Advertisement

لبنان

خيارات "العقل" الإسرائيلي.. من يمنع الحرب الشاملة؟

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
28-08-2019 | 06:29
A-
A+
Doc-P-620724-637025944173924846.jpg
Doc-P-620724-637025944173924846.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
بعيداً عن تصريحات الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله المتعلقة بحتمية الردّ، وعن قيام بعض المسؤولين الرسميين في الدولة اللبنانية بإبلاغ الأمم المتحدة والوسطاء الدوليين و"اليونيفيل"، بأن ردّ "حزب الله" حتمي لا يمكن منعه بأي شكل من الأشكل، وفق تأكيد مصادر رسمية لـ"لبنان 24"، فإن حتمية الردّ يمكن الإستدلال عليها بمجرد معرفة كيفية تفكير العقل الإسرائيلي لدى المجموعة الحاكمة في تل أبيب.
Advertisement

عدّة مسارات سياسية تفرض على رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو تفعيل تصعيده وضرباته وتوسيع مداها في المنطقة. المسار الأول إستراتيجي، إذ إن إسرائيل تجد أنها فقدت منذ سنوات المبادرة الإستراتيجية في المنطقة، أي أنها وبسبب عيشها "لا يقينيّة" النصر في أي حرب، لم تعد قادرة على فتح أي جبهة وقت تشاء، حتى أن مفهوم النصر في تل أبيب تغيّر، كل ذلك أدى إلى سعي إسرائيلي لإستبدال "المبادرة الإستراتيجية" بالإشغال التكتيكي. من هنا تسعى إسرائيل منذ بدء الحرب السورية إلى إستغلال إنشغال أعدائها في حروب جانبية من أجل توجيه ضربات محددة إليهم تؤدي إلى إستنزافهم نوعياً، وعدم تمكينهم من مراكمة قدرات تكسر ميزان القوة في المنطقة، وهذا ما سمّته إسرائيل "المعارك بين الحروب" والتي تكسر من خلالها قواعد الإشتباك وتفرض أخرى جديدة تكون لصالحها.

المسار الثاني هو المسار المرتبط في المفاوضات. فبالرغم من أن التصعيد الميداني في المنطقة، من المضيق إلى اليمن وصولاً إلى إدلب، فإنه ليس إلا إرهاصات الحرب الأخيرة التي تسير بالتوازي مع بدء مسار تفاوضي جدي بين مختلف الأطراف، ومن بينهم واشنطن وطهران، وبما أن إسرائيل شعرت بخطورة إتفاق هذين الطرفين من دون الأخذ بمصالحها في الإعتبار بعد الذي حصل خلال ولاية الرئيس باراك أوباما، فإنها تسعى إلى فرض نفسها طرفاً أساسياً على طاولة المفاوضات، أو في أسوأ الأحوال منع أي إتفاق من خلال الذهاب بالتسخين والتوتير الإقليمي إلى مستويات غير مسبوقة.
ويرتبط المسار الإسرائيلي الثالث الذي يقود تل أبيب إلى مثل هذا السلوك العسكري التصعيدي بالإنتخابات التي تعني أولاً وأخيراً رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، والذي يحاول الظهور كمن يعيد لإسرائيل تفوقها، الأمر الذي يظن أنه يؤدي إلى تحشيد الرأي العام الإسرائيلي خلفه في الإنتخابات.
هذه الأهداف التي تسعى إسرائيل إلى تحقيقها تفرض على المحور المواجه لها الردّ، لمنع إستمرار إستنزافه، ولمنع الحفاظ على مصالح إسرائيل في أي تسوية تحصل في المنطقة، خاصة أن تل أبيب لم تدخل أيا من الحروب الإقليمية، لذلك تستطيع من خلال حراكها العسكري، في حال إستمر، فرض شروطها على طاولة المفاوضات.
إستراتيجياً والأهم، لأسباب عديدة، لا تريد إسرائيل حرباً وكذلك حليفتها الكبرى واشنطن، لذلك ذهبت إلى المعارك بين الحروب، وبدلت إستراتيجيتها إلى الحرب الذكية التي تستهدف من خلالها عناصر القوة لدى أعدائها وتستهدف الأدمغة من دون الإضطرار إلى خوض حرب، من هنا يبدو أول الردع الذي يسعى المحور المقابل إلى التلويح به هو الحرب الشاملة، آخر شيء تريده إسرائيل.
من يراقب الموقف لدى غالبية الفصائل الفلسطينية، إضافة إلى عدد كبير من فصائل الحشد الشعبي في اليومين الأخيرين يشعر بأن هناك قراراً قد أتخذ بالتركيز على نقطة واحدة والتصريح بها، ألا وهي أن الجميع سيكون جزءًا من المعركة في حال حصلت، هذا التلويح بالحرب الشاملة سيصبح خلال المرحلة المقبلة الورقة التي ترفع في وجه إستراتيجية إسرائيل المسماة "المعارك بين الحروب"، وهذا ما يفتح المجال أمام ردّ "حزب الله" العسكري المتوقع.
فالتلويح بالحرب الشاملة سيمنع إسرائيل من التصعيد بعد ردّ "حزب الله"، خصوصاً أن كل التقديرات توحي بأن ردّ الحزب لن يشبه رده بعد عملية القنيطرة. فاليوم لا يسعى الحزب إلى تكريس قواعد الإشتباك مع إسرائيل في سوريا، بل يسعى إلى منع تجاوز إسرائيل لخطوط الجبهة اللبنانية الحمراء، ومنع عودة الإشتباك إلى ما قبل العام 2000.

إذا فالردّ المتوقع، بالرغم من قوته، سيمنع إسرائيل من تقريش عملياتها السابقة، ويمنعها من المبادرة إلى حرب بسبب التلويح بتوحيد الجبهات، لكن هناك من يتحدث عن خطّة إسرائيلية بديلة.
كل من إلتقى بالأميركيين مؤخراً شعر برغبتهم بالوصول إلى وقف لإطلاق النار بين لبنان وإسرائيل، فهل يؤدي الإشتباك الأخير بين "حزب الله" وإسرائيل إلى الإنتقال من وقف العمليات الحربية إلى وقف لإطلاق نار؟
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك