Advertisement

لبنان

لكل حالة "تسعيرة" من المهد حتى اللحد... هؤلاء هم تجار الهيكل!

نانسي رزوق

|
Lebanon 24
24-08-2019 | 02:04
A-
A+
Doc-P-619445-637022344394978169.jpg
Doc-P-619445-637022344394978169.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
منذ أيام يتداول اللبنانيون على مواقع التواصل صورة معلقة في إحدى الكنائس وتضم "تسعيرة" الخدمة في الكنيسة من الإكليل وصولاً إلى تكاليف إشغال صالون الكنيسة. وقد ذيّل الاعلان بملاحظة مفادها أن الرسوم المذكورة لا تشمل مصاريف أخرى تستحق للكهنة والمرتلين وغيرهم.
Advertisement
 
 


هذه الصورة (الاعلان) تسببت بردود فعل متفاوتة، وان كان هناك شبه اجماع على الانتقاد. ولعل المنتقدين، وان اختلفت اشكال اللغة التي تعاطوا بها مع الموضوع، محقون في جوهر ما قالوه.  
إذ أفصح أحدهم بكل صراحة أنه إذا أراد اللبناني أن يكون مؤمنا ملتزماً بالطقوس والشعائر المتوجبة عليه، فإنه لن ينجح في الفرار من "المصاريف" المترتبة عليه، أو بعبارة أخرى اذا اردت ان تكون مؤمنا حقيقياً "بدك تدفع من وقت ما تخلق لوقت بتموت". 

هذا ما يعاني منه الكثير من المؤمنين الذين يأنفون الابتعاد عن دينهم وما يحبون تأديته من طقوس يتقربون فيها الى الله ليبارك كل خطواتهم. ومنها على سبيل المثال، الزواج والقربانة الأولى،وعمادة المواليد الجدد. لكن الواقع بات يدفعهم إلى التقصير في طقوس أساسية هرباً من التكاليف المادية التي لا يقدرون على تحملها، خاصة اذا كانت العائلة تستحصل على دخل محدود.

ففي ما يتعلق بالزواج هناك مجموعة من الاوراق بمقابل مادي، ثم بدل إشغال صالون ( وهنا طبعا لا نعمم الموضوع على الجميع اذ أن هناك استثناءات لدى العديد من الكنائس، إذ تراعى أحوال الرعايا المادية المتواضعة)، فضلاً عن رجل الدين الذي يحصل على أتعابه، إضافة إلى رسوم تدفع لقاء كل خدمة إضافية يختارها المؤمن مثل التبريد والاضاءة وغيرها.

كل هذا يظل هيناً أمام مراسم الدفن، إذ بحسب ما قال لبنانيون  لــ"لبنان 24" فإن أهل الميّت يشغلهم عن حزنهم على فقيدهم، كيفية تدبير مصاريف الدفن والتعازي المتوجبة عليه. هكذا نصبح في اشدّ اللحظات فقداً وحزناً لاحبائنا، وبدلاً من أن نكون مشغولين بتأمل لحظة الموت وأخذ العبرة منها، نصير منهمكين في البحث عمّا يمكننا من تأمين الرسوم المتوجبة لاتمام طقوس الدفن.
لم يعد خافياً على احد أن هذه السياسة المتبعة من قبل بعض دور العبادة على أنواعها، في التعاطي مع رعاياها، قد خلق نقمة عند الناس تجاه بعض رجال الدين خاصة لدى العائلات المتواضعة مادياً. 

ربما تكون هذه الصورة (الاعلان)، تذكير لبعض رجال الدين ، أن المسيح كان يتوسد الحجر ويلتحف السماء. ولم يطلب من اتباعه الا التقوى والاحسان والمحبة والاهم ... الرحمة، الرحمة لمن يحصل القرش بكدّ النهار والليل ليؤمن لاطفاله قوت يومهم. 

وبينما يؤدي رجال دين عملهم على أكمل وجه، فإنه على بعض رجال دين آخرين (بصفتهم المؤتمنين على حفظ العقيدة) أن يتدبروا سيرة المسيح والرسل، فيسهلوا للناس الفقراء مساكن بأسعار مقبولة يقيمونها في أراضي الوقف، علماً أن مساحاتها شاسعة. 

لكن يبدو أن المال لوثة  كما السلطة. المال الذي يجعل الناس يهجرون بيوت الله، لأنهم يشاهدون بعض رجال الدين من يتكلمون ويعظون بإسم الرب، يستقلون سيارات فخمة وفارهة فيما المؤمنون الفقراء يعودون  إلى بيوتهم سيراً على الاقدام.

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك