Advertisement

لبنان

"النقزة" الإسرائيلية على متن طائرات "الدرون"

ربيكا سليمان

|
Lebanon 24
02-09-2019 | 04:00
A-
A+
Doc-P-622089-637030134719341080.jpg
Doc-P-622089-637030134719341080.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
في المؤكد إعلامياً أنّ طائرتين مسيّرتين (درون) "حطّتا" في الضاحية الجنوبية منذ أيام. التفاصيل متضاربة. ففيما أكدّ الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله في كلمة أعقبت الحدث "الخطير" أنّ الطائرة المسيرة الأولى نظامية وخاصة بالمهام الاستطلاعية كانت تحلق على ارتفاع منخفض لإعطاء صورة دقيقة لهدف في الضاحية كان من المفترض أن تضربه طائرة الدرون الثانية التي وصفها بـ "العسكرية الانتحارية"، موضحاً أنّ "الدرون الأولى تم إسقاطها من قبل شبان محليين قاموا بقذفه بالحجارة، فيما انفجرت الطائرة الثانية في السماء ما تسبب بأضرار مادية"، نقلت وسائل إعلامية معلومات مختلفة، إذ أشارت صحيفة "تايمز" البريطانية على سبيل المثال أنّ "الطائرتين المسيّرتين كانتا تستهدفان تجهيزات إيرانية تسمح بصناعة نوع من الوقود الضروري لإنتاج صواريخ موجّهة". وفيما تنقلّت إسرائيل في مواقفها المتعلقة بالحادثة بين الإنكار والنفي وصولاً إلى الإقرار والتهديد بالمزيد من الضربات، تقلّب اللبنانيون في أسرّتهم على وقع سؤال خانق:"هل ستندلع الحرب قريباً؟"!
Advertisement


عملياً، تعيش المنطقة حرباً واضحة منذ عشرات السنوات، لكنها تتخذ أشكالاً مختلفة ومتعددة بحسب الظروف والأمكنة. لكن هل تؤدي الضربة الإسرائيلية "النوعية" في الضاحية والرد المحتمل عليها،وهو غير ردّ الأمس، إلى حرب وفق المفهوم الحقيقي للحرب؟! برأي الكاتب والمحلل السياسي سام منسى "لا إجابات بيضاء أو سوداء في السياسة. فما بالنا في الأمن؟!"

لكنه، في حديث لـ "لبنان24" يقرأ الأحداث من منظار متابع يُتقن "تشريح" الحدث واستشراف تبعاته من خلال سبر التطورات التي رافقته.

في الحدث الجديد الذي هزّ الضاحية بعد 13 عاماً من "الهدوء" أعقب حرب تموز، عاملان مهمان وأساسيان: التوقيت والهدف. بحسب منسّى، تزامنت ضربة الضاحية مع ضربة في الشام يقال إنها استهدفت "الوجود الإيراني" (سواء كان ذلك لعناصر من "حزب الله" أو الحرس الثوري الإيراني أو ميليشيات تابعة لطهران)، وضربة ضدّ الحشد الشعبي في العراق. في المحطات الثلاث، كان الهدف متشابهاً أيضاً: تدمير منشآت تكنولوجية حديثة على شاكلة طائرات الدرون.

يذكّر منسى بأنّ "الأعمال الإسرائيلية ضد الوجود الإيراني في سوريا واضحة ومتكاملة ومتصاعدة ويزيد عمرها عن عام، وهي تتوازى مع العقوبات الشديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على طهران". برأيه، ثمة خيبة أمل إسرائيلية من الدور الروسي في سوريا، إذ يتبيّن بحسب الوقائع والممارسات أنّ موسكو لم تف بوعودها بإبعاد الإيرانيين مسافة 80 كيلومتراً، إما لأنها لا ترغب بذلك بسبب مصالحها مع إيران في المنطقة أو لأنها عاجزة عن ذلك، وها هي إسرائيل ما زالت تضرب في الجنوب السوري ما يشكّل دليلاً على استمرار التواجد الإيراني في هذا الجانب".


ويضيف منسى: "ما حصل في لبنان هو تطور لمواقف إسرائيلية على غرار ما تقوم به إسرائيل ضد الوجود الإيراني في المنطقة بشكل عام. ثمة هاجس جدي عند الإسرائيليين وهو الوجود الإيراني المتمدد بدءاً من لبنان فالعراق وسوريا وغزة، وعليه قد تكون ضربات الحشد الشعبي - الشام - الضاحية الجنوبية نتيجة خيبة أمل وخوف إسرائيلي جديّ من اتفاق بين الأميركيين والإيرانيين يعمل على بلورته الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وهو ما تجلّى من خلال الموقف الذي أطلقه روحاني عن استعداده للقاء الطرف الأميركي، وترحيب ترامب في المقابل بذلك وتصريحه اللافت والمفاجئ والذي يقول فيه إنّ إيران لم تعد الدولة الأولى الراعية للإرهاب كما كانت في بداية عهده، علماً أنّ وزير خارجيته كان قبل 24 ساعة يقول خلاف ذلك كليّاً"!

