Advertisement

لبنان

كلام نصرالله عن عدم الحياد سيضع لبنان في فوهة البركان الإقليمي!

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
11-09-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-624697-637037857545514788.jpg
Doc-P-624697-637037857545514788.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
من لا يعرف خلفية كلام الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله، في اليوم العاشر من محرّم، وبالأخص عندما تكلم عن "أننا لن نكون على الحياد في معركة الحق والباطل" يعتقد أنه ربط مصير لبنان بمصير إيران، ولكن من يعرف هذه الخلفية، خصوصًا عندما تكلم عن "الترغيب أو الترهيب أو التهويل أو التهديد بالحرب، بالعقوبات، بالتجويع، يراهنون على أن نخرج من هذا المحور، وأن نخرج من هذه المعادلة"، يدرك أن ثمة رسائل أميركية وصلت إلى حارة حريك وفيها نوع من الترغيب، خصوصًا لجهة العقوبات المفروضة على "حزب الله" وإعتبارها كأنها لم تكن في حال فكّ الحزب تحالفه مع طهران، فجاء الجواب بالرفض بحدّة غير مسبوقة و"باننا نحن هنا من لبنان نقول للعالم كله إن إمامنا وقائدنا وسيدنا وعزيزنا وحسيننا في هذا الزمان هو سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الحسيني الخامنئي، وإن الجمهورية الإسلامية في إيران هي قلب المحور، وهي مركزه الأساسي وهي داعمه الأقوى، وهي عنوانه وعنفوانه وقوته وحقيقته وجوهره".
Advertisement
وعلى رغم ذلك فإن هذا الكلام لن يمرّ لبنانيًا مرور الكرام، خصوصًا من قبل الجهات السياسية التي تعترض على سياسة "حزب الله" ومشاريعه الإقليمية وسعيه إلى ربط لبنان بالمحور الإيراني، وما يمكن أن يجرّه هذا الربط من نتائج سلبية على لبنان.
وتتساءل مصادر سياسية معروفة بمناهضة سياسة "حزب الله" ماذا لو صدر مثل هذا الكلام عن جهة سياسية لها توجهات مخالفة لتوجهات الحزب، وتضع نفسها في تصرّف الجهة الإقليمية المقابلة، وتمتدحها كما أمتدح نصرالله الإمام الخامنئي، فماذا ستكون عليه ردّة الفعل من قبل الحزب وحلفائه؟
هذه الجدلية تعيد المعنيين إلى النقطة المحورية عندما طرحت مسألة النأي بالنفس عن صراعات المنطقة وضرورة تحييد لبنان وعدم جرّه إلى الخوض في معارك الآخرين، وعدم إستجرار الحرب المستعرة في المنطقة، على خلفيات شتى، إلى الداخل اللبناني الذي يعاني من أزمة إقتصادية خانقة، وهو ما لم يقم "حزب الله" له أي حساب، على رغم تأكيده إحترام القرار 1701، وربط هذا الإحترام بأن لا خطوط حمر في الدفاع عن السيادة اللبنانية عندما يتعرّض لبنان لإعتداءات إسرائيلية، مما يعني عمليًا وإستنادًا إلى معادلة المقاييس أن هذا القرار يُعتبر "ساقطًا عسكريًا"، بحيث تصبح كل الإحتمالات واردة في الحرب المفتوحة، التي سيجد لبنان الرسمي في وسطها، بعدما أعطى رئيس الجمهورية للمقاومة، بإسم جميع اللبنانيين، مشروعية الردّ على أي عدوان، الذي لن تقتصر مفاعيله على الحدود الجنوبية، لأن "حزب الله" حدّد مسبقًا أنه لن يكون على الحياد في أي حرب قد تُشّن على إيران، من دون الأخذ في الإعتبار أن نصف اللبنانيين تقريبًا، وإن كانوا مؤيدين لأي ردّ على الإعتداءات الإسرائيلية، لا يوافقون على ربط لبنان بالحرب الإقليمية المفتوحة أبوابها على مصراعيها.
على أي حال، فإن هذا الجدال سيُفتح واسعًا في الأيام الآتية، وقد بدأه رئيس حزب "القوات اللبنانية" الدكتور سمير جعجع عندما وضع ما قاله نصرالله عن الإمام الخامنئي في رسم رئيس الجمهورية، وكأنه يريد أن يسأله إذا كان موافقًا على هكذا كلام.
وسيفتح كلام نصرالله شهية الذين يطالبون بالعودة إلى البحث مجدّدًا عن الإستراتيجية الدفاعية ودور الدولة ومؤسساتها، وفي طليعتها مؤسسة الجيش اللبناني، ومسألة قرار الحرب والسلم.
 
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك