Advertisement

لبنان

كي لا يضيع حق القضاة متى والزعني وحسيكي في "أنسنة الأحكام"

لينا غانم Lina Ghanem

|
Lebanon 24
20-08-2019 | 03:55
A-
A+
Doc-P-618166-637018919121608139.jpg
Doc-P-618166-637018919121608139.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
ضجت منصات التواصل الإجتماعي منذ أيام بخبر حمل عنوان "حكم غير مألوف" لقاضي التحقيق في جبل لبنان نديم الناشف تمحور حول قرار أصدره بحق قاصرين تبادلا الشتائم الطائفية، فما كان منه الا أن طلب من كل منهما تقديم ورقة تتضمن آيات من الإنجيل المقدس والقرآن الكريم تتحدث عن المسامحة والمحبة والغفران.
Advertisement

مما لا شك فيه أن قرار القاضي الناشف يدخل في إطار ما بات يعرف بأنسنة الأحكام والقرارات التي يصدرها قضاة لبنان انطلاقاً من مبدأ "الردع" للحؤول دون تكرار الجرم والحماية خصوصاً للأشخاص القصّر من بين المتهمين.

لكن مع عدم التقليل من أهمية ما قام به القاضي الناشف الذي يمهد لمسار قضائي جديد أكثر إنسانية بدأت تلوح بشائره بين حكم وآخر، لا يجب أن نغفل  قرارات مشابهة كانت سباقة في هذا الإطار.

وعلى سبيل التذكير لا التكرار، نلفت الى قرار غير مألوف إتخذته قاضية التحقيق في الشمال جوسلين متى في شباط من العام الفائت بحق ثلاثة قاصرين عمدوا الى إهانة السيدة العذراء ،فطلبت منهم حفظ آيات من سورة آل عمران في القرآن الكريم تتحدث عن مكانة "أمنا مريم" في القرآن.

لقاضي التحقيق في الشمال أيضاً داني الزعني أكثر من سابقة في هذا المجال، الأولى تمثلت بمشاركته قراراً مع زميلته متى،في إطار المناوبة، بإصدار قرار بحق قاصر لا يتجاوز عمره 15 عاماً قضى بوضعه تحت المراقبة القضائية حتى بلوغه سن الرشد ومنعه من استخدام أي هاتف نقال او حاسوب الكتروني بهدف الدخول الى عدد من التطبيقات لإقدامه على تلبّس شخصية فتاة وإبتزاز شبان وفتيات عبر صور وأفلام فضائحية، كما أن الزعني سبق أن أمر بسوق سوريين أقدموا على تكسير صليب والتبّزر عليه في مزار ببلدة بقاعكفرا الى مكان الجرم حيث طُلب منهم إصلاح الصليب وإعادته الى مكانه وتقديم الإعتذار العلني من أهالي البلدة.

أما القاضية المنفردة الجزائية في جبل لبنان كرما حسيكي فهناك بالتأكيد من يتذكر مبادرتها الإنسانية عندما سددت من مالها الخاص كفالة ثلاثة أشقاء بنغلاديشيين يعملون في لبنان بعد توقيفهم بجرم سرقة حقيبة سفر من مطار بيروت لتظهر التحقيقات لاحقا براءة الإخوة من التهمة، ولتظهر أيضا عجزهم عن تسديد قيمة الكفالة لتخلية سبيلهم  فما كان من القاضي حسيكي الا أن دفعت ما يتوجب عليهم لتجنيبهم التوقيف الى حين دفع الكفالة.

مقولة "على السجن أن يكون مكانا للإصلاح لا الإنحراف"باتت مستهلكة ولا من "مجيب أو سميع"، لكن يبقى الرهان و"إنتقال العدوى" الى نخبة من القضاة تأنسن أحكامها وقراراتها على مثال متى والزعني وحسيكي لإصلاح ما يمكن إصلاحه من عدالة باتت مكسورة الجناح.

المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك