم السعوديون، وهذا ما ينتظره اللبنانيون، الذين يصرّون على أن تبقى إرادة الحياة أقوى من إرادة الموت.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك