Advertisement

لبنان

أين هو جبران هذه الأيام؟

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
17-08-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-617337-637016240547226040.jpg
Doc-P-617337-637016240547226040.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ المصالحة الدرزية – الدرزية، التي رعاها رئيس الجمهورية في القصر الجمهوري إختفى الوزير جبران باسيل عن السمع وعن المشهدية السياسية، بإستثناء ظهوره في مهرجان الضبية بمناسبة السابع من آب، وكان ظهوره محصورًا بوحي المناسبة، حيث كان كلامه موجّهًا إلى "الجمهور البرتقالي" من أجل شدّ عصبه، وذلك من خلال تصويبه على "القوات اللبنانية" بالتحديد، لمعرفته بأن هكذا نوع من الكلام يلقى إستحسانًا لدى قاعدته الشعبية، وذلك تمهيدًا لمعركته المقبلة داخل "التيار الوطني الحر"، في ضوء بعض المعلومات التي تشير إلى إمكانية ترشّح شخصية يعتبرها البعض مقرّبة من الرئيس ميشال عون أكثر من الوزير باسيل، خصوصًا أن كلمة "عماد" التيار لا تزال هي المسموعة، وما يقرّره هو لا بدّ من أن يمشي، على الأقربين والأبعدين، مع العلم أن الوزير – الصهر لا يزال الـ Number One لدى "الجنرال" ولا ينافسه على هذه الحظوة سوى بنات "الجنرال".
Advertisement

فلماذا هذا الغياب المفاجىء، وهو الذي كان له في كل "عرس قرص"، خصوصًا أن الحزب التقدمي الإشتراكي، وهو أحد فرقاء المصالحة، أعتبر أن إصرار باسيل على الصعود إلى قمة الجبل كان السبب المباشر لحادثة قبرشمون. فلو لم يصعد إلى الجبل لما كان حدث ما حدث؟

فهل هذا الغياب هو بقرار شخصي من الوزير باسيل، الذي فضّل هذه المرة أن "يقطّش قريعة" إلى حين نضوج ظروف أفضل، في الوقت الذي يستعدّ فيه رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع لزياة الجبل بالتنسيق مع الزعيم وليد جنبلاط، أم أن أحدٍا ما نصح باسيل بألا يكون في الصورة كثيرًا هذه الأيام وألا يطلق مواقف قد تخرّبط ما يُعمل عليه راهنًا بعد تسوية حادثة قبرشمون، خصوصًا أن مسيرة الحكم لن تستقيم ما لم توسّع مروحة التحالفات، وذلك بضم كل من الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط و"القوات اللبنانية" إليها، الأمر الذي يجعل مهمة الحكم أكثر سهولة من ذي قبل، وذلك إضافة إلى الرئيس سعد الحريري و"حزب الله"، بغض النظر عن العقوبات الأميركية المفروضة على الأخير، وما تعهدّ به رئيس الحكومة للمسؤولين الأميركيين في واشنطن، وهو أمر يحّل بالسياسة أكثر منه بالأمن.

أيًّا تكن الأسباب فإن غياب باسيل وفريقه السياسي عن مسرح الأحداث، ولو لفترة مؤقتة، قد يعطي دفعًا لمصالحة الجبل بنسختها القبرشمونية، وقد يسهّل مهمة رئيس الجمهورية القائمة على تجميع القوى في مسيرة إستعادة الدولة لعافيتها، خصوصًا أن كلًا من الرئيس بري وجبنبلاط وجعجع يفصلون بين علاقتهم برئيس الجمهورية عن علاقتهم بباسيل، وإن كان البعض يرى أنه من الصعب جدًا على احد الإعتقاد أن رئيس الجمهورية يمكنه الإستغناء بسهولة عن "خدمات" باسيل، ولو لفترة محدودة، لأن ما بين الرجلين يتخطّى صلة القربى، على رغم محاولات البعض دفع رئيس الجمهورية لأن يكون على مسافة واحدة من الجميع بإعتباره رئيسًا لجميع اللبنانيين، وهو الحاكم والحكم في آن.
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك