Advertisement

لبنان

علاقة الحريري ـ جعجع على خطّ التوتر العالي

اندريه قصاص Andre Kassas

|
Lebanon 24
18-09-2019 | 02:00
A-
A+
Doc-P-626779-637043918395111785.jpg
Doc-P-626779-637043918395111785.jpg photos 0
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
A+
A-
facebook
facebook
facebook
telegram
Messenger
لم ينسَ رئيس الحكومة سعد الحريري ما فعلته "القوات اللبنانية" يوم صوتت ضد موازنة العام 2019، وهذا ما أدخل العلاقة بين حليفي الأمس حالة "لامعلق ولامطلق"، مع ما تفرضه من إنعكاسات سلبية بدأت مع إقصاء "القوات" عن تعيينات المجلس الدستوري، ولن تنتهي، على ما يبدو، عند هذا الحد، على رغم تأكيد الحريري أن حصّة "القوات" في التعيينات المقبلة محفوظة بما يتناسب مع حجم تمثيلها المسيحي، وفق نظرية الوزير جبران باسيل، وذلك خلافًا لما جاء في إتفاق معراب، الذي أصبح في خبر كان.
Advertisement

فبمقدار ما يتقرّب الحريري من باسيل بمقدار ذلك يبتعد عن رئيس حزب "القوات" الدكتور سمير جعجع، وذلك في عملية حسابية دقيقة في ميزان الربح والخسارة، "لأن البلد بدو يمشي".

وما دامت التسوية الرئاسية بخير، وهي مضبوطة على ساعة باسيل، فإن العلاقة بين "بيت الوسط" و"معراب" ستبقى معلقّة على خط التوتر العالي، سواء من داخل الحكومة أو من خارجها، بإعتبار أن الرئيس الحريري، الذي يحصر إهتمامه في الوقت الحاضر بمشاريع "سيدر"، يحاول قدر الإمكان الإبتعاد عن "الشرّ ويغنيلو"، وهو لا يريد أن يمشي، بالمعنى المجازي، بالقرب من المقابر حتى لا يرى الكوابيس.

وفي هذا السياق أتى لقاء الحريري – جنبلاط في كليمنصو، وذلك لضمان وقوف رئيس الحزب "التقدمي الإشتراكي" على الحياد، داخل مجلس الوزراء عندما تُطرح الأمور غير المتوافق عليها، والتي تحتاج إلى التصويت، وبالأخص في ما يتعلق بالتعيينات الحسّاسة أو في بعض بنود موازنة العام 2020، وذلك لضمان عدم فعالية "المعارضة القواتية" من الداخل.

وما دام الحريري يضمن الأكثرية إلى جانبه داخل مجلس الوزراء (وزراء "المستقبل" و"الوطني الحر" و"حزب الله" و"امل" ووقوف جنبلاط على الحياد) فإن "المعارضة القواتية" تبقى محصورة في إطار تسجيل المواقف ليس إلاّ، مما يعني أن العلاقة بين الحريري و"القوات" ستبقى متوترة إلى أجل غير مسمى، إلاّ إذا دخلت على الخطّ جهة معينة ترى أن من مصلحة الطرفين ألا يكونا على تناقض وخلاف، وذلك نظرًا إلى ما يمكن أن تشهده الساحة الإقليمية من تطورات قد تنعكس على الداخل اللبناني، والتي تفرض تناغمًا بين أفرقاء الصف الواحد، مع ما يستلزم ذلك من توحيد الجهود في مواجهة قد تكون مفتوحة بين نقيضين لا تحتمل أن تكون المواقف حيالها "بين بين"، أو رِجل في الفلاحة وأخرى في البور.

من هنا، وتلافيًا لأي إحراج، كان كلام الرئيس الحريري في كلمينصو عندما سئل عن علاقته بـ"القوات"، فقال إن "القوات اللبنانية مكون أساسي في هذه الحكومة، والجميع يدرك الصداقة والحلف، الذي يربطنا بها، وبذلك ترك الباب مفتوحًا نصف فتحة، تحسبّا لأي مستجدات قد تفرض التحالف مجدّدًا بين قوى 14 آذار.

في المقابل تؤّثر "القوات اللبنانية" الصمت وترفض التعليق، وذلك إيمانًا منها بأنه في السياسة كل شيء قابل للتغيير، وأن لا شيء يدوم "سوى المبادىء"، وأنها لن تعارض في المطلق كما يحاول البعض إيهام الرأي العام به، كما أنها لن توالي بالطلق، إذ أن لكل مقام بيانًا. فعندما ترى ضرورة للمعارضة تعارض "حتى ولو طبقّت السما ع الأرض"، وهي بالتالي ستوالي عندما ترى أن ما يُطرح من قضايا لا تتناقض مع مبادئها.

وهذا ما قاله جعجع بالأمس"بالماشي ما رح نمشي، فنحن معتادون على دفع الأثمان، وسنضع كل ثقلنا كي نقوم بأفضل تصور ممكن لموازنة 2020 لئلا تكون نسخة عن موازنة 2019 وإلا فسنعارض. ومن هذا المنطلق، نحضّر ورقة عمل بسلة كاملة من التدابير التي يجب الاتفاق عليها كي تكون موازنة 2020 على قدر التطلعات. "حسابات الدكنجي" نحن خارجها."
 
المصدر: لبنان 24
تابع
Advertisement

أخبارنا عبر بريدك الالكتروني

إشترك