Advertisement

لبنان

كلام نصرالله المحجوب!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
26-08-2019 | 04:30
A-
A+
Doc-P-620001-637024083849935355.jpg
Doc-P-620001-637024083849935355.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
حجب كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله عن العدوان الإسرائيلي الذي أستهدف موقعًا للحزب في سوريا وعن الطائرتين المسيرتين اللتين سقطتتا في الضاحية الجنوبية كلامًا آخر لا يقل أهمية عن الكلام الذي تصدّر العناوين والتعليقات والتحليلات السياسية والإعلامية، وهو كلام يتعلق بمنطقتي بعلبك والهرمل، والعلاقة السائدة بين الجيش والأهالي وغياب الدولة عن تلك المنطقتين إنمائيًا، حتى أنه هدّد باللجوء إلى الإعتصام ليس في بعلبك والهرمل "ولن نقطع طرقات بعلبك الهرمل وزحلة، لأننا نكون بذلك نقطع الطرقات على أنفسنا، في ذلك اليوم سنعتصم حيث يجب أن نعتصم وسنتواجد حيث يجب أن نتواجد وسيكون صوتكم عاليا مدويا، حتى الآن لم نصل إلى هذه النقطة، ولكنه إحتمال معتد به أمام ما نواجهه أحيانا من قلة مسؤولية، من عدم إدراك لحقيقة المسائل التي تعاني منها المنطقة على بعض المستويات في الدولة قد نصل إلى هذه النقطة".
Advertisement

فما قاله نصرالله بهذا الخصوص يستأهل التوقف عنده والإضاءة على ما يعانيه أهالي المنطقة من حرمان مزمن ومن تجاهل الدولة لهذه المعاناة، وهو أمر ينطبق أيضًا على طرابلس وما تعانيه من إجحاف، خصوصًا أنها العاصمة الثانية، التي تحرم من الحدّ الأدنى من إهتمام الدولة، سواء في التعيينات أو في المشاريع الإصلاحية والتنموية. وكذلك منطقة عكار، التي تعيش الحرمان بكل تفاصيله وبكل أشكاله، حتى يخال للناظر إلى أحوال الدولة بأن هذه المنطقة المحرومة ليست جزءًا من الدولة اللبنانية.

وهذا الأمر ينطبق أيضًا، وهو قاسم مشترك، على بعض القرى في جرود البترون وكسروان وجبيل والمتن وعاليه والشوف ومناطق واسعة في الجنوب، إذ يلاحظ المتتبعون مدى الإهمال اللاحق بهذه المناطق من قبل الدولة، التي لا ترى سوى بعين واحدة، على رغم المشاكل التي تعيشها العاصمة بيروت وضواحيها الجنوبية والشمالية، أقله على صعيد النفايات، التي تشكّل همًّا يضاف إلى الهموم الأخرى.

فإذا كان ثمة إعتصام، وهذا ما لوح به نصرالله، فيجب أن يكون شاملًا وغير محصور بمنطقة دون أخرى، لأن الحرمان يطاولها كلها على حدّ سواء، ومن دون إستثناء، مع ما يعنيه هذا الإعتصام، الذي يرادف في حيثياته "العصيان المدني"، وذلك في خطوة ضاغطة على الحكومة، التي تحصر همّها بناحية واحدة دون سائر المشاكل الأخرى، فضلًا عن الهمّ الإقتصادي الذي يقضّ مضاجع المسؤولين، الذين يجدون أنفسهم محاصرين بتصنيفات الـ CCC، وهي تصنيفات تجعل المستثمر العربي والأجنبي يجبن وينأى بنفسه عن خوض غمار مغامرة الإستثمار في بلد تصنيفه متدٍن.

وفي تعليق على كلام نصرالله عن منطقتي بعلبك والهرمل رأى بعض المراقبين فيه نوعًا من "رفع العشرة" بعدما وصلت الأمور فيهما إلى مستوى متقدم من الحرمان ومن التفلت الأمني، والذي يفوق قدرة "حزب الله" على ضبطها، بعد التململ الشعبي الذي سبق الإنتخابات النيابية الأخيرة، ما جعل نائب "القوات اللبنانية انطوان حبشي من تسجيل خرق غير مسبوق.

وتساءل هؤلاء المراقبون: هل يكفي توصيف الوضع، الذي يعرفه القاصي والداني، وهل يفيد الإعتصام في تحريك همّة الدولة، وهل هذا يعفي القوى السياسية من مسؤولية ما يحصل، وهو نتيجة تراكمات لسنوات طويلة من الحرمان؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك