Advertisement

لبنان

الحقّ على مَن... "الطليان" أم الهنود الحمر؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-07-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-608375-636990415242422969.jpg
Doc-P-608375-636990415242422969.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بغض النظر عن أحقية القرار الذي إتخذه وزير العمل أو عدم أحقيته، وفي ذلك أكثر من وجهة نظر بين من يؤيده ومن يعارضه، فإن ردّة فعل الفلسطينيين أعادت أجواء التشنج من جديد ووضعت الحكومة في موقف لا تُحسد عليه، وهي الواقعة بين شاقوفين: الأول أن ما إتخذه وزير العمل قانوني مئة في المئة، والثاني أن لبنان في غنى عن أي خضّة سياسية أو مالية بعدما هدّد أصحاب رؤوس الأموال من الفلسطينيين بسحب ودائعهم من المصارف اللبنانية، والتي تُقدّر بنحو مليار دولار، الأمر الذي يدخل الميزان الإئتماني في دوامة فقدان السيولة، خصوصًا أن لبنان يجهد للتقليل من مضار العقوبات الأميركية المفروضة على قيادات من "حزب الله".
Advertisement

والأخطر من كل ذلك أن هذه الأجواء المشحونة فتحت شهية البعض على مواقع التواصل الإجتماعي في تحميل الفلسطينيين مآسي كل لبنان، وهي مواقف وصفها البعض بـ"العنصرية"، وذلك لما تضّمنته من تعابير كان اللبنانيون قد تخطّوا ظروفها، خصوصًا أنه سبق أن سُجل، وللمرّة الأولى، إجماع لبناني على رفض "صفقة القرن" لما فيها من إجحاف في حق الفلسطينيين، وكذلك على رفض التوطين والدفاع عن حق الفلسطينيين في أن يكون لهم وطن مكتمل المواصفات السيادية على أرضهم.

وحيال هذا الوضع المتوتر والمتأزم نشطت حركة الإتصالات على أعلى المستويات لإستيعاب ما حصل وحصر التوترات في حدود ردّات الفعل، التي يعتبرها البعض عفوية وتلقائية، وذلك قطعًا للطريق أمام المصطادين في المياه العكرة، خصوصًا أن وزير العمل أبدى مرونة لجهة التعاطي مع الموضوع بعقلانية وبعيدًا عن المزايدات، بحيث يأتي أي حل ممكن لمصلحة لبنان والفلسطينيين على حدّ سواء، وعودة الأمور إلى مسارها الطبيعي، وهذا ما يؤمل الوصول إليه في الأيام المقبلة على أساس فتح قنوات التواصل بين المسؤولين اللبنانيين والمسؤولين الفلسطينيين في الداخل والخارج، مع التذكير بأن لبنان لم يألُ جهدًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية في المحافل الدولية في وجه أطماع العدو الإسرائيلي، الذي لا حدود لأطماعه.

فالقضية المحقة للشعب الفلسطيني هي مقدسة بالنسبة إلى اللبنانيين، الذين يبدو أنهم غير مستعدين للتنازل عن قناعاتهم لمجرد حصول إشكالات ناجمة عن سوء تصرّف أو تقدير من أي طرف كان، الأمر الذي يؤكد متانة العلاقة اللبنانية – الفلسطينية القائمة على الإحترام المتبادل وأحقية الإعتراف بالحق الفلسطيني وقضيتهم المحقّة، مقابل الإعتراف من قبل الفلسطينيين بسيادة لبنان على أراضيه وحقّه في الحفاظ على القوانين وتطبيقها من دون أن يؤدي ذلك إلى تعكير الأجواء، التي تصبّ في النهاية في خدمة المشروع الإسرائيلي الإستيطاني والتوسع على حساب السيادة الفلسطينية.

 



المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك