Advertisement

لبنان

وداعاً 1701.. بين سطور كلمة نصرالله "مقارنة" بالغة الأهمية

علي منتش Ali Mantash

|
Lebanon 24
03-09-2019 | 07:00
A-
A+
Doc-P-622431-637031112632221224.jpg
Doc-P-622431-637031112632221224.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
أنهى الأمين العام لـ"حزب الله" عملياً أمس، مفاعيل القرار 1701، بعدما شرّع علناً وإعلامياً، الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة، وإعتبرها حدوداً يُسمح فيها بالعمل العسكري في أي صراع أو إشتباك مع إسرائيل.
Advertisement

أوضح نصرالله في كلمته أمس، ما لم يكن مفهوماً لدى العامة، لازماً نفسه وحزبه بكسر قواعد الإشتباك المحددة منذ العام 2006، حيث قال أن حدود الكيان الإسرائيلي لم تعد محرّمة، ويمكن القيام بعمل عسكري داخلها في أوقات السلم وليس فقط في أوقات الحرب.

أنهاء نصرالله مفاعيل القرار 1701، عبر خرق الحدود اللبنانية – الفلسطينية عسكرياً، وعبر تفعيل عمل الأسلحة غير العائدة للجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني، لم يأتِ بمسارٍ أحادي، حتى أن نصرالله أراد أن يمنحه جوانب أخرى غير تلك العسكرية تُظهر تبدل كل الصورة.

خلال حرب تموز، عند موافقة مجلس الوزراء اللبناني على القرار 1701، لم يكن "حزب الله" راضياً وهو عبر عن ذلك مراراً منذ العام 2006 حتى اليوم، لكنه وافق على القرار لأسباب عديدة أهمها أن كفّة الميزان الداخلية لم تكن لصالحه، يومها كان 6 وزراء شيعة في الحكومة يمثلون وحدهم قوى الثامن من آذار، وكان رئيس الجمهورية العماد إميل لحود محاصراً تقاطعه جميع دول العالم وجميع القوى السياسية الداخلية، وكان قادة الأجهزة الأمنية المقربون من "حزب الله" في السجن، وكان الجيش يتلقى تعليمات سياسية ليوقف بموجبها شاحنات أسلحة للحزب خلال الحرب. فوافق يومها الحزب على القرار، "لأنه أحسن الممكن" في ظل الظروف السياسية اللبنانية الموجودة.

أما اليوم، وبعد كسر "حزب الله" لأهم بنود الـ1701، ظهر نصرالله على الشاشة ليشكر حليفه الأول رئيس مجلس النواب نبيه برّي، والثاني رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، وخصمه رئيس الحكومة سعد الحريري على مواقفهم، إضافة إلى مجلس الدفاع الأعلى الذي يضم وزراء من الخصوم والحلفاء، وجميع قادة الأجهزة الأمنية، على بيانه...

يقول أصحاب النظرة السلبية أن موازين القوى الجديدة في المنطقة هي التي حققت هذا الإجماع الرسمي في مواجهة إسرائيل، ويقول آخرون أن الطقم السياسي تغيّر، لكن في الحالتين فقد أصبح الظرف السياسي الداخلي مختلفاً بالنسبة لـ"حزب الله" عما كان عليه يوم كُرس الـ1701، بمعنى آخر، بات الظرف السياسي جاهزاً لكسر هذا القرار الذي لم يرض عنه الحزب يوماً.

في نظرة سريعة على الجوّ السياسي قبل العملية، يظهر رئيس الجمهورية (غير المحاصر)، المسيحي الماروني حليف "حزب الله" والشريك الرئيسي في السلطة، والمتمثل بأكثر من ثلث الحكومة ليؤكد "حق لبنان بالدفاع عن نفسه بكل الوسائل"، وفي الحكومة أيضا، والتي تضم 18 وزيراً حليفاً للحزب من بينهم وزير الدفاع والمال والخارجية، حصل شبه إجماع على تغطية أي عملية ردّ يقوم بها الحزب. أما الجيش اللبناني وبالرغم من حفاظه على علاقته المتينة بواشنطن، فقد أعطى شرعيته للمواجهة بالتصدي للمسيرات الإسرائيلية قبل أيام من ردّ الحزب مستخدماً أسلحة أميركية.. حتى أن موقف رئيس الحكومة سعد الحريري، أحد أبرز خصوم الحزب كان داعماً لأي رد يقوم به الحزب، لا بل متصدياً لبعض الوزراء المعترضين، لأن "إسرائيل هي المعتدية هذه المرّة"..

منذ العام 2000 لم يقم "حزب الله" بأي عملية عسكرية خارج حدود مزارع شبعا، إذ سمّيت يومها العمليات في تلك المنطقة بالعمليات التذكيرية، أي عمليات عسكرية تهدف إلى تذكير إسرائيل بأن هذه المزارع لبنانية محتلة، وأن المقاومة ستعمل من أجل تحريرها، حتى أن الردود على أي حدث عسكري في سوريا كان "حزب الله" يردّ عليه في مزارع شبعا.

كل ذلك تغير أمس، فقد كرس نصرالله معادلة جديدة،وهي أن  أي إعتداء على "حزب الله" في أي نقطة جغرافية سيقابله ردّ داخل فلسطين المحتلة، وهذا يُشبه أسلوب تعاطي إسرائيل مع لبنان ما قبل العام 1982، حيث أن أي عملية عسكرية كانت تطال أي إسرائيلي في العالم كانت تردّ عليه في لبنان عبر القصف وأحياناً عبر الحرب.

حاول نصرالله أمس، "تقريش" موازين القوة الجديدة في المنطقة، من دون أن يضع نقطة في آخر سطر المواجهة، التي تنتظر فصلاً جديداً بعد أيام عندما سيسقط "حزب الله" طائرة إستطلاع إسرائيلية، في حدثٍ ربط نصرالله عدم حدوثه سابقاً بعدم وجود جو سياسي لبنان داخلي مناسب، وهذا يعني أن الجوّ هنا أيضاً بات يعطي الحزب هامشا جديديا للمناورة .
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

 
إشترك