في 26 تموز من العام 2015، منع أهالي بلدة برجا – إقليم الخروب (الشوف)، تمرير مطمر للنفايات في منطقة سبلين المحاذية لهم، ضاربين بذلك القرار السياسي الذي قضى بإتمام هذا المشروع آنذاك. ومنذ ذلك الحين، دخلت منطقة الشوف وعاليه وبيروت في أزمة نفايات مستفحلة بعدما عجزت الدولة عن إيجاد حلول بديلة وبيئية.
وبعد مرور 4 سنوات على "معضلة" النفايات التي لم يتم إيجاد حلول دائمة لها، ومع افتتاح مطمر الكوستابرافا في العام 2016، عادت الدولة لتقع في فخ عودة النفايات إلى الشوارع من جديد، حيث بات المطمر يختنق بسبب ضعف قدرته الاستيعابية. ولذلك، بدأ التلويح قبل أيام بإقفال الكوستابرافا أمام نفايات جبل لبنان وبيروت، باستثناء نفايات الضاحية والشويفات. الأمر هذا فسرته مصادر سياسية متابعة بأنه "تهويل لا أكثر وراح باتجاه المناكفات السياسية"، في حين رأت أنّ "التصعيد باتجاه إقفال الكوستابرافا هو للضغط على الناس باتجاه قبول خيار المحارق كحلّ نهائي وجذري".
تقول مصادر سياسية متابعة للملف لـ"لبنان24" أنّ "سلسلة اتصالات أجريت خلال اليومين الماضيين بين عدد من المسؤولين، أفضت للإتفاق على نقل نفايات الشوف – عاليه إلى مطمر الكوستابرافا إبتداءً من يوم غد الجمعة". كذلك، قالت مصادر في شركة "سيتي بلو" لـ"لبنان24" أنّ "الخطّة تقضي بعودة العمل على نقل هذه النفايات إلى الكوستابرافا مباشرة وذلك لمدّة شهر من الآن".
كذلك، فإن مصادر إتحاد بلديات الضاحية أكدت لـ"لبنان24" فتح المطمر لشهر، مشددة على أن "الإتحاد سيتراجع عن هذا القرار في حال لم يجد جدّية في المعالجة لدى الحكومة".
وأشارت المصادر إلى أن "إعلان الإقفال جاء لوضع الحل على السكة الصحيحة، وإحداث ثغرة في جدار أزمة النفايات"، مجددة التأكيد على أن "هدف هذا القرار لم يكن سياسياً أو مالياً".
وأبدت المصادر "تجاوب الإتحاد وتعاونه مع الحكومة، بعد هذا الشهر، في حال لمست الجدية المطلوبة".
وعلم "لبنان24" أنّ "اجتماعاً سيعقد صباح غد الجمعة في وزارة البيئة مع الوزير فادي جريصاتي ونواب كتلة لبنان القوي للبحث بملف النفايات، ودعوة الحكومة لاتخاذ قرار بالسير بخطة الوزارة التي أعدها جريصاتي".
ماذا عن إقليم الخروب؟
وخلال الأمس واليوم، عاش إقليم الخروب هاجس عودة مشاهد النفايات إلى الشوارع فيه، في ظل استشعار الأهالي خطر إعادة طرح منطقتهم لإنشاء مطمر ومحرقة للنفايات ضمنها. تشير مصادر وزارية متابعة للإتصالات إلى أنّ "آخر المعلومات تشير إلى أنّ هناك اقتراحات عديدة طًرحت للبحث مؤخراً، من بينها طرح إعادة فتح مطمر الناعمة في حال تمّ إقفال مطمر الكوستابرافا ريثما يتم إعتماد الحل الجذري المطروح في وزارة البيئة، وهو إقامة معامل تفكك حراري". ومع هذا، فإن المطلوب أيضاً تعاون إتحادات البلديات فيما بينها بغية إيجاد حلول مشتركة.
من جهتها، تقول مصادر في الحزب التقدمي الإشتراكي لـ"لبنان24" أنّه "لا موافقة على إنشاء مطمر ومحرقة في منطقة الإقليم بتاتاً، وهذا ما يؤكد عليه رئيس الحزب النائب السابق وليد جنبلاط"، موضحة أنّ "ملف النفايات يجب أن يسير ضمن خطة جذرية قائمة على الحلول المستدامة".