إنه بالفعل كلامٌ مقلق صادر عن رئيس دولة معروف بـ "هوجنته"، وليس مستبعداً إذاً أن تكون الضربات الإسرائيلية نتيجة "نقزة" شعرت بها إسرائيل فقررت بعث رسالة إلى واشنطن في المرتبة الأولى والأوروبيين ثانياً وللروس ثالثاً لتقول لهم إن الهمّ الإسرائيلي واضح وهو يتعدّى الاتفاق النووي لينصبّ على التطويق الإيراني والتواجد المتمادي في المنطقة".

 

غير انّ هذا السيناريو النابع من تحليل منطقي لتطورات ومستجدات متتالية قد يبقى منقوصاً أو معتلاً ما لم يؤخذ بعض الملاحظات بالاعتبار كي تكون الصورة أوضح، يقول منسى متوقفاً عند أربع عوامل مهمة:

1-العلاقة الأميركية - الإسرائيلية التي يمكن أن تحمل تباينات في وجهات النظر والسياسات مع العلم أنّ الإسرائيليين لا يثقون إلا بأنفسهم.

2- عدم وجود استراتيجية واضحة عند جميع اللاعبين في المنطقة إذ يبدو أن الأطراف المعنية تقوم بـ "تكتيكات" ولا بخطط واضحة، ومع هذا ثمة موضوعان استراتيجيان في المنطقة فقط لا غير: العقوبات الأميركية الجديّة على إيران ، والوجود الإيراني الثابت والمتمدد في الدول العربية.

3- موضوع الإنتخابات الإسرائيلية: هل ما تقوم به إسرائيل يدخل في إطار خطة متكاملة أم أنه يتعلق بسياسة نتنياهو قبل الانتخابات؟ ويعتبر منسى في هذا الإطار أنه علينا أن ننتظر نتائج الإنتخابات الإسرائيلية كي تتوضح الصورة أكثر حيال السياسة التي يمكن أن تنتهجها إسرائيل، علماً أن ثمة انتقادات داخلية كثيرة توّجه إلى نتانياهو باعتباره ألحق أضراراً غير قابلة للإصلاح في الحياة السياسية وفي الأمن القومي الإسرائيلي وبخاصة في ظلّ التمدد الإيراني في المنطقة وتعاطيه مع الملف السوري.

4- موضوع المبادرة الفرنسية: ما هي مضمونها؟ هل هي فارغة أم أنها قد تأتي بجديد ما؟ وماذا لو اجتمع فعلاً روحاني وترامب على هامش اجتماعات الجمعية العامة، فماذا يا ترى سيبحثان؟هل تعرف أميركا حقا ماذا تريده من إيران؟ وهل ممكن أن تقدمه الأخيرة؟ إنّ الغموض المحيط بالمبادرة الفرنسية أمرٌ لا بد من أن يؤخذ بعين الاعتبار، بالإضافة إلى سياسة ترامب غير القابلة للتوقع أو للاستيعاب!


على هذا النحو، قد لا يكون من إجابة جازمة لسؤال "هل ستقع الحرب قريباً أم لا"! الواضح بحسب منسى، أنّ لا حلول ناضجة ومثمرة في المنطقة. لا الحروب العسكرية التي تحصل قادرة أن تحسم لا في العراق ولا في اليمن ولا في غزة ولا في سوريا ولا في لبنان، ولا الضغوط الأميركية الإقتصادية على إيران قد أفضت إلى نتيجة، ولا ثمة مبادرات دبلوماسية واضحة يعوّل عليها. مشهد الأفق الأكثر ترجيحاً يشي باستمرار حرب الاستنزاف.

ماذا عن لبنان؟!

الموت البطيء هو ما يعيشه، بحسب منسى. "نتأكد يوماً بعد يوم أنّ لبنان دولة مفترضة، متخيّلة، غير موجودة. ما حصل بعد حادثة الضاحية وبعد رد "حزب الله" ما يؤكد أن الحزب الله نسف موضوع الاستراتيجية الدفاعية وقال مجدداً إنه يقرر والأخطر أنه حصل على تفويض ومظلّة رسمية قبل بزوغ الفجر!

قد يكون الانهيار مؤجلاً بحبوب أسبرين، فبحسب منسى، "التعقيدات اللبنانية بحاجة إلى عجائب، وللأسف في السياسة اللبنانية، ليس هناك من مكان للعجائب، بل للوقائع".
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك