Advertisement

لبنان

ماذا سلّمت سوريا للبنان.. وقصة العتاب السوري- الايراني !

المحامية ميرفت ملحم Mirvat Melhem

|
Lebanon 24
13-09-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-625318-637039593981920494.jpg
Doc-P-625318-637039593981920494.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
مواقف عدة تناولت خطاب الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله تراوحت بين التي اعتبرت أنه ليس فيه من جديد او مفاجئ، وأخرى طالبت بتقديم ايضاحات ورد رسمي حوله سيما لناحية ما تضمنه من مواقف جعلت من مصير لبنان مرتبطا بمصير ايران وصراعتها في المنطقة بالرغم مما يمر به من ظروف إقتصادية وأمنية صعبة تحت عين خارجية حمراء وشروط صارمة، ربطت بعض قواها اي مساعدات خارجية بشرط انجازه لترسيم الحدود ووقف نهائي لإطلاق النار إنفاذا للقرار1701.
Advertisement
بالطبع تساؤلات عدة تطرح عن تداعيات سقوط لبنان عن سقف " النأي بالنفس" نحو هاوية المحاور، وما هي الضمانات التي سيقدمها للخروج من الهاوية وغيرها من الأسئلة الكثيرة التي تختصر بعنوان واحد وهو مرحلة "لبنان الوديعة".على ذلك يبقى من المفيد العودة بالذاكرة الى تاريخ العلاقات الإيرانية السورية والتي ربما قد تقود بوقائعها الى دلالات حول المسار الذي يتجه نحوه لبنان، اذ ان السياسية الايرانية تميزت باعتمادها "التقية السياسية" في تحالفتها حيث الكلمة الأمضى هي لعضلة الميدان العسكري وليس عضلة اللسان السياسي، وقد استطاعت بعلاقتها مع سوريا(ألأب) تحصين صورتها عبر استخدام سوريا لتغطية صراعها مع العراق في حينه وعدم تظهيره كصراع "ايراني –عربي"، وتطمين دول الخليج من حسن نواياها، كما استطاعت أيضا عبر سوريا تعبيد الطريق امام نشوء "حزب الله" وتعزيز قوته في مواجهة العدو الاسرائيلي وتوسيع ساحة نفوذها في الساحة الفلسطينية، كما استفادت من علاقة سوريا بالاتحاد السوفياتي لجهة الضغط على الدول الاوروبية لبيعها الصواريخ والاسلحة في حينه باسم دمشق وتوقيعها.
 
اليوم لاشك في إن قواعد العلاقة الايرانية - السورية تبدلت في ظل الازمة السورية ودخول اللاعب الروسي تحديدا وامساكه بقوة على مفاصل المؤسسات السورية خاصة العسكرية والامنية منها، عدا عن أطماعه في الاستحواذ على نفط دمشق وبيروت والعراق، أضف الي ذلك سقوط ورقة التين عن دور ايران في المنطقة مع سقوط الدور السوري في التغطية عنها وتدخلها الواضح في ازمات دول المنطقة، عدا ايضا عن حزمة العقوبات الاميركية المتتالية على ايران وحلفائها. من هنا تأتي سياسية "حزب الله" الداخلية في لبنان اليوم لترسي قواعد داخلية جديدة في مرجعية قرار الحكم والسلطة عبر رفع سقف الخطاب من خلال الربط الواضح لمصير لبنان بمصير ايران، وذلك في اشارة الى استبدال حليفتها طهران للورقة السورية بالورقة اللبنانية والتلويح بها لانتزاع ما امكن من تنازلات على ابواب التفاوض مع اللاعب الاميركي لادراكها الاكيد حاجة الخصوم للحفاظ على استقرار لبنان الداخلي انطلاقا من عدة اسباب ابرزها الحفاظ على أمن العدو الاسرائيلي ومنعاً من تفجر أزمة النازحين السوريين في وجههم.
لاشك في ان الدور الذي تعوله ايران على "حزب الله" في هذا المجال كبير، وهو ليس بمستغرب، فقد اخذ حيزا هاما لديها منذ انطلاقته. ويذكر في هذا المجال المحادثة التي اجراها نائب الرئيس السوري السابق عبدالحليم خدام في حينه مع السفير الايراني حيث تضمنت عتاباً من دمشق الى طهران وصل الى حد التساؤل :" هل من المعقول ان يكون وزن " حزب الله " لدى ايرن اكبر من وزن " سوريا؟!" من هنا يمكن القول ان موضوع تحييد لبنان عن سياسة المحاور لم تعد بمتناول يد القوى السياسية الداخلية، وان دور الاخيرة اليوم يقتصر على دور "المتلقي" على ان يبقى "امن واقتصاد لبنان" وديعة لدى "حزب الله" الى حين يتكشف الخيط الابيض من الخيط الاسود في مسار التفاوض الاميركي- الايراني.
( ميرفت ملحم – محام بالاستئناف)

تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك