ليست إتفاقية التعاون التي وُقعت أمس، بين جامعة سيّدة اللويزة (NDU) ومركز SKILD الأولى من نوعها في لبنان وحسب، بل تتخطى ميزاتها الفرادة والريادة، فتستحق رتبة رسالة السلام والمحبة والأمل...وهذه أسمى الرتب الإجتماعية والإنسانية!
للأسف، ليست ثقافة الدمج معممة في لبنان بشكل كبير. ما زال أصحاب الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، بما فيها الصعوبات التعلمية، يعانون. هم، وأهلهم، في أغلب الأحيان. قد تتعدد أوجه التحديات التي يواجهها هؤلاء، لكنّ مقدار الألم الذي تتركه يتشابه ويتساوى. هذه المعطيات تقابلها وقائع تستدعي الفرح والتمسك بالأمل: لبنان يسير على الدرب الصحيح في هذه الرحلة، وما هذه الاتفاقية إلا برهاناً.
في مذكرة التفاهم التي جمعت صرحاً جامعياً عريقاً ومؤمناً بالإنسان كإنسان (NDU)، ومركز الأطفال الأذكياء ذوي الاختلافات التعلّمية الفردية (SKILD) الذي يرى في كلّ فرد مهارة ويدعو إلى حياة أساسها المحبة من دون قيد أو شرط، مشاريع مختلفة تصبو كلّها إلى تحقيق هدف "الدمج".
في حديث خاص لـ "لبنان24"، يشرح مدير مركز SKILD التنفيذي الدكتور نبيل قسطه، أنّ المشروع يقضي بإنشاء مكتبٍ تمثيلي خاصّ بالجامعة والمركز في حرم الجامعة الأساسيّ لخدمة طلّاب جامعة الـNDU القدامى والجدد ذوي الاحتياجات التعلّميّة الخاصّة، بالإضافة إلى إنشاء مركزٍ خاصّ بالجامعة وبمركز سكيلد يُقدّمُ الدعمَ لمجتمع كسروان الأوسع نطاقًا".
ولـ SKILD مركزٌ يقع مقرّه في منطقة المنصورية حيث يتمّ استقبال الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة من عمر 2 إلى 18 سنة ويقدّم لهم خدمات الرعاية والدعم والتشخيص والعلاج على مختلف الأصعدة. ويضطلع المركز الذي افتتح في العام 2011 بمهمة نشر التوعية في أكثر من 16 مدرسة رسمية وخاصة في لبنان بهدف تعميم فلسفة الدمج الأكاديمي، كما أنه يضع الخطط والاستراتجيات التي تساعد على الدمج في المدارس، ويقدّم نصائح من شأنها أن تسهّل على المعلّمين والأهل التعامل مع هؤلاء التلامذة.
ويكشف د. قسطه أنّ الهدف من التعاون مع الـ NDU هو جعل رعاية الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة مستدامة: "نسعى إلى متابعتهم بعد بلوغهم سنّ الـ 18 أيضاً كي نساعدهم على الدخول إلى جامعاتنا والتفوّق في المواد التي يدرسونها".
ويشير مدير SKILD إلى أنّ ما يجمع الجامعة والمركز هو ذلك الإيمان المشترك بأحقية كلّ فرد في التعلّم، قائلاً:"نحن من ضمن المؤسسات التي تؤمن بمشروع الدمج الإجتماعي والأكاديمي وبخاصة على المستوى الجامعي، كما أنّ كلانا يشترك بهدف نشر المحبة تجاه جميع الناس على اختلافاتهم".
ولا يخفي د. قسطه أنّ هذا التعاون يحاكي الجهود التي يبذلها القصر الجمهوري وتحديداً رئيسة الهيئة الوطنية لشؤون المرأة اللبنانية كلودين عون روكز لتحويل لبنان بلداً دامجاً يعطي الجميع فرصاً متساوية للعلم.
إذاً، سوف يضطلع المكتب التمثيلي الخاصّ بالجامعة والمركز الموجود في في حرم الجامعة الأساسيّ بمتابعة الطلاب القدامى والجدد ذوي الاحتياجات التعلّميّة الخاصّة ويوّفر لهم كلّ الدعم اللازم من أجل إنهاء الدراسة من دون أي صعوبات. أما المركز الرديف لمركز المنصورية فسوف يستهدف أهالي منطقة كسروان من جميع الأعمار ويقدّم الخدمات ذاتها، ومن المرتقب أن يفتح أبوابه في أيلول القادم.
لكن لا يخفي د. قسطه أنّ مذكرة التعاون تتضمن أيضاً توفير فرص التدريب لطلّاب الـNDU المُتخصّصين في مجال التعليم (continuous education) بحيث يصبحون قادرين على العمل مع ذوي الاحتياجات الخاصة لاحقاً. أما في المدى البعيد، فيتطلع الطرفان إلى إمكانية الوصول إلى إعطاء ذوي الاحتياجات الخاصة شهادة خاصة بهم.
وكان قد وقّع رئيس جامعة سيّدة اللويزة الأب بيار نجم والسيّد سمير أبي شديد، رئيس مجلس إدارة سكيلد، مذكّرةَ التفاهم.