Advertisement

لبنان

كفانا بقى

نايلة عازار - Nayla Azar

|
Lebanon 24
09-09-2019 | 07:17
A-
A+
Doc-P-624248-637036356195505072.jpg
Doc-P-624248-637036356195505072.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
قد يكون من "سابع المستحيلات" ان يمرّ يوم من دون ان يقع حادث سير على الطرقات اللبنانية يذهب نتيجه مجموعة من الجرحى والقتلى. ولعله اذا مرّت إحصاءات غرفة التحكم المروري يومياً من دون وجود قتيل نتيجة حوادث السير بات من الأمور المستبعدة والمستغربة، الى ان تحوّل هذا الأمر الى قوت اللبناني اليومي.
Advertisement
منذ أن بدأت حملة القوى الأمنية تحت هاشتاغ #كفانا_بقى حتى بدأنا نلاحظ حجم الموت المجاني على الطرقات وحجم الكوارث التي تحلّ بالشباب اللبناني نتيجة حوادث السير.

تشير جميع الإحصاءات الى السبب الأساسي وليس الوحيد لحوادث السير هو السرعة الزائدة، إضافة الى القيادة تحت تأثير المخدر وعدم الالتزام بالاشارات المرورية، وهذا منطقي جداً، خصوصاً وان قائد السيّارة من الضروري أن يكون واعياً للمسؤولية الملقاة على عاتقه ومدركاً لمخاطر مخالفة القوانين وتأثيرها السلبي على الطرقات والمارة.

ومع ان اللوم يقع في كثير من الأحيان على السائق، الاّ ان الدولة تتحمل 50 % من النتائج الكارثية التي نراها على الطرقات اللبنانية، بداية لأنها متخلفة وبشكل كامل عن تطبيق قانون السير، ما يسمح للمواطن بالتساهل في القيادة وفي خرق القوانين.

الاّ ان الأمر لا يقف عند هذا الحد، فالدولة هي المسؤولة عن شهادات السوق المزورة، وشهادات السوق المهداة مع قالب الـ18 سنة، وهي المسؤولة عن تمرير السيارات غير المطابقة للسلامة المرورية في المعاينة والى ما هناك من تقاعس من قبلها في ما خص السلامة العامة.

ولكن هذا ليس كل شيء، بات على المواطن الموجوع أن يقول كفانا بقى:

كفانا بقى طرقات من دون انارة ومن دون زفت ومن دون جدران دعم وحماية للجوانت، وهنا لا أتحدث عن الطرقات الفرعية بل عن الطرقات الأساسية والاوتوسترادات الدولية، ولعلّ طريق البقاع باتجاه سوريا لخير دليل على ما نقول، وهنا نشير الى ان مزايدة نواب المنطقة التي لم تنته لكسب رضا الشعب المعتر تحت مسى اضاءة طريق ضهر البيدر، التي لم تكن سوى لبضعة كيلومترات كي لا نقول أمتاراً تعد على أصابع اليد، وما تبقى من الطريق "الرحمة الإلهية" وحدها قادرة على ان تنقذك من الموت الأكيد خصوصاً وان هذه الطريق لا يخضع لأوقات محددة لسير الشاحنات، وبالتالي فهي تسير و"الرب راعيها" ليل نهار، وانت وحظك.

وهنا نسأل من يكيّل الطريق ذهاباً واياباً الى سوريا، ألم يلاحظ هذه الكارثة، ألم يلاحظ هذا الأمر، وألم يزعجه ولو لحظة تسمح له بطرح الموضوع على طاولة مجلس الوزراء؟

وبعد، ماذا نقول عن الإشارات الضوئية المطفأة دوماً بفعل انقطاع الكهرباء، أو عن الانارات التي تعمل في النهار وتطفأ في الليل، أو فواصل الاوتوسترادات غير المرتفعة، والتي تسمح للسيارة بالانتقال من مسلك الى آخر من دون أي عناء، وعن الحفريات والجسور في منتصف الطريق والتخطيط السيء وحالة الطرقات المتردية، ونوع الزفت ...

نعم كفانا بقى، كفانا "صريخ" يومياً لتحسين حال الطرقات وإيقاف هذا الرعب على الطرقات اللبنانية، كفانا بقى أمهات ثكالى على فلذات أكبادهن يذهبن من دون ثمن على الطرقات، كفانا أطفالاً يتامى بسبب متهور قرر ان "يفتحلا" على الإشارة الحمراء وهو ثمل، وشباب في عز الورد تدفن في الثرى نتيجة سائق شاحنة مهمل لأبسط قواعد السلامة العامة.

"خلص"! المطلوب تطبيق القانون والضرب بيد من حديد لتحسين وضع الطرقات أولاً وضبط التفلت والتسيب على الطرقات وليكن القانون موجعاً ومن دون رحمة، فألمه سيكون حتماً أخف من ألم فراق الأحبة.
المصدر: خاص لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك