Advertisement

لبنان

الوضع مهتز.. ملاك وزارة الخارجية لم تُراعَ فيه المناصفة؟!

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
02-08-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-613053-637003342446847327.jpeg
Doc-P-613053-637003342446847327.jpeg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
شئنا أم أبينا فإن مناخ التعددية الطائفية التي تعتبر ميزة لبنان وثروته ليست في افضل حالاتها هذه الايام لا سيما بعد سلسلة المواقف والممارسات من بعض القوى السياسية التي لم توفر مناسبة أو استحقاقاً الا وهزت فيه حبلاً من حبال الدستور المنبثق عن اتفاق الطائف، مما شكل بتراكماتها حالة من عدم الرضى بين مكونات الوطن في علاقاتها في ما بينها وحتى عدم رضى ضمن المكون الواحد حيث بدت اشارات الـ" مع" والـ" ضد" تعود لتلوح براياتها.
Advertisement
 
وقد شهدنا مؤخراً على المناخ الذي ارخاه اللغط الحاصل حول المادة 80 من موازنة العام 2019 والاطار الذي وضعت فيه لناحية الخلل الميثاقي في اعتماد نتائج المباريات التي تناولتها، وما تبع ذلك من قيام رئيس الجمهورية من توجيه رسالة الى المجلس النيابي يطلب بموجبها تفسير نص المادة 95 من الدستور اللبناني معطوفة على الفقرة"ي" من مقدمة الدستور، وطلبه اتخاذ موقف او اجراء او قرار بشأنها، مع العلم ان الدستور منح رئيس الجمهورية، بموجب المادة 57 منه، حق اعادة القانون الى مجلس النواب في حال وجد فيه خللاً، وذلك بعد اطلاع مجلس الوزراء، الامر يجعل من اللجوء الى أي اجراء آخر في غير محله الدستوري، هذا عدا عن أن تفسير الدستور لا يمكن أن يكون بقرار أو باجراء وانما بقانون دستوري نظرا إلى ما ذلك من تداعيات قد تجعل من القرار أو الاجراء في حال حصوله "عرفاً" يعبد الطريق امام تعديلات أخرى.
 
بالطبع هذا لا يعني أن اعتماد نتائج المباريات يتضمن مخالفة ميثاقية كون النتائج صادرة عن مجلس الخدمة المدنية المشهود له بنزاهته وشفافيته، وبالتالي لا مجال للخطأ فيها أو حتى الاعتراض عليها، كما انها لم تكن الا في الاطار الذي اقتضته مستلزمات عمل الادارات المعنية بها والا لما تم اجراؤها،هذا عدا عن أن أي سقوط لمفاعليها نتيجة مرور الزمن لا يمكن أن يحصل لولا حصول ممارسات تعطيلية تجاوزت حد السلطة.اضف الى ذلك كله أن الخلل الميثاقي الحقيقي هو في مخالفة المادة 12 من الدستور التي نصت على حق كل لبناني في تولي الوظائف العامة لا ميزة لأحد على الآخر الا من حيث الاستحقاق والجدارة وفق الشروط التي ينص عليها القانون.
 
بكل حال تبقى علامة استفهام كبيرة تطرح اليوم حول النبرة العالية السياسية التي حملت عنوان "المناصفة الفعلية"، في حين أننا لم نجد ترجماتها مثلاً في نتائج مباريات وظائف الفئة الثالثة في السلك الخارجي في ملاك وزارة الخارجية في السنوات الاخيرة، والتي كان آخرها في العام 2018 التي اتت بعيدة كل البعد عن أي شكل من اشكال المناصفة على ما يحمل ذلك من مؤشرات قد يؤدي التمادي فيها ربما الى اصابة خاصرة العيش المشترك القائم على المشاركة بين جميع ابناء الطوائف في بناء الدولة وتوفير الامن والاستقرار والعيش الكريم لهم، وليس على تقاسم المغانم والنفوذ لتقوية الانتماء الطائفي على حساب الانتماء الوطني .

ميرفت ملحم (محام بالاستئناف)
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